هذا ما رأيناه وعشناه وهذا ما سنذكره ونكتبه .. ايام امضيناها نزعوا منها كل جميل وركبوا فيها الباطل وجعلوا منه حقا تحت شعار الدين الذي يجلدونه كل وقت وكل حين..وسيسود الحق.
باتت الحقيقة اليوم انصع بياضا وبات الزيف جليا واصبح العار رداء الكاذبين المخادعين بلا أدنى وجل او خجل او حياء .. ولم تعد الزينة التي تتجمل بها السلطة العراقية ذي جدوى فكل شعاراتها باتت جوفاء أمام الملأ من شتى الانواع وكلها لاسيما تلك الشعارات التي تنادي بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينها وبين الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة حول أشرف وعلى العالم ان يتعامل بحزم مع موقف اللاحياد العراقي المعلن منذ سنين.
ما نتعرض له من نهب لاموالنا و التأخيرات المتعمدة في عملية النقل والتفتيش ووضع السلطة العراقية عراقيلها المستمرة منذ نقل الدفعة الاولى من اشرف الي ليبرتي الي يومنا هذا ليس بالحدث العابر أو العفوي أو الهين وإنما هو جزء من مخطط ايراني تتبعه السلطات العراقية وتنفذه بطاعة والتزام تامين ودونما ادنى مبالاة بقيم او قوانين او اعراف أو شرائع.، ولقد اثبتت الأحداث علي الساحة بان مصدر القرار يخضع الي املاءات ولاية الفقية في إيران وينفذ حرفيا وحسب ادق التوصيات، وفليس مثير للاستغراب التقاط الصور الفيديوية لوجوهنا و بدقة من قبل القوات العراقية اثناء التفتيش استراضاءا للملالي الحاكمين في ايران الأمر الذي يهدد باعتقال عوائلنا الابرياء في ايران
نعم.. وضعوا قيودا و تدخلات غير قانونية علي نقل ممتلكاتنا من أشرف إلى ليبرتي ومنها مسجل صوت و جهاز استنساخ و أحذية ودراجة هوائيه و رمي امتعتنا الشخصية و ملابسنا نحن النساء المسلمات بوحشية أمام عيون مراقبي الامم المتحدة و الجنود تحت حجة إنها مواد محظورة ! ألا يوضحون لنا ما هو المحظور وغير المحظور ولم تشتمل الاتفاقيات على حظر دراجة هوائية ومسجل صوت وملابس وحاجيات وامتعه نسائية شخصية.. هذا هو الموقف وقد يفوتني الكثير في التعبير لاني اعبر عن موقف واحد من احدى مشاهد النقل التي تتم تباعا مشهدا تلو آخر وفي احد المشاهد يموت احد رفاقنا من جراء تلك المعاملات ويقع هذا كجريمة قتل تستحق الحساب والعقاب
من المسلم به والواضح للجميع أن النظام الايراني يسعى جاهدا الى القضاء علينا ليمهد الطريق لدهس كل القيم الانسانية في العراق.
ودخلنا سجن المسمى بـ مخيم الحرية “ليبرتي” بعد تحمل كثير من المآسي و الصعوبات أملا في أن تنتهي مشاهدتنا اليومية للقوات العراقية المسلحة المزودة بالمدرعات ولكن خيبوا أمالنا وما ان وصلنا الي بوابة ليبرتي حتي شاهدنا مالم نكن نريد مشاهدته..وبدا أنه نهج لا يمكن للسلطة العراقية ان تتخلى عنه ولا تمتلك الارادة لذلك.
كان حرص الحكومة العراقية علي” حمايتنا“، ضرب و شتم اخواني و اخواتي بالهراوات و الأحجار ودهسم بالمدرعات العراقية، واختطاف ستة وثلاثون منهم في عام 2009 وتصويب السلاح واطلاق النار تخطيطا وعمدا وإصرارا عليهم ..ولا اخط مقالي هذا من واقع متعاطف وانما من واقع نضالنا وحقنا المشروعين والمعاناة والالم والقهر المفروض علينا وكنت احدى الموجوعات في رفاقها وذويها ففي مشاهد ومشاريع الجريمة والارهاب الذي مارسته السلطة العراقية بدفع من الديكتاتورية الإرهابية المتسترة بغطاء الدين في إيران كان وداعي الأخير مع شقيقي العزيز حنيف الذي استشهد شابا ظلما وبغيا وعدوانا وهو اعزل شأنه شأن الجميع كان وداعي الاخير لـ جثمانه الطاهر المضرج بالدم ولم اجد شيئا أرثيه به سوى دموعي التي أنهالت على جسده وتلك كانت حماية السلطة العراقية والمجتمع الدولي لنا…فماذا تركوا لنا لنتذكره او للتاريخ ان يذكره.
تلك مشاهد موجعة حاضرة الفؤاد مشعلة إياه وقد احتفظت بها في ركن من ذاكرتي راسخة في قلبي وذهني منذ السنوات الثلاث الماضية بعد نقل حماية اشرف من القوات الأمريكية الي الحكومة العراقية .. ذلك النقل الذي خدم طموحات و مقاصد ديكتاتورية ولاية الفقية الشريرة فقط .
ولا اعرف كيف انعدمت الرحمة في فؤادهم الحجري الي هذا الحد ولا أدري أي بشر هؤلاء..
و باعادة السيناريو المعروف نفسه وتكرار الازمة والمحن؟ ألم يحن الوقت الان لرفع الأصوات عاليا دفاعا عن الكرامة والقيم الانسانية اشفاقاٴ بالمظلومين وعطفا عليهم وتضامناً معهم ومع حقوقهم المشروعة و حماية لهم من بطش الطغاة المستهترين؟
إن ضمائر الانسانية بحاجة الى مراجعة ولابد من محاسبة الذات الانسانية ان نالت من رقيها…
فماذا تركوا لنا لنتذكره او للتاريخ ان يذكره ..وماذانقول حقا عن ذكرياتنا في العراق؟
*عاصفة امامي * أمرأة مجاهدة قُتل شقيقها في هجوم القوات العراقية على أشرف في يوليو 2009 وانتقلت قبل فترة من أشرف إلى مخيم ليبرتي.