12:49 صباحًا / 22 فبراير، 2025
آخر الاخبار

الابتسامة “النتنياهية” بقلم : سارة النومس

الابتسامة "النتنياهية" بقلم : سارة النومس

الابتسامة “النتنياهية” بقلم : سارة النومس

“البيت بيت أبونا، والقوم حاربونا” هو مثل كويتي شهير، جميع الدول العربية تشتهر بالمثل ذاته على اختلاف الكلمات، لكن المعنى واحد، وهو يمثل الوضع الحالي للشرق الأوسط الذي أشبهه بالبطاطا اللذيذة التي لم تزل بعد في المقلاة والزيت.

إن الأحداث السياسية المتسارعة في العالم اليوم والشرق الأوسط خاصة، جعلتني أتساءل، هل انقطع خيط المسبحة؟ الفوضى التي سببها ترامب، خلال شهر وشغلت العالم كانت من نتائجها أن اقترح “إعادة إعمار غزة” ومحاولة فرضه على الأردن ومصر استقبال الغزاوية دون حق العودة. كان يتحدث للصحافة بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يبتسم كابتسامة شخص فاز بالمليون. استنكرت عواصم عربية ودولية اقتراحات ترامب، واعتبرتها خططاً غير واقعية، إنه يتعامل مع العالم بنظرة اقتصادية بحتة أزال فيها عنصر “الإنسان”. الطريف بالموضوع عندما برر خططه تلك بأن المنطقة عانت الكثير من الدمار وعلى الطرفين أن يعيشا بسلام “وهذا أيضاً يريد السلام” مشيراً بيده إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مضحك.

عزيزي القارئ، إن الأحداث الماضية حتى اليوم والوثائق والوعود السياسية كثيرة، أرشفتْها الكتب والمجلدات؛ لذا نراها كثيرة ولا نستطيع قراءتها من البداية واللحاق بها، لا بأس لن أقول إن العرب لا يقرأون التاريخ، فهناك كثيرون في العالم يعترفون بعدم معرفة الحقيقة منذ أن بدأت في 1947م وحتى السابع من أكتوبر من عام 2023م.

صُرفت الأموال الطائلة للإعلام والأفلام والكتب كي تظهر أن الشعب المضطهد المسكين هو المظلوم، وأن على العالم أن يدفع الثمن، ونشروا فكرة الإرهاب الإسلامي لسنوات والحركة المضادة لها “إسلاموفوبيا”… أكره الشعور بالضعف.

مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي السيد توم حرب، في مقابلة على إحدى القنوات في اليوتيوب، بعد تمجيده لترامب، برر التخاذل الأميركي في الشرق الأوسط، بأنه من صنع العرب أنفسهم، مستشهداً بالتيارات الإسلامية وأن العرب هم من جنوا على أنفسهم بجهلهم وعدم ثقافتهم وتخلفهم، وأن إسرائيل سبقتهم بالحضارة والعمران والتطور.

أعجبني رد الضيف الآخر بأن “إسرائيل تأخذ أكبر حصة من المساعدات السنوية من الولايات المتحدة”، ولا ننسى المقاطعة التي أشارت وبينت لنا أعداد الشركات الضخمة التي تدعم الكيان الصهيوني، فلماذا يتحمل العرب نتيجة الحكم الجائر عليه؟

عزيزي القارئ، توماس إدوارد لورانس، ضابط الاستخبارات البريطانية في الشرق، كان يعيش في الصحاري العربية، متنقلاً من قبيلة إلى أخرى لا يرفض الولائم معلناً إخلاصه التام للعرب، بل ورقَّ قلبه للحب في رمال الصحراء العربية، ومع ذلك لم ينس ولاءه للأجندة التي أُرسل بناء عليها يعيش بين العرب ويكسب ثقتهم وودهم. لا تنس أصلك عندما تعيش في الخارج، ستظل غريباً عنهم وإن حاربت جذورك لترضيهم، ولا تمارس الديمقراطية في جَلد ذاتك مطبلاً للمكان الذي أعطاك الحق في حرية التعبير، هنالك أميركيون كثيرون يمارسون حرية التعبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحق الإنسان العربي في العيش بكرامة.

شاهد أيضاً

تحقيقات إسرائيلية : الضيف تفوق استخباريا وأخّر "هجوم 7 أكتوبر" نصف ساعة

تحقيقات إسرائيلية : الضيف تفوق استخباريا وأخّر “هجوم 7 أكتوبر” نصف ساعة

شفا – كشفت تحقيقات أمنية إسرائيلية ملامح التفوق الاستخباراتي لدى محمد الضيف قائد كتائب القسام …