6:59 مساءً / 11 مارس، 2025
آخر الاخبار

تكنولوجيا المعلومات والإعداد الذاتي لمعلمي التربية الرياضية ، بقلم : د. محمود حسين

تكنولوجيا المعلومات والإعداد الذاتي لمعلمي التربية الرياضية ، بقلم : د. محمود حسين


لقد أجمع الكثير من الخبراء على أن تقدم أو تخلف المجتمعات إنما هو مرتبط بالعملية التعليمية وأن مصير المجتمعات في العصر المتطور (عصر المعلومات) إنما هو مرهون بنوعية البشر . هذا البشر هو في حقيقة الأمر نتاج الترابط بين المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية . هذه النوعية من البشر تعتمد بصورة رئيسية على مدى نجاح هذه المجتمعات في تربية الأفراد وإعدادهم للقيام بأدوارهم حتى يتمكنوا من مواجهة صعوبات وتحديات الحياة في مجتمع المعلومات ، وهو الأمر الذي يتطلب تربية حديثة وإعداد لجميع الأفراد داخل المؤسسات الشكلية وغير الشكلية مع دراسة واقعية ومتأنية لعلاقة هذا الإعداد بتكنولوجيا المعلومات لتحديد الأهداف وابتكار وسائل وأساليب جديدة من خلال التعرف على التحديات التي تواجه المجتمعات مع الاستفادة من الفرص المتاحة.


ولا شك أن واقع تدريس التربية الرياضية في المؤسسات التعليمية المختلفة هو الذي يدفعنا لإيجاد مثل هذه العلاقة ، وذلك للأسباب التالية :-


1- في مجتمع ثقافته الرياضية في حالة تدنى ينظر فيه إلى كليات التربية الرياضية على أنها كليات المؤخرة وأن الطلاب الحاصلين على نسب من الدرجات المنخفضة هم الذين يلتحقون بهذه الكليات رغم وجود الاختبارات المشروطة لدخول هذه الكليات على عكس المجتمعات المتحضرة فأنها ينظر إلى كليات التربية الرياضية على أنها كليات القمة وان الطلاب الملتحقين بها هم طلاب أبطال في أنشطة رياضية مختلفة بالإضافة إلى نسب النجاح العالية في امتحانات المدارس الثانوية المؤهلة لدخول الكليات .
2- تمثل تكنولوجيا المعلومات إحدى الوسائل الهامة التي تساعد في عملية صقل وإعداد المعلمين في الجوانب المختلفة (أكاديميا – ثقافيا – مهنيا – ذاتيا) .
3- إن انخفاض أداء الطلاب المعلمين والمعلمين إنما يعزى إلى استخدام الأساليب والوسائل التقليدية في العملية التدريسية داخل الكليات حتى الآن .
4- إن الطلاب المعلمين أو المعلمين سيواجهون تلاميذ في المدارس هم من نتاج مجتمعات متباينة في الثقافة والأفكار والبيئة الاجتماعية ، ومن هذه المجتمعات تلاميذ يحملون داخلهم تفوق رياضي وتفوق علمي تكنولوجي .
5- الأحداث المتغيرة في مجتمعنا الأم والتي تزداد حدة يوما بعد الآخر ، تفرض علينا أن ننظر إلى التشكيل التربوي لهؤلاء الطلاب مع إدخال وسائل التقنيات التعليمية الحديثة في تهيئة وإعداد الطلاب المعلمين .
6- علينا أن نؤكد العلاقة بين إعداد المعلمين ذاتيا وتكنولوجيا المعلومات والتي تمثل في غايتها صعوبات في الحلول والاستراتيجيات ووسائل تنفيذها .
7- أن تكنولوجيا المعلومات تتطور بسرعة فائقة في جميع المجالات العلمية الأخرى لدرجة انه يصعب علينا التنبؤ بما هو قادم في المستقبل القريب .
8- إن التقنيات التربوية للمعلوماتية مازالت في مراحلها الأولى وكثيرا من تطبيقاتها في مجال تدريس التربية الرياضية مازالت في بدايات البحث والتجريب .
في ضوء ما سبق فان هذا الطرح لا يخرج عن مجرد انه محاولة لتناول موضوع نعتقد انه هام في ظل تعليم يجب أن يتمشى مع المتغيرات والمستجدات الحديثة التي تواكب عصر المعلومات ، ولكي نصل إلى إقناع تام بأهمية تكنولوجيا المعلومات في مجال تدريس التربية الرياضية ، نتناول هذه القضية الزاخرة بالقبول والرفض وبالاحتمالات والتحديات ومقترحات لمناهج بديلة وبدائل لحلول مطلوبة .

شاهد أيضاً

الخارجية الصينية : لا بد من العودة إلى المسار الصحيح المتمثل في”حل الدولتين” لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية

شفا – قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في المؤتمر الصحفي الاعتيادي يوم …