
إسرائيل مستوطنة قابلة للزوال ، بقلم : خليل إبراهيم أبو كامل
الأمة ألإسرائيلية ترتكز على سقالةٍ من الفساد، وأسسٍ من القهر والظلم، ولذا فقد أصبحت نهاية المشروع الصهيوني بالفعل على أبوابنا، وهناك احتمالاً حقيقي بأن جيلُنا هو الجيل الصهيوني الأخير ـ وربما تبقى دولةٌ يهوديةٌ في هذا المكان، ولكنها ستصبح دولةً مختلفةً وغريبةً وقبيحةً، أن ألفي سنة من الصراع للإستعمار اليهودي أنتهت الى دولةً من المستوطنات، تديرها عُصبةً غير أخلاقية من الفاسدين، الذين لا يحترمون القوانين، ولا يأبهون بمواطنيهم، ولا حتى بإعدائهم، لا يمكن إستمرار دولةً تفتقر إلى العدالة، لقد بدأ كثير جداً من الإسرائيليين في إستيعاب ذلك، وهم يسألون أولادهم أين يتوقعون ان يعيشوا بعد 5 سنوات بعد أحداث السابع من أكتوبر تحديداً، لقد بدأ العد التنازلي للمجتمع الإسرائيلي، أن رئيس الوزراء الحالي يجسد جانبي اللعنة، أي الأخلاق والشخصية المعيبة والتجاهل الفظ للقانون من جانب، و وحشية الإحتلال وخنق كل فرصة للسلام من الجانب الأخر، والنتيجة أن الثورة الصهيونية قد ماتت وشبعت موتً.
أن موضوع نهاية الاحتلال الإسرائيلي طرح منذ بداية تأسيسها عام 1948، لأن الصهاينة يدرسون التاريخ جيداً، ويعرفون نهاية الممالك الصليبية، كما يعرفون نهاية كل الجيوب الإستيطانية الإحلالية في العالم، وهم لا يذهبون الى التوارة او التلموذ أنما يذهبون الى التاريخ ويدرسون ويعرفون جيداً التاريخ، وهم دائماً ما يشيرون الى ممالك الفرنجة. موضوع نهاية إسرائيل موجود في الأدب الإسرائيلي ايضاً.
أن في أواخر القرن التاسع عشر كان في أوربا مشاكل اجتماعية كثيرة، حيث الجريمة زادت، والإحباط الاجتماعي ايضاً زاد، والمسألة اليهودية تفاقمت، والبطالة تفاقمت، حيث كان يطلقون على المتعطلين الفائض البشري، وبناءاً عليه أُسست الجيوب الإستيطانية هذه، لإستيعاب الساخطين دينياً، لإستيعاب المجرمين مثلاً أستراليا أسسها مجموعة من المجرمين، والولايات المتحددة أسسها بعض الساخطين دينياً، وجنوب افريقيا أسسها واستوطن بها بعض الفاشلين إجتماعياً، فلسطين صدر لها ان الحل الإستعماري لكل هذه المشاكل ان يتم تصديرها، حيث انه تم تصدير مجموعة من اليهود الذين لم يستوعب الاقتصاد الجديد (الرأسمالي)، بعدما تفاقمت المسألة اليهودية تم تصدير اليهود الى فلسطين بعدما كان عدد اليهود في منتصف القرن الثامن عشر كان في أوروبا 2 مليون ونصف، وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبح 16 مليون يهودي في أوروبا تزايد العدد، حيث هاجر 2 مليون الى الولايات المتحدة مثلاً، وهاجر حوالي نصف مليون أو أكثر الى أمريكيا اللاتينية، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى كان عدد المهجرين اليهود الى فلسطين لا يزيد عن 70 الف تقريباً، وذلك من أجل تخليص أوروبا من اليهود، حيث أن الرؤية الإستيطانية مبنية على ما يسمى نفي (الدياسبرا) أي الغاء يهود العالم تماماً، ويجب أن ندرك ان قيادات الصهيونية الأولى جاءت من المانيا والنمسا حينما تدفق يهود شرق أوروبا اليهم وكانوا يريدون تخليص أنفسهم وأوروبا من هؤلاء اليهود، لذلك تبنوا الحل الإستعماري وتصدير اليهود الى فلسطين.
سوف أسلط الضوء هنا على بعض أوصاف اليهود في الكتابات الصهيونية:
(حياة اليهود… حياة كلاب تثير الإشمئزاز) “فريشمان”
(ليسوا أمة… وليسوا شعباً… وليسوا آدميين) “بريد يشيفيسكي”
(اليهود غجر وكلابٌ قذرة – كلابٌ جريحة لا إنسانية) “بيرنر”
(اليهود طفيليات… أُناسٌ لا فائدةٌ منهم أساساً) “ادجواردو”
(اليهود عبيد وبغايا… وأحط أنواع القذارة… ديدان طفيليات نجسة بلا جذور) “شوادرون”
أ. خليل إبراهيم أبو كامل (باحث مختص في علم الإجتماع)