بعض الناس تستفزهم كلمة «غبي» والغباء هنا ليس معناه التخلف العقلي أو قلة نسبة الذكاء.. فالغباء قد يكون غباء اجتماعيا كما أريده في مقالي.. أو أحيانا الطيب الزائد عن اللزوم والذي يفهم في نواح عدة كغباء أو كضعف في جوانب أخرى.. والغباء يبصم به ذلك المتسامح جدا لدرجة العبط فيستغل في زمن لا يؤمن إلا بمبدأ القوة.
الصداقة أجمل ما وجد على هذه الأرض في نواحي العلاقات الإنسانية.. من منا لا يذكر أصدقاء الطفولة وربع المراحل الدراسية وصداقات داخل الأسرة الواحدة أو ضمن نطاق الجيران، آثارهم مازالت موجودة في فكر وتصرف، وذكرياتهم تضج في الذاكرة فتشعل الشوق والحنين لهم.
والصداقة تمثل نجاح الفرد في اجتماعيته وتعكس الصورة الرائعة لبشريته.. لكن الطيب لدرجة الغباء قد لا يرى هو الغباء في ذلك، ولكنه للأسف يوصم به الغير، الإنسان يكسب صداقات عدة ويحبه البعض ويسيء اليه البعض، تحترمه مجموعة وتنظر له أخرى بازدراء وسخرية، وحين تأخذه عزة النفس احيانا يخسر جميع الذين التقوا تحت مظلته.
الآخرون لا يريدون عتابا ولا يرغبون في استفسار.. يستخسرون في الطيب أن يحب نفسه مرة أو أن يشفق على نفسه مرات، لا يريدون له أن يعمل فكرا فيما يخص تلك العلاقات، خاصة حين يحاول تغيير بعض مسارات التعامل معهم أسوة بالغير..يرى فيما يحصل له ظلما بينما الآخر ينال ما يريد ومن ضمن ما يحصل عليه الاحترام وخوفهم منه.
قد يكون احد هؤلاء قد أخطأ في البداية وأخطأ في النهاية حين غير آلية تعامله، فيخسر من كان قد كسبهم على مدار سنوات عمره وعلاقته بهم، خسرهم حين أراد أن يفرض ذاته دون ضعف وتسامح أضره أكثر مما نفعه، حين رأى أن البعض يحصل على كل شيء تحت مبدأ العتاب والقوة وعدم التساهل وهو لم ينل شيئا تحت بند الطيبة والتسامح.
من هنا أقول: كن غبيا تكسب أصدقاءك، فاليوم لا يريدون للقوي أن يكون رفيقا!