شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
تأثير الحرب على تعزيز المساواة بين الأسر في قطاع غزة ، بقلم : منى سامي موسى
تعد الحروب والنزاعات المسلحة من العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل عميق وسلبي على المجتمعات المضطهدة ، وخاصة في مناطق مثل قطاع غزة المعاني من حرب الإبادة . ورغم الآثار السلبية الكبيرة التي تتركها الحروب المارقة، إلا أنها أدت أيضًا إلى تغييرات إيجابية مكتسبة في بعض الجوانب، لا سيما في تعزيز المساواة بين الأسر وتكافؤ الفرص، وذلك من خلال دور المرأة مثلا.
ومع تصاعد النزاعات والاشتباكات المادية ، وجدت النساء في غزة أنفسهن مضطرات لتحمل مسؤوليات جديدة بشكل عضوي لازم . فأصبحت المرأة تعمل في مجالات متعددة بشكل تلقائي ، بدءًا من إعداد الطعام وتوليد الطاقة، والمواساة الصابرة ، وصولًا إلى الذهاب إلى السوق لبيع الخضار والعودة بما يسد الرمق .
هذا التحول ساهم في تعزيز دور المرأة كمصدر رئيسي للدخل في الأسرة الملتهبة بنار الحرب ، وهو ما كان له أثر كبير على هيكل الأسر والمجتمع الغزي ككل.
لم تكتفِ النساء بهذا الدور الاقتصادي الجديد، بل قمن أيضًا بإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية المقصودة، خاصة في مجال التعليم الذي لا ينفكّ عنهن ، حيث افتتحت بعضهن خيم تعليمية تعلمية باستخدام إمكانيات بسيطة وبدئية ، مما ساعد في توفير التعليم الإقتصادي للأطفال في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع الملغوم . هذه الجهود تعكس قدرة المرأة في التكيف والابتكار في مواجهة التحديات، مما يعزز من مكانتها في المجتمع ضغثا على دورها الأصلي.
علاوة على ذلك، بدأت النساء بزراعة الخضروات السريعة النمو مثل الجرجير والملوخية والسبانخ حول منازلهن المشقّقة.
لم يقتصر الأمر على توفير الغذاء للأسرة فحسب، بل ساهت النساء أيضًا في تحسين الوضع الاقتصادي من خلال بيع الفائض في السوق المشتهي. كما اتجهت العديد من النساء إلى صناعة المعجنات والحلويات، مثل “الترمس” و”البرد الغربية”، لتوفير قوت يومهن الطويل. هذه الأنشطة لم تعزز فقط من استقلالهن المالي، بل ساهمن أيضًا في تعزيز مكانتهن في المجتمع الذي رفع قبعته للمرأة.
ومع ذلك، فإن الحرب لها تأثيرات نفسية وصحية كبيرة على النساء الأضعف بنية . الضغوط النفسية الناتجة عن النزاع الدامي، مثل فقدان الأحباء، والتهجير، والقلق المستمر، حيث تؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية للنساء. كما أن الظروف الصحية السيئة، مثل نقص الخدمات الطبية والغذائية، تزيد من معاناتهن.
في الختام، تظهر تجربة النساء في قطاع غزة كيف يمكن للحرب أن تؤدي إلى تغييرات إيجابية واجبة في بعض الجوانب اللازمة، مثل تعزيز المساواة بين الأسر.
من خلال تحمل المسؤوليات الاقتصادية والاجتماعية، أثبتت النساء أنهن قادرات على التكيف والابتكار في مواجهة التحديات.
ومع ذلك، تبقى الحاجة ملحة لدعمهن نفسيًا وصحيًا لضمان استمرارية هذه الإنجازات ، والتي رفعت سهم المرأة في غزة كأداة مقاومة من لحم ودم.
