9:07 مساءً / 1 أبريل، 2025
آخر الاخبار

البروفيسور معزوز علاونة ، الرجل الذي يفتح أبواب الفرص ويترك أثرًا خالدًا، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

البروفيسور معزوز علاونة ، الرجل الذي يفتح أبواب الفرص ويترك أثرًا خالدًا، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

هناك أشخاص يمرّون في حياتنا كضوء الفجر، يُبدّدون العتمة، ويرسمون لنا طريقًا مضيئًا نحو المستقبل. ليسوا مجرد أسماء في سجلّ الذكريات، بل هم أولئك الذين يؤمنون بنا حين نشكّ في أنفسنا، ويدفعوننا للأمام حين نتردد، ويفتحون لنا أبواب الفرص التي لم نكن لندخلها لولاهم.

ومن بين هؤلاء الذين تركوا بصمة لا تُمحى في مسيرتي، كان الدكتور معزوز علاونة، الرجل الذي لا يمنح فقط العلم، بل يمنح الثقة، والذي لا يقتصر دوره على التدريس، بل يتعداه إلى بناء العقول، وصناعة الفرص، ودعم الطاقات الشابة.

اللقاء الأول… هيبةٌ تشعّ ثقة

التقيتُ بالبروفيسور معزوز علاونة للمرة الأولى في جامعة القدس المفتوحة – فرع نابلس، حين كنتُ قد أنهيتُ دراستي للماجستير، وكنتُ على أعتاب تجربة جديدة، أتقدّم بطلبٍ لتدريس مواد اللغة الإنجليزية لطلبة البكالوريوس.

في ذلك اللقاء الأول، كان حضوره مهيبًا، هيبةٌ تشعّ ثقة، وجديةٌ تعكس مسؤولية، لكنه في الوقت ذاته كان عمليًا إلى أبعد الحدود، يؤمن بالعمل أكثر من الكلمات، وبالفرص أكثر من الانتظار. كان أول ما قاله لي:

“شُدّي الهمّة، نريدكِ أن تحصلي على الدكتوراه إن شاء الله.”

كانت كلماته بمثابة توقيع غير مكتوب على بداية مسيرتي التدريسية، تشجيعٌ جاء في وقته تمامًا، زرع في داخلي يقينًا بأن الطريق أمامي مفتوح، طالما امتلكتُ العزيمة والإرادة.

الفرصة الأولى… بوابة العبور نحو الحلم

لم يكن مجرد حديث تحفيزي، بل كان التزامًا حقيقيًا بدعم الشباب وإعطائهم الفرص. منحني أول فرصة لتدريس اللغة الإنجليزية 1، وقال لي بثقةٍ ووضوح:

“أنا دائمًا أرحّب بالشباب وأمنحهم الفرص، نحن هنا لنُساندكم، وليس لنضع العقبات أمامكم.”

وكانت تلك الكلمات هي المفتاح الذي فتح لي بابًا لم أكن لأدخله لولا إيمانه بقدراتي، كانت فرصةً ذهبية، ليست مجرد وظيفة، بل تجربة شكلتني أكاديميًا ومهنيًا.

ومع مرور الأيام، شعرتُ كم كنتُ محظوظةً بتلك الفرصة، فقد منحتني فرصة الوقوف أمام الطلبة، فرصة اختبار قدراتي في التدريس، فرصة اكتشاف شغفي الحقيقي في نقل المعرفة، فرصة الإبحار في عالمٍ جديدٍ لم أكن أدرك مدى روعته.

أثرٌ لا يُمحى… وشكرٌ لا ينتهي

في حياتنا، هناك أشخاص يمنحوننا الفرص، ثم يقفون بعيدًا ليراقبونا ننمو، لا يتباهون بفضلهم، بل يفرحون بنجاحنا كما لو كان نجاحهم الشخصي. كان الأستاذ الدكتور معزوز علاونة واحدًا من هؤلاء، ممن يزرعون الخير في طريق الآخرين دون انتظار مقابل، ويؤمنون بأن دورهم الحقيقي ليس فقط في التدريس، بل في بناء أجيال قادرة على حمل المسؤولية والمضيّ قُدمًا.

واليوم، بعد أن أكملتُ دراستي وحصلتُ على الدكتوراه، لا أنسى تلك الكلمات التي قالها لي في اللقاء الأول، كانت أشبه بنبوءة تحققت، أو دعوة صادقة حملتني إلى حيث أنا الآن.

شكرًا دكتور معزوز، على الأثر الطيب الذي لا يُمحى.


شكرًا على الفرصة التي منحتها لي، والتي كانت أول خطوة في طريق النجاح.


شكرًا على دعمك، وثقتك، وإنسانيتك التي جعلت منك أكثر من مجرد أكاديمي، بل معلمًا حقيقيًا، يترك أثرًا في كل من يلتقي به.

إنما الإنسانُ أثر، وأثركَ سيبقى خالدًا في قلوب طلابك مدى الحياة.

شاهد أيضاً

إصابات بالرصاص وإحراق مزرعتين و5 مركبات في هجوم المستوطنين على دوما

إصابات بالرصاص وإحراق مزرعتين و5 مركبات في هجوم المستوطنين على دوما

شفا – أصيب ثلاثة مواطنين بالرصاص، وأحرقت مزرعتان للماشية وخمس مركبات، مساء اليوم الثلاثاء، في …