شفا -اعترف النظام السوري بهجوم شنه المعارضون من الجيش الحر على قاعدة جوية في ريف دمشق.
وأقرت حكومة الأسد على لسان وكالة سانا للأنباء أن مجموعة هاجمت يوم أمس مقر وحدة عسكرية جوية في منطقة الغنطو بريف حمص بهدف سرقة الأسلحة والعتاد العسكري، إلا أن سانا نفت وفق مصدر أمني سيطرة المهاجمين على القاعدة الجوية, وفقًا للعربية نت.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام السوري منعت الأطباء من إسعاف مجموعة من الإعلاميين أصيبوا في حمص، فيما قالت كتيبة ثوار الشعيطات في حمص: إنها تمكنت من الاستيلاء على نقطة حرس حدود هجانة وأسر عناصرها.
وفي الوقت نفسه، شهد حي العباسيين بدمشق اشتباكات عنيفة في الساعات الأولى من صباح اليوم، وفق المركز الإعلامي السوري الذي أوضح أن الاشتباكات جرت قرب مبنى الخبراء الروس.
كما وجَّه المركز نداءً إلى المراقبين الدوليين للمساعدة في إدخال الأطباء إلى حي الحميدية في حمص لإسعاف المصابين بقصف المكتب الإعلامي في الحي.
وكانت صحيفة واشنطن بوست قد ذكرت أن الجيش السوري الحر نجح في إعادة تنظيم نفسه، حيث حقق مكاسب على الأرض خلال الأسابيع الأخيرة في ظل أنباء عن تلقيه الدعم من المال والسلاح.
ويعلن الجيش السوري الحر الآن أنه غير ملزم بالهدنة رغم أن قادة الثوار يصرون على أن هجماتهم تهدف فقط إلى الدفاع عن المدنيين في أعقاب المخاوف التي خلفتها المجازر الأخيرة، حيث كان معظم الـ186 الذين سقطوا فيها من الأطفال والنساء.
ويقول الثوار السوريون: إنهم يحصلون على العتاد والتمويل بعد أن كانوا يفتقرون إليهما قبل أشهر قليلة، مما ساعدهم على هيكلة أنفسهم لتحسين التنسيق فيما بينهم وتقويض قدرة الحكومة على بسط سيطرتها على مناطق شاسعة من البلاد.
وقالت صحيفة واشنطن بوست: “ثوار سوريا رغم أنهم يقولون: إنهم لا يتلقون مساعدات أجنبية، فإنهم يؤكدون أنهم يحصلون على أموال من المعارضة السورية والمنظمات خارج البلاد، والتي تستخدم في شراء الإمدادات من السوق السوداء المزدهرة في الداخل”.
وبحسب محللين، فإن التقدم الواضح للثوار يكشف أن المساعدة تجدي نفعًا، حيث تعمل على تعميق الصراع وتكثيف الضغط على الحكومة لتقدم تنازلات رغم أن المجتمع الدولي ما زال يصر على استبعاد التدخل العسكري.
وأضافت واشنطن بوست: “الثوار الذي يتسلحون بأسلحة خفيفة وقذائف محمولة على الكتف ما زال أمامهم طريق طويل ليتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالجيش السوري الذي يتفوق عليهم”.
وأشارت الصحيفة إلى أنهم ما زالوا بعيدين عن بلوغ قدرات الثوار الليبيين الذين تمكنوا بسرعة مضطردة من السيطرة على مساحات شاسعة من البلاد وترسانة كبيرة.
وقال المسئول السابق في وزارة الحرب الأمريكية جيفري وايت: إن ثوار سوريا لن يتمكنوا من الإطاحة بنظام بشار الأسد وإخراجه من دمشق، ولكنه أقر بأن هجمات الكر والفر المتكررة على مواقع الميليشيات السورية النظامية تعزز الضغط على النظام، فتزيد من استنزافه وانشقاقاته.
وقال المتحدث باسم المجلس العسكري في حمص سامي الكردي: “كل يوم نسيطر على المزيد من الأراضي، وكل يوم هناك انشقاقات عن الجيش النظامي، ولدينا الآن تنظيم أفضل بين صفوفنا”.
وأضاف: “النظام الآن يسيطر على الأراضي بالدبابات، والدليل على ذلك أنهم (الجنود) لا يجرؤون على الخروج من دباباتهم”.