شفا -بينما تحيط السلطات الجزائرية قضية القنصل الجزائري وستة من معاونيه المختطفين من قنصلية “غاو” بمالي بسرية تامة، كشفت معلومات نشرتها صحيفة “الشروق اليومي” عن خطورة الوضع الذي يوجد عليه الدبلوماسيون الجزائريون.
ونقلا عن قائد من الطوارق في الصحراء الكبيرة الممتدة بين الجزائر ومالي، فإن رعاة إبل أخبروه بأنهم شاهدوا القنصل الجزائري، بوعلام سايس مقيدا إلى شجرة، لكنهم لم يذكروا تفاصيل أكثر حول كيفية التعرف على هويته ولا مصير الدبلوماسيين الآخرين.
وآخر المعلومات التي نشرتها السلطات الجزائرية قبيل تنظيم الانتخابات البرلمانية، كانت تشير إلى “انفراج” قريب في قضية الدبلوماسيين المختطفين، لكن على المستوى العملي لا يحتفظ الجزائريون الآن سوى بصور فيديو مدتها ثوان قصيرة يظهر فيها الدبلوماسيون شاحبي الوجوه وجالسين تحت مكان ما في الصحراء، تحت ظل أشجار صغيرة.
وحسب قيادي جزائري في تنظيم “جماعة التوحيد والجهاد” التي تختطف الدبلوماسيين، فإنهم يعاملون الأسرى “طبقا لتعاليم الشريعة وإنهم لا يفرقون بين أسود أو أبيض في المعاملة، كما أنهم يعطونهم الأكل والشرب يوميا ولا يعانون من أي مرض حاليا”، بحسب ما أوردته “الشروق اليومي”.
أما بخصوص مسلسل الاختطاف، فتشير معلومات الصحيفة إلى أن تجارا مزدوجي الجنسية جزائرية ومالية ضالعون في عملية الاختطاف، حيث حاصر مقاتلون سلفيون مقر القنصلية الجزائرية بـ”غاو”، وهددوا بتفجيرها في حال لم ينسحب مقاتلو حركة الأزواد، الذين كانوا يوفرون الحماية للقنصلية بعد هروب جنود الجيش المالي من المدينة.
وانتقل الخاطفون بالقنصل ومعاونيه أولا إلى منطقة “تابريشات”، حيث باتوا ليلتين أو ثلاث ليال هناك، ثم نقلوا إلى تابنكورت المنطقة الأكثر وعورة على مسافة تزيد عن 140 كلم من مدينة “غاو”. وهذه هي المنطقة التي قال الرعاة إنهم شاهدوا فيها القنصل الجزائري مقيدا إلى جذع شجرة.
وفي هذه الأثناء ينتظر قياديو تنظيم، التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، الحصول على “ثروة” بقيمة 45 مليون أورو مقابل تحرير تسعة رقاب، منهم القنصل الجزائري بوعلام سايس وستة من معاونيه.
وجاءت هذه المطالب على لسان عدنان ابو الوليد المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا في رد خطي على أسئلة لوكالة الأنباء الفرنسية.