3:37 مساءً / 14 مارس، 2025
آخر الاخبار

الأستاذ الفاضل رياض زيدان ، قامةٌ علميةٌ ونبراسُ معرفةٍ وأثرٌ خالدٌ في القلوب ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذ الفاضل رياض زيدان ، قامةٌ علميةٌ ونبراسُ معرفةٍ وأثرٌ خالدٌ في القلوب ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

الأستاذ الفاضل رياض زيدان ، قامةٌ علميةٌ ونبراسُ معرفةٍ وأثرٌ خالدٌ في القلوب ، بقلم : د. تهاني رفعت بشارات

هناك أشخاصٌ في هذه الحياة لا يعبرون فيها مرورًا عابرًا، بل يتركون أثرًا لا يُمحى، وكأنهم نقشٌ على جدار الزمن، أو شعلةُ علمٍ تُضيءُ دروبَ من عرفوهم. ومن بين هؤلاء الذين نقشوا أسماءهم في سجلّ العطاء، ورسموا بصماتهم بحروفٍ من ذهب، يبرز اسم الأستاذ الفاضل رياض زيدان، الرجلُ الذي حمل مشعل العلم بإخلاص، وسار به في دروب الأجيال، فأنار عقولًا، وزرع القيمَ، وترك أثرًا خالدًا لا يبهتُ مهما تعاقبت الأيام.

لقاءٌ أول… وخطوةٌ نحو التقدير

كان لقائي الأول بالأستاذ رياض زيدان خلال مبادرة “كرّم معلمك”، تلك المبادرة النبيلة التي حملت في طياتها رسالة الوفاء والتقدير لأولئك الذين نذروا حياتهم للتعليم والتربية، وصنعوا الفرق في مسيرة طلابهم. حضر الأستاذ رياض ضمن وفدٍ يترأسه الدكتور الفاضل محمد أبو الهيجاء، وكان ذلك اللقاء بمثابة لحظةِ اعترافٍ بفضل المعلمين، ووقفةِ إجلالٍ لتضحياتهم، حيث شُرفتُ بالتكريم مع زميلاتي في المدرسة التي كنت أعمل بها، وكانت تلك اللفتة الكريمة بصمةً مضيئةً في سجلّ العطاء، ورسالةَ احترامٍ تليق بمن يحملون مشعل العلم ويهدونه للأجيال القادمة.

لكن ما أضفى على المبادرة رونقًا خاصًا هو وجود الأستاذ رياض زيدان، تلك القامة العلمية التي أثبتت أن التعليم ليس مجرد مهنة، بل رسالةٌ تحتاج إلى قلبٍ نابضٍ بالعطاء، وعقلٍ يضيءُ دروب المعرفة، ونفسٍ مخلصةٍ تؤمن بأن كل طالبٍ هو مشروعُ نجاحٍ يجب أن يُروى بالعلم، ويُغذى بالأمل.

معلّمٌ لا يُنسى… وأثرٌ يتجدد في كل جيل

لم يكن الأستاذ رياض زيدان مجرد معلمٍ مرّ في حياة طلابه، بل كان كالأب الذي يزرع فيهم الثقة، وكالمصباح الذي يبددُ ظلمات الجهل، وكالجسر الذي يعبرون عليه نحو النجاح. كيف لا، وهو الذي وقف يومًا أمام أختي الدكتورة الصيدلانية فاطمة بشارات في مرحلة التوجيهي، فكان لها المعلم والدليل، وأخذ بيدها في مادة الرياضيات حتى حصلت على معدل 99%، فكان نجاحها ثمرة جهده وعبقريته التي لا حدود لها.

ولكن الأمر لم يكن مجرد قصة نجاحٍ واحدة، بل هو حكايةٌ تتكرر في حياة كل طالبٍ تعلم على يديه، وكل طبيبٍ أو مهندسٍ أو محامٍ أو عالمٍ نهل من علمه، ووجد في كلماته بوصلةً ترشدهُ إلى الطريق الصحيح.

رحلةٌ علميةٌ حافلةٌ بالعطاء

لم يكن الأستاذ رياض زيدان مجرد معلّمٍ عابرٍ في ميدان التربية والتعليم، بل كان منارةً علميةً امتدت لأكثر من ثلاثة عقودٍ من الزمان، زرع خلالها بذور المعرفة في عقول الأجيال، وقدم للعلم طلابًا باتوا اليوم في أعلى المراتب. فقد عمل محاضرًا في جامعة القدس المفتوحة لمدة اثنتي عشرة سنة، وكان خلالها عضوًا في مجلس قسم الرياضيات في كلية العلوم التطبيقية، ليساهم في تطوير المناهج وترسيخ أسس التعليم الأكاديمي القوي.

وقبل ذلك، أفنى أربعًا وعشرين سنة في سلك التربية والتعليم، متنقلًا بين الفصول الدراسية، مُعلمًا ومربيًا، يخطّ بجهده معادلات النجاح في عقول طلابه، فكان صاحبَ الفضل في تخرج أجيالٍ عديدة، شقّت طريقها نحو الطب والهندسة، واعتلت مناصب عليا في شتى المجالات، ليبقى أثره شاهدًا على عظمة رسالته.

الإنسانُ أثرٌ… وأثركم خالدٌ مدى الحياة

يُقال إن الإنسان لا يُقاس بعدد السنوات التي عاشها، بل بعدد الأرواح التي لمسها، والقلوب التي ترك فيها أثرًا، والعقول التي أنارها بنور العلم والمعرفة. والأستاذ رياض زيدان هو نموذجٌ للعالم المربي، والمعلّم الملهم، والإنسان الذي لا يكتفي بزرع بذور النجاح، بل يسقيها بإخلاصٍ حتى تثمر أجيالًا متفوقةً تعترف بفضله وتحمل اسمه في قلوبها.

وإن كنا نرفع القبعات لمن يستحقون التقدير، فالأستاذ رياض زيدان هو أحد الذين يُرفع لهم التقدير احترامًا لمشواره العلمي الحافل، وعرفانًا لجميله الذي امتد عبر السنين، وإجلالًا لدوره العظيم في بناء العقول وتشكيل مستقبل الأجيال.

لك منا كل الحب، والاحترام، والتقدير، أيها المربي الفاضل… فإنما الإنسانُ أثرٌ، وأثركم خالدٌ مدى الحياة.

شاهد أيضاً

منى الخليلي

وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي تشيد بالتقرير الأممي الذي يؤكد اقتراف الاحتلال جرائم العنف الجنسي

شفا – أشادت وزيرة شؤون المرأة، منى الخليلي، بالتقرير الصادر عن لجنة التحقيق المستقلة التابعة …