11:00 مساءً / 1 أبريل، 2025
آخر الاخبار

الصليب على الجبهة والازدواجية السياسية: أربعاء الرماد بين الرمزية والإدانة ، بقلم : م. غسان جابر

الصليب على الجبهة والازدواجية السياسية: أربعاء الرماد بين الرمزية والإدانة ، بقلم : م. غسان جابر

الصليب على الجبهة والازدواجية السياسية: أربعاء الرماد بين الرمزية والإدانة ، بقلم : م. غسان جابر

في كل عام، يحتفل المسيحيون الكاثوليك والبروتستانت بـ”أربعاء الرماد”، وهي مناسبة دينية تُذكِّر المؤمنين بالتواضع والزهد، حيث يُرسم الصليب بالرماد على الجبهة كرمز للتوبة والتجديد الروحي. لكن عندما يظهر سياسي بارز كماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي المفترض، بهذا الرمز خلال لقاء رسمي، لا بد أن نتساءل عن أبعاد هذه الرمزية ودلالاتها السياسية.

الصليب في سياق التناقض السياسي


يحمل الصليب في جوهره رسالة سلام ومحبة، ويدعو إلى نصرة المظلومين، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل يعكس ماركو روبيو هذه القيم في سياساته؟ كيف لمن يتزين بالصليب أن يكون مؤيدًا لأنظمة القمع والاستعمار الحديث؟ هل الصليب مجرد رمز استعراضي أم التزام حقيقي بمبادئ العدل والرحمة؟

إن السياسة الأمريكية، التي لطالما ادّعت دعم حقوق الإنسان، تُظهر تناقضًا صارخًا عندما تساند الاحتلال الإسرائيلي وتغض الطرف عن معاناة الشعب الفلسطيني. فمن يرتدي الصليب على جبينه، عليه أولًا أن يعترف بالظلم التاريخي الذي وقع على الفلسطينيين، لا أن يكون جزءًا من المنظومة التي تكرّس هذا الظلم.

الرمزية الدينية كأداة للشرعنة


تاريخيًا، لجأ العديد من القادة السياسيين إلى استخدام الرموز الدينية لكسب التعاطف الشعبي أو تبرير سياساتهم. فحين يظهر مسؤول أمريكي كبير بهذا الشكل، يُراد من المشهد إيصال رسالة بأنه متدين ومؤمن، ما يسهم في تعزيز صورته لدى الناخبين المحافظين، لكن في الوقت ذاته، يتم توظيف الدين لخدمة سياسات بعيدة كل البعد عن تعاليمه.

إذا كان روبيو صادقًا في إيمانه، فليتأمل في رسالة المسيح الحقيقية: “طوبى لصانعي السلام”، وليتخذ موقفًا أخلاقيًا تجاه الاحتلال والاضطهاد الذي يعانيه الفلسطينيون. أما أن يرفع الصليب كشعار بينما يدعم الاحتلال، فهذه ازدواجية لا تليق بالقيم المسيحية التي يتظاهر بالدفاع عنها.

المسيحية بين الإيمان الحقيقي والاستغلال السياسي


من يريد أن يرفع الصليب، عليه أن يكون منحازًا للحق، داعمًا للحرية، ورافضًا للقهر والاستعمار. أما أولئك الذين يستغلون الدين لتبرير سياساتهم الظالمة، فإنهم لا يسيئون فقط إلى خصومهم، بل إلى المسيحية نفسها، عبر تحويلها إلى أداة سياسية تخدم المصالح بدل المبادئ.

نقول، لا يكفي أن يُرسم الصليب على الجباه، بل يجب أن يكون محفورًا في القلوب والأفعال. فهل يملك ماركو روبيو الشجاعة ليطبق مبادئ المسيحية في سياسته، أم أن الصليب مجرد زينة في مسرح السياسة الأمريكية؟

م. غسان جابر ( قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية )

شاهد أيضاً

تطورات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

تطورات جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى

شفا – ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن حركة حماس رفضت العرض الإسرائيلي الذي اقترحه نتنياهو …