11:50 مساءً / 25 مارس، 2025
آخر الاخبار

ثقافة الاعدام ، رسالة لمن يهمه الأمر ، أ. إيمان مرشد حماد

ثقافة الاعدام ، رسالة لمن يهمه الأمر ، أ. إيمان مرشد حماد

ثقافة الاعدام ، رسالة لمن يهمه الأمر ، أ. إيمان مرشد حماد

قرأتُ اليوم مقولة للسياسي البريطاني روبرت سيسل مفادها “أن غرام من الخبرة يوازي طناً من النظريات.” وهذا يذكرني بنظام تدريب المعلمين والموظفين الجدد في اليابان حيث يوضعون تحت إشراف الموظفين ذوي الخبرة والكفاءة لأنهم ينتمون إلى ثقافة تحترم الأكبر سناً وتثمن تجاربهم.

وعندما تقرأ في ثقافة الكثير من الشعوب تجد أن لديهم استراتيجيات تنطلق من مبدأ أن كبار السن هم ثروة وطنية يجب الاحتفاظ بها والحرص على استمرارية عطائها ، حينها ينتابك حزن يقبض على صدرك عندما تشاهد معاملة أصحاب الخبرات في أوطاننا. حقيقة لم أجد أنسب من مصطلح ” ثقافة الإعدام ” التي تتجذر في نفوس الكثيرين تجاه من سبقوهم بسنوات للعمل في المؤسسات المختلفة للعمل بنفسية تنفيذ محرقة بحق من قامت المؤسسات على أكتافهم.

ولو كان بأيديهم لعدلوا نظام التقاعد ليصبح بعد سن الخمسين- ناسين او متناسين ان دولاب الزمن سرعان ما يضعهم تحت نفس المقصلة في طرفة عين. مؤسف جدا أن ينظر إليك من اعتبرت نجاحه نجاحاً لك على انك إما تهديد لوجوده او منافس ( دقة قديمة) بعد ان وصل هو ألى مرتبتك أو بعد أن تفوق عليك في الدرجة العلمية.

ترى في أعين هؤلاء الزهو والغرور والتكبر ، وفي سلوكهم الإقصاء والتفرد بالقرارات ، وفي كلامهم الغمز واللمز ، والتناجي امام الآخرين – ناهيك عن الاستئثار بالكلام طوال الوقت دون إعطاء الآخرين فرصتهم في الكلام والتعبير عن أنفسهم وإن أعطوهم الفرصة اغتابوهم من وراء ظهورهم. والمضحك هو اصطفاف من هم أقل من عمر الموظفين القدماء بعام او عامين مع هذا التوجه دون أن يدركوا ان دورهم في ذات المحرقة وشيك جدا.

وهذا يقودنا إلى طرح العديد من الأسئلة منها : هل اختلاف الأجيال يجب ان يقود بالضرورة الى هذه الشراسة؟ أم ان الأولى هو التعاون وتبادل الخبرات وليس لعب دور (البلدوزر) الذي يجرف كل ما هو امامة لكي يصبح اعدام القدماء حاجة ملحة لأن المكان لا يتسع لجيلين؟ وهل هذه الممارسات تعود إلى أننا ننتمي لسياسة الإقصاء والشللية والتفرد بالمؤسسة أو المكان الذي نعمل فيه؟

والسؤال الأسوأ هو عندما يكون أمامك سنوات عديدة لتصل إلى التقاعد كيف لك ان تعمل في أجواء كهذه؟ ولكن السؤال الأهم من جميع ما سبق هو أين صناع القرار من هذه الممارسات؟ سؤال بحاجة إلى إجابة وخبرات بحاجة إلى حماية.

وختاما ، لا بد من التأكيد على أن الاستفادة من خبرات الكبار في بيئة العمل يعتبر احد أعمدة النجاح الهامة وركيزة هامة من ركائز التطور المهني لأن في جعبتهم كنوز من الخبرة على أي فريق عمل تثمينها والإستفادة منها لتحقيق مبدأ( الثراء في التنوع). فالخبرة ليست مجرد عنوان بل هي أيضاً قيمة تعزز نجاحنا وتفوقنا.

  • – أ. إيمان مرشد حماد – جامعة النجاح الوطنية

شاهد أيضاً

القيادي في المبادرة الوطنية المهندس غسان جابر يرثي المناضل محمد الحوراني

شفا – رثى القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية المهندس غسان جابر المناضل محمد الحوراني …