العفو يا بغداد
سامحينا
إن تركناكِ تعانين وحيدة
إن تركناكِ تموتين وحيدة
وتفرجنا على فعل اغتصابكِ
وفركنا الشاربَ الغليظ في كلتا يدينا
سامحينا
إن خرسنا لصراخك
وانسحبنا صامتينا
انك الأمُ التي من نَهدها
أشبعت كل اليتامى الجائعينا
انك الأمُ التي من عَطفها
فاض نهران حناناً وحنينا
انك الأنثى التي في حبها
ذابَ كل العاشقـــــينا
قبلينا
وامنحينا فرصةً أخرى لكي نبكي
لانا نادمينا
شغلتنا قصصُ الحب وأيام الغرامْ
أبعدتنا عنك ميساء وهند وسهامْ
فـــعرفنا
أننا لما عشقنا غيركِ
كنا هواةً ساذجينا
ها أنا ابحث عن حبٍ ولم أجد المحب
فاكتشفت أن زهر الحب من شفتيك قُبلة
فامنحينا قبلةً واحدةً إن تمنحينا
عانقينا
مثلما الأطفال في عيدٍ كزهرٍ فرحينا
شاب رأسي غير إني في محبتك جنينا
سامحينا
إن كَفرنا .. كُفرنا بالظلم قد باتَ يقينا
اخلعي ثوبَ الطُغاة .. نحنُ ثوبٌ فارتدينا
سامحينا
إن ضَحكنا .. يضحكُ الشاعرُ كالعصفور
مهموماً حزينا
سامحينا
إن تقيأنا على كل الشعارات
التي تملأ جدران المدينة
وحرقنا .. كُل ما يكتبُ حيناً ثم حينا
سامحينا .. واعذرينــا
اضطررنـــا
نعبد الأصنام دون الله
كي نبقى بعيشٍ آمنينا