6:47 مساءً / 7 أبريل، 2025
آخر الاخبار

مريم أمين بشارات ، زهرة الكاراتيه الفلسطينية التي نبتت في صخر التحدي وأزهرت ذهباً، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

مريم أمين بشارات ، زهرة الكاراتيه الفلسطينية التي نبتت في صخر التحدي وأزهرت ذهباً، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

مريم أمين بشارات… زهرة الكاراتيه الفلسطينية التي نبتت في صخر التحدي وأزهرت ذهباً، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

من بين ظلال الألم الفلسطيني، وتحت سماءٍ مثقلة بالاحتلال والوجع، تشعّ نجمة من نور، تحلّق فوق منصّات التتويج، وتكتب اسم وطنها المنكوب بحروف من ذهب… إنها مريم أمين بشارات، الفتاة اليافعة ذات الستة عشر ربيعاً، التي سحرت العالم بقوتها، وفرضت حضورها على خارطة الرياضة العالمية، لتثبت للعالم أن فلسطين لا تُولد فقط من رماد النكبة، بل تُبعث أيضاً من وهج الإرادة.

في إسبانيا، وقفت مريم وقفة الأسود، وأرغمت خصومها على الانحناء لعنفوانها، لتحرز عن جدارة الميدالية الذهبية في الجولة الثانية من الدوري العالمي للكاراتيه لفئة الناشئين والناشئات، في واحدة من أقوى بطولات العالم لهذه الفئة العمرية. لم يكن هذا الفوز مجرّد رقمٍ يُضاف إلى سجل البطولات، بل هو صرخة فلسطينية صادحة في وجه القهر، وعَلمٌ يُرفرف على رقعة الشرف والعزّة.

مريم، المصنفة الأولى عالمياً في فئة الوزن فوق ٦١ كغم، ليست مجرّد لاعبة كاراتيه، بل هي قُدوة متحركة، ومشروع أسطورة تُصاغ في زمن شحيح بالأساطير. حملت راية فلسطين على أكتافها، ومضت في دربٍ ملؤه العرق والتحديات، فكان لها في العام الماضي نصيب الأسد من الميداليات: ذهبية بطولة العالم للناشئات في إيطاليا، الذهب الآسيوي في الفلبين، ذهبية الدوري العالمي في إسبانيا، وبرونزية السلسلة ذاتها في كرواتيا.

وكأن الذهب لا يليق إلا بها، أهدت فلسطين في العام الحالي ميداليتها الثانية، بعد أن أحرزت الفضية في الجولة الأولى من الدوري العالمي في مدينة الفجيرة الإماراتية، لتثبت أن ما تحققه ليس صدفة، بل ثمرة موهبة أصيلة، ورعاية واعية من والدها الحكم الدولي أمين بشارات، الذي لم يكن فقط سندها في البطولات، بل ظلّها الذي لا يفارقها، ويدها التي تُقوّي قبضة النجاح.

هذه البطلة ليست فقط ابنة عائلة بشارات، بل هي ابنة الوطن بأكمله. هي رسالة مقاومة من نوعٍ مختلف، تُقال بالركلات بدلاً من الكلمات، وبالإنجاز بدلاً من الشعارات. هي صفعة في وجه اليأس، وأملٌ يزهر في قلوب كل فلسطيني يرى فيها صورة الحلم المُمكن.

إن مريم تُعلّمنا درساً بليغاً: حين ننتقل من عقلية الهزيمة إلى عقلية العزيمة، يتبدّل الواقع، وتتبدّد القيود، ويصبح المستحيل خطوة أخرى في طريق الإنجاز. هي ليست مجرد فتاة صعدت على منصة تتويج، بل هي وطنٌ بأكمله صعد معها، ووجعٌ تحوّل إلى مجد، وجرحٌ انقلب إلى ذهب.

مبروك يا مريم… يا زهرة فلسطين المقاتلة، يا سفيرة الحلم في زمنٍ عطش للبطولات… مبروك لكل من آمن بك، وسار معك على درب الكفاح، ومبروك لفلسطين التي أنجبتك واحتضنتك… لك المجد ولنا الفخر.

شاهد أيضاً

محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل يستقبل مدير عام الشرطة اللواء علام السقا

محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل يستقبل مدير عام الشرطة اللواء علام السقا

شفا – استقبل محافظ طولكرم اللواء د. عبد الله كميل بدار المحافظة، مدير عام الشرطة …