
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات التصريحات الصادرة عن مجلس الأمن القومي الأمريكي، والتي حاولت تبرير المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسعفين ورجال الدفاع المدني في مدينة رفح، حيث جرى تقييدهم وتصفيتهم ميدانيًا ودفنهم في حفرة بدمٍ بارد.
إن محاولة تغطية هذه الجريمة الوحشية بذريعةٍ واهية عن “استغلال سيارات الإسعاف”، هو انحدار أخلاقي خطير يثبت من جديد أن الولايات المتحدة ليست مجرد داعم للاحتلال، بل شريك فعلي في تنفيذ الجرائم ضد أبناء شعبنا، عبر تبرير القتل الجماعي وتوفير الحماية السياسية والدبلوماسية للمجرمين.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تعتبر هذا التصريح المشين بمثابة ضوء أخضر لاستمرار آلة القتل الصهيونية، وتحمّل الإدارة الأمريكية، وفي مقدمتها الرئيس دونالد ترامب، المسؤولية المباشرة عن كل قطرة دم فلسطينية تسفك تحت هذا الغطاء الفج.
ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى كسر صمتها المهين، والوقوف أمام هذا الانحطاط السياسي الذي يحوّل دولة بحجم الولايات المتحدة إلى شاهد زور على جرائم تطال الأبرياء والمسعفين والكوادر الطبية، التي يفترض حمايتها لا تصفيتها.
دماء شهدائنا لن تذهب هدراً، والشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله المشروع حتى دحر الاحتلال وانتزاع حقوقه الوطنية كاملة، مهما بلغ حجم التواطؤ والتآمر الدولي.