
هل ستكون رمال موراغ مقبرة أخرى؟؟ بقلم : بديعة النعيمي
“موراغ” مستوطنة يهودية كانت تقع جنوب مدينة خان يونس وشمال رفح . ضمن مستوطنات “غوش قطيف”.
و “غوش قطيف” كانت كتلة تتكون من ١٧ مستوطنة يهودية، أقامتها دولة الاحتلال في غزة بعد احتلالها عقب حرب الأيام الستة عام ١٩٦٧. حيث كانت تعتبر من أهم المستوطنات بالنسبة لدولة الاحتلال من الناحية الاقتصادية والعسكرية.
لكن ما حدث في عام ٢٠٠٥، أن حكومة الاحتلال بقيادة “أرئيل شارون” نفذت خطة انسحاب أحادي من غزة، تم على إثرها إخلاء مستوطنات “غوش قطيف” وهدم المنازل والبنية التحتية فيها ثم انسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
واليوم بعد انهيار صفقة التبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال وعودة الحرب على غزة أصبح مصطلح “محور موراغ” يستخدم للإشارة إلى الطريق الممتد على طول الموقع السابق للمستوطنة. حيث يعتبر ممرا استراتيجيا هاما من الجنوب نحو عمق القطاع وخاصة من ناحية العمليات العسكرية.
وقد تصدر يوم أمس ٥/ابريل/٢٠٢٥ تصريحا لما يسمى ب “الجيش الإسرائيلي” مفاده “قوات الفرقة ٣٦ بدأت تعمل في محور موراغ في قطاع غزة”.
بالنسبة للفرقة ٣٦ هي فرقة مدرعة من عصابات الجيش الصهيوني، وتعد من الفرق الكبيرة والمركزية ضمن القيادة الشمالية، وتضم عدد من ألوية مدرعة ومشاة.
هذا بالنسبة للفرقة. أما بالنسبة للتصريح، فإننا حين نقرأ تصريحا مثل هذا صادرا عما يسمى “الجيش الإسرائيلي” فإن هذا يعني أن هناك بدء توغل بري أو تعزيز عمليات برية في جنوب القطاع في محاولة للسيطرة على الطريق بين خان يونس ورفح وتنفيذ عمليات عسكرية ضد المقاومة الفلسطينية هناك.
وقد جاء التصريح بعد أن أعلن “بنيامين نتنياهو” بتاريخ ٢/ابريل٢٠٢٥ أن جيش الاحتلال غير استراتيجيته في القطاع، مشيرا إلى السيطرة على ممر جديد في جنوب القطاع يدعى “ممر موراغ”. وأوضح أن الجيش يسيطر الآن على أراض جديدة ويضرب المقاومة على حد زعمه ويدمر البنية التحتية ويحكم السيطرة على هذا الممر الذي وصفه بأنه سيكون “ممر فيلادلفيا إضافي”.
هذا ما صرح به “نتنياهو”، ولكننا لا نعلم بعد، عن احتمالية وجود مفاجآت من المقاومة الفلسطينية، وهل سيصمد التوغل البري أم أن آليات العدو سيتم دفنها أسفل رمال ممر “موراغ” المزعوم؟؟
مع العلم أن هناك أنياء عن استدعاء لواء جولاني إلى الممر، وهو اللواء الذي تكبد خسائر كبيرة خلال الحرب بعد ٧/أكتوبر خصوصاً في معارك مثل خان يونس ومحيط “ممر موراغ” على يد المقاومة، خاصة كتائب القسام وسرايا القدس، التي أعلنت حينها عن تنفيذ كمائن محكمة وتفجيرات أنفاق واشتباكات مباشرة أدت إلى مقتل وجرح عدد من جنود اللواء وتدمير آلياته.
وبرغم أن جيش الاحتلال لم يعترف بكامل حجم الخسائر، إلا أن انسحاب لواء جولاني من بعض مناطق جنوب القطاع وورود أخبار عن استبداله بألوية أخرى دعم رواية المقاومة عن “فشل المهمة” في تلك المرحلة.
الأيام القادمة ستكشف ما يكمن أسفل جبل الجليد وخاصة أن السيطرة على ممر مثل هذا سيزيد من تشديد الحصار الجغرافي على أهلنا في غزة مما سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية المستمرة منذ بدء العمليات العسكرية. فالمنظومة الصحية منهارة والأمن الغذائي كذلك.