6:11 مساءً / 22 فبراير، 2025
آخر الاخبار

محاولة (1) في البحث عن وسيلة للخروج من عنق الزجاجة ، بقلم : د. غسان عبد الله

محاولة (1) في البحث عن وسيلة للخروج من عنق الزجاجة ، بقلم : د. غسان عبد الله


يشهد الشعب الفلسطيني ، بكل فئاته وشرائحه الاجتماعية، وتنظيماته السياسية، وكذلك قضيته الوطنية العادلة، مرحلة صعبة للغاية، يمكن وصفها بالحرجة جدا، اما أن نكون أو لا نكون، وذلك بعد أن تكالبت علينا قوى الشر، منها العالمية ومنها من يمتّ الى أبناء جلدتنا، ومن كل حدب وصوب.


ليس جزافا القول بأن واقع الحال ينذر بالشؤم، حيث اقتربنا من الوصول الى قعر البئر، ومع ذلك، ولأنه يجب أن نكون ما نريد، مجتمعا بشريا صاحب قرار سيادي فوق أرضه التاريخية.


يمكننا القول،أن غالبية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، قد جاءت وليدة لخلافات ورؤى فكرية، منها من سجّل له التاريخ مشاركته الفاعلة، والبعض منها تحول الى فسيلة لم يواتيها الحظ بأن تكون كما وعدت في بدايتها، ونراها تحولت الى مجرد اسم ومقرات ويافطات، متلقين حصصهم من الكوتات والرواتب والتفرغات، مقابل أدوارهم التي لا تتعدى حال ظواهر صوتية ليس أكثر.


لا أريد الخوض أكثر في الموضوع، كوني لست سياسيا، وسأكتفي بتناول هذا الموضوع الهام من الجانب السيكولوجي البحت .


بطبيعتي، وكانسان متشائل، حيال وضعنا الحالي ومصيرنا المستقبلي ،لا زلت أرى أن هناك فسحة أمل ، شريطة أن يصاحب هذا الأمل عملا جادا تسوده حسن النوايا والاخلاص، للخروج من عنق الزجاجة.


تكمن الخطوة الأولى في البدء بالذات وتطهيرها من كل سمات أمراض الأنانية والفئوية،والتقدم نحو المبادرة الذاتية، تماما كما نفعل في صلاة الجماعة حين يطلب الامام من المصلين بمساواة الصفوف وسد الفجوات‘ فترى المئات بل وعشرات الألوف قد قاموا بذلك خلال أقل من ثانية، وهذا هو المطلوب اليوم من الجميع،من منطلق من ظن بالله والاّخر بالخير، فلن يخيب الله ظنه وسدّد طريقه .


أما الخطوة الثانية، فهي الالتفاف الكلي والشامل حول منظمة التحرير الفلسطينية، والتي دفع شعبنا ثمنا باهظا لتثبيتها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، على أن يتم فسح المجال أمام الكل الفلسطيني للانخراط بها والعمل وفق برنامجها السياسي(مما يجعل من هذا ممكنا، موقف المقاومة الاسلامية الجديد نسبيا ، والمتوافق كليا مع الهدف الأسمى لمنظمة التحرير الفلسطينية والمتمثل في اقامة الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وذات السيادة الوطنية الكاملة).


جماهيريا، تجيء الخطوة الثالثة والمتمثلة في ضرورة التوجه الى نمط السلوك الجمعي بديلا عن دوام اتباع نهج السلوك الفردي الفئوي القائم على مبدأ ” مصلحتي ومصلحة قبيلتي وفصيلي أولا ، لن يتأته ذلك من خلال الاعتقاد بأن الجماعة هي مجرد مجموعة أشخاص التقوا معا في حيز مكاني، بل يسبق ذلك بذل جهودا مكثّفة، من أجل تهيئة وبناء النفس الجماعية، الأمر الذي يتطلب الانفتاح، الاصغاء للاّخرواحترام رأيه والحفاظ على كرامته( حتى لو اختلفت معه)وتعزيز قيم الاختلاف والتعددية. سبق لنا اطلاق مصطلح على هذا :(4Ds – democracy ,dignity, dialogue & diversity)،يواكبه دوما افتراض حسن النيّة بأن الاّخر لديه هدف/ مجموعة أهداف ايجابية، لذا علينا العمل سوية لمد جسور الحوار بغية التقريب بين جميع وجهات النظر هذه، هنا نضمن مجيء المولود المنتظر سالما ومعافى.بهذا نصل الى تبني نهج العمل بمسؤولية جماعية، بعد أن نكون قد نبذنا نهج الاقصاء والتهميش والتبعية وردود الأفعال الانفعالية الناجمة عن دوام التشبث بالمصالح الفردية نتيجة للانغلاق الفكري كما يقول المثل ” عنزة ولو طارت”.


نرى، أنه اذا ما قمنا بتذويت الهدف الوطني العام وضمان قنوات اتصال فاعلة وواضحة، دون استعلاء أو عنجهية،مع الاّخر الفلسطيني، هنا نتمكن من تحريك الجماهير نحو الفعل الجمعي المخطط له والمدروس وضمان كسب ثقة الشعب بكل أطيافه.


هناك مسألة أخرى تتمثل في ضرورة الابتعاد عن الاشاعة والأخبار الكاذبة والتي في غالبتها يتم اعدادها وتصنيعها، اما في مطبخ الاّخرالمتربص بنا،أو بالايعاز لأعوانه لصناعتها ونشرها على أكبر مستوى ممكن ، كمصدر للمعلومة fake news، وبالمثل تلك التحليلات الواهمة، المخطّط لها مسبقا،والهادفة الى توجيه البوصلة نحو وجهتها غير الصحيحة،بهدف تأجيج الخلافات والعنف المحلي والسياسي.كبديل شاف وقاطع عن ذلك، لنستند على رؤى حقيقية يكمن مصدرها الأساس في نتائج العمل على الأرض، ورؤى الشعب، بدلا من دوام بيع الوهم ورفع الشعارات الرنانة الطنانة، هكذا نكون قد عبدّنا الطريق نحو ايجاد القيادة المجتمعية والسياسية التي تنال ثقة الكل الفسطيني، وأرسينا أسسا للعدالة الاجتماعية واقتصاد وطني ثابت، ووأدنا حالات دوام الشك والريبة .


ان الادراك الشامل للدوافع النفسيّة لدى كافة قطاعات وفئات المجتمعة المختلفة ، والمهمشة منها هي الظريق الأولى نحو بلورة توجهات وارشادات تقود الى التوافق على اّليات العمل بعد أن اتفقنا على مجمل الأهداف المنشودة.


نعتقد بهذا، يمكننا النجاة والخروج من حالة عنق الزجاجة التي ،للأسف ، نعيشها منذ وقت طويل، وان لم نتعظ ولم نصوّب نهج عملنا، نكون تماما كالأخسرين أعمالا، بعد أن ضلّ سعينا ، كوننا ظننّا بأننا نحسن صنعا، وفي أحسن الحالات نكون مثل هؤلاء الذين أعمالهم كسراب بقيعة، كل هذا كوننا لم ننقبل ولم نتنازل ولم نستمع لمطالب الشعب أو الحد الأدنى منها .


وفي الختام،نقول للجميع : كفّروا عن خطايكم ، واستبدلوا نهجكم بالعودة الى الشعب ومتطلباته المنطقية والحقّة.

شاهد أيضاً

الصين : مستشار سياسي يقترح تعزيز السياحة الثقافية الريفية في الدورتين السنويتين

الصين : مستشار سياسي يقترح تعزيز السياحة الثقافية الريفية في الدورتين السنويتين

شفا – مع اقتراب الدورتين السنويتين للصين، قال منغ آي جيون، عضو باللجنة الوطنية للمؤتمر …