فى ظاهرة تتعلق بالانتخابات الرئاسية المصرية،اشتكى غالبية المصريين من الضغط العصبى،نتيجة كثرة الاحاديث الاعلامية للمرشحين،وتسابق العديد من المحطات التليفزيونية فى اجراء حوارات مع المرشحين،ومن كثرة متابعة تلك البرامج والحوارات،شعر اغلب المصريين بالضغط العصبى،وكان اهم اسباب هذا الضغط عدم القدرة على اتخاذ قرار اختيار اى من المرشحين بسهولة مما استدعى حوارات فى المنزل والعمل مع الاصدقاء والاهل،واختلاف الرؤى حول افضل المرشحين،وعدم قدرة الاشخاص اقناع الاخرين،او تنازل بعضهم عن قراره للاخر،ومما زاد ذلك صعوبة تشابه بعض الشخصيات فى المرجعيات الفكرية،والبرامج السياسية،واحتواء تلك البرامج على الوسائل الكفيلة بارضاء جميع الطوائف،ولعل اهم عيوب تلك الحوارات والمناظرات المتعلقة بالمرشحين انها اظهرت درجة عالية من التعصب والشد العصبى واحياناً قلة اللباقة بين المرشحين انفسهم،او مع المحاورين،مما يحدث انتباهاً فى داخله شد عصبى وتركيز بدرجة اكبر لدى المشاهد.
كما ظهرت حالات التعصب وعدم القدرة على المحاورة والاحاديث بين غالبية المصريين،واستقطاب بين المصريين بتفضيل التحاور مع من يؤمنون بمرشح معين،وعدم تفضيل الاحاديث مع معارضيهم فى اختيار شخص ما،كل ذلك سبب حالة من الضغط النفسى والعصبى لدى غالبية المصريين وربما تزيد تلك الدرجة او حدة تلك الظاهرة خلال الايام المقبلة على الانتخابات وفى خلال الانتخابات،حتى تصل لاقصاه بعد الجولة الاولى واظهار النتائج،ثم اجراء الاعادة،ثم ربما تتراجع تدريجيا حتى تعود لطبيعتها بعد انتهاء الانتخابات.
د.سرحان سليمان
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى