ورقة موقف شبكة المنظمات الأهلية بشأن إعمار قطاع غزة

شفا – في ضوء تداعيات العدوان الإسرائيلي على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وما خلفه من عمليات قتل وتدمير وتجويع ممنهجة في إطار جرائم الإبادة المستمرة منذ أكثر من خمسة عشر شهرًا، والتي تتواصل و رغم هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار واستمرار الحصار المشدد على القطاع تشدد الشبكة على ضرورة الإسراع والبدء بعملية الإعمار وتوفير شروطها (استقرار أمني/إرادة سياسية فلسطينية موحدة/تأمين التمويل/مشاركة الأطراف)

لقد أسفر العدوان الإسرائيلي عن أكثر من ستين ألف شهيد و110 آلاف جريح،إضافة إلى دمار طال أكثر من ثمانين بالمئة من البنى التحتية، بما يشمل المساكن والمؤسسات والطرق والبنى الاقتصادية والصحية والاجتماعية.

إننا كشبكة منظمات أهلية ومن منطلق المسؤولية المجتمعية والوطنية تجاه شعبنا الفلسطيني ولرفع صوت الضحايا ومطالبهم العادلة واعمالا لحقوقهم القائمة على تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا وخاصة إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الاسرائيلي وحماية صمود الشعب الفلسطيني و بقائه على أرض وطنه في مواجهة مؤامرات التطهير العرقي و التهجير نتوجه بما يلي:

أولًا: تحية إجلال لصمود شعبنا الذي واجه أبشع جرائم الإبادة الجماعية، وأفشل مخططات الاحتلال الرامية إلى تهجيره عبر تمسكه بأرضه.

ثانيًا: التأكيد على ارتباط عملية إعمار قطاع غزة بمسار سياسي يضمن وحدة شعبنا الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفق قرارات الأمم المتحدة، مع ضمان حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين ضمن مسار سياسي وتنموي وحقوقي..

ثالثًا: العمل الجاد لإنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام السياسي،من خلال تحقيق نظام سياسي ديموقراطي تشاركي والتطبيق الفوري لبنود اتفاق بكين بما يحمي وحدة قطاع غزة و الضفة الغربية بما فيها القدس و يفشل مؤامرات نتنياهو لتكريس الاحتلال و فصل قطاع غزة عن سائر فلسطين وبما يعزز صمود ووحدة شعبنا..

رابعًا: التمسك بعمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في جميع مناطق عملياتها، خاصة في قطاع غزة، مع التأكيد على إعادة إعمار مقراتها ومدارسها ومؤسساتها، ودعمها سياسيًا وماليًا وقانونيًا لمواجهة التحريض الإسرائيلي ومساعي الاحتلال لحظر عملها.

خامسًا: إنشاء هيئة وطنية فلسطينية تضم في عضويتها ممثلين عن الوزارات والمجالس المحلية، والمنظمات الأهلية، ومؤسسات القطاع الخاص، وبعض الكفاءات، وممثلين عن المتضررين، وذلك لوضع خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، والإشراف عليها ضمن إطار من الشفافية والمصارحة، على أن يكون مقرها في قطاع غزة .

سادسا: رفض أي إجراءات إسرائيلية تهدف إلى مواصلة فرض الحصار أو تقييد دخول المواد والبضائع، خصوصًا تلك المتعلقة بإعادة الإعمار.

سابعا: أن تشمل عملية إعادة الإعمار كل ما دمره الاحتلال الإسرائيلي على مدار الأعوام السابقة، بما في ذلك الأضرار الناتجة عن الاعتداءات المتكررة.

ثامنا : مواصلة الضغوط الدولية لإجبار حكومة الاحتلال على دفع تعويضات عن الدمار الذي سببته للبنية التحتية والمنشآت المدنية في قطاع غزة و الضفة الغربية.

تاسعًا: مشاركة الأهالي وأصحاب المنشآت المتضررين في التخطيط والرقابة على جميع مراحل إعادة الإعمار وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة .

عاشرًا: توفير حلول سريعة للمتضررين تضمن لهم الإيواء الكريم واحتياجاتهم الأساسية إلى حين إعادة بناء منازلهم.

حادي عشر: توفير ضمانات عربية ودولية لحماية المنشآت والمرافق والمساكن من العدوان الإسرائيلي، وضمان تدفق مواد إعادة الإعمار دون عوائق.

ثاني عشر: رفض استفادة الاحتلال الإسرائيلي بأي شكل من الأشكال من عملية إعادة الإعمار، عبر مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والشركات المتعاونة مع الاحتلال، والتركيز على استيراد مواد البناء من الدول العربية أو الدول الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

ثالث عشر: إعطاء الأولوية لإعادة الإعمار من خلال شركات فلسطينية، مع العمل على تأهيل شركات المقاولات والبناء في غزة، خصوصًا تلك التي تضررت بسبب العدوان.

رابع عشر: تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب والعمال ضمن مشاريع إعادة الإعمار، للمساهمة في الحد من البطالة والفقر.

خامس عشر: مراعاة الزيادة السكانية في قطاع غزة عبر التخطيط لبنية تحتية ومرافق عامة ووحدات سكنية تستوعب النمو السكاني المستقبلي.

سادس عشر: إعادة تأهيل القطاع الصحي و الزراعي وقطاع الصيد، مع الحفاظ على البيئة والمناطق الخضراء، وإيجاد حلول مستدامة للتخلص من الركام.

سابع عشر: التركيز على قطاع المياه وإنشاء مشاريع مائية لضمان الحق في الوصول إلى مصادر المياه الفلسطينية، إلى جانب الإسراع في معالجة أزمة الكهرباء وتحسين محطة التوليد.

ثامن عشر: إعادة تأهيل وتعمير المستشفيات ومقرات الجمعيات الأهلية والجامعات والمرافق العامة التي تعرضت للدمار.

تاسع عشر: ضمان التواصل الجغرافي والسياسي بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل حرية تنقل الأفراد والبضائع في كلا الاتجاهين.

عشرون: إعادة تأهيل وإنشاء مناطق صناعية فلسطينية لتشغيل العمال وتنمية القطاع الاقتصادي في غزة.
واحد وعشرون: توفير الضمانات الدولية للشعب الفلسطيني لتشغيل آبار الغاز الخاصة بقطاع غزة و الاستفادة من دخلها لإعادة الإعمار

اثنان وعشرون: إقامة متحف وطني يوثق تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، خاصة الجرائم التي تعرض لها خلال الحروب الإسرائيلية المتكررة.

ثلاثة والعشرون : دعوة لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار

تؤكد شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية على ضرورة مشاركة ممثلي المجتمع الفلسطيني، من منظمات أهلية وقطاع خاص وهيئات مختصة، في مؤتمر إعادة إعمار غزة المزمع عقده في القاهرة. كما تدعو إلى تعزيز الشراكة مع كافة المنظمات العربية والدولية والأممية، لضمان تحقيق إعادة إعمار شاملة وعادلة لقطاع غزة