شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
نظام المقاييس الحيوية (Biometrics) واستخداماته في العلوم الجنائية ، وأثره في تحقيق الامن والامان والسلامة للمجتمع الفلسطيني ، بقلم : د. خالد طه محمد أبو ظاهر
تُشير المقاييس الحيوية إلى التعرف التلقائي على الأفراد استناداً إلى خصائصهم المادية أو السلوكية، ويتم استخدام المقاييس الحيوية لأغراض تحديد الهوية، وقد يتضمن هذا أشياء مثل بصمة الإصبع، أو ملامح الوجه، أو أنماط الصوت، أو مسح القزحية أو شبكية العين، أو حتى النمط الفريد لسير أو كتابة الفرد.
ويعمل هذا النظام على اساس المقارنة بين بيانات المقاييس الحيوية لشخص مع نموذج أو قاعدة بيانات مخزنة لتحديد هوية الشخص، وقد أصبحت تقنيات المقاييس الحيوية أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة.
أولا – تعريف علم المقاييس الحيوية (Biometrics)
المصطلح مُشتق من الكلمتين اليونانيتين (Bio) التي تعني الحياة؛ و(Metric) التي تعني القياس، وتستخدم المقاييس الحيوية بشكل رئيسي لتحديد هوية الأشخاص بهدف المصادقة أو التحكم بالوصول، وقد يتم استخدامها في تطبيقات المراقبة الأمنية للتعرف على شخص ما ضمن مجموعة من الأشخاص.
ويعرف علم المقاييس الحيوية Biometrics على انه علم الأدلة الجنائية في الأجسام البشرية لأنه يضم وسائل التعرف على الهوية للأشخاص تلقائيا علي أساس الصفات الفسيولوجية والتشريحية الخاصة لكل شخص ويتصدر هذه الأدلة بصمات الأصابع وراحة الكف والأقدام بما لها من تفرد يشير إلى فردية كل إنسان ؛ويمكن لأجهزة الكمبيوتر عن طريق العلامات والنقاط المميزة مضاهاتها في ثوان أيضا التعرف علي هويتك من خلال ملامح الوجه أو الصوت أو هندسة اليد أو حدقة العين نظرا لأن هذه الأعضاء تتميز بتفردها في كل شخص مثل بصمات اصابع اليد وراحة الكف والأقدام .
وكل أجهزة المقاييس الحيوية (Bio-metrics) تستخدم كل المبادئ العامة، وهذه المقاييس تعالج من خلال البرمجة والتشفير للسمات الفريدة لكل شخص وتخزن في قاعدة البيانات لمضاهاتها بملامح وسمات المشتبه فيهم لهذا نجد أن نظم المعلومات في وسائل المقاييس الحيوية تعتبر وسيلة سريعة ودقيقة ويمكن استخدام أكثر من وسيلة بها للتعرف على هوية الشخص 100%، فعندما توجد جريمة فالعلم وراءها بالمرصاد للكشف عن كوامنها ومرتكبيها.
ثانيا – تصنيفات علم المقاييس الحيوية (Biometrics)
ويمكن تصنيف القياسات الحيوية إلى ثلاث مجموعات:
1- القياسات الحيوية البيولوجية:
وتتضمن القياسات الحيوية البيولوجية سمات على المستوى الجيني والجزيئي، وقد تشمل ميزات مثل الحمض النووي أو الدم، والتي يمكن تقييمها من خلال عينة من سوائل الجسم.
2- القياسات الحيوية البنيوية:
اما القياسات الحيوية البنيوية فتتضمن بنية الجسم، يمكن تعيين المزيد من السمات الجسدية مثل العين أو البصمة أو شكل الوجه لاستخدامها مع ماسحات الأمان.
3- القياسات الحيوية السلوكية:
اما القياسات الحيوية السلوكية فتعتمد على أنماط فريدة لكل شخص، ويمكن أن تكون طريقة المشي أو التحدث أو حتى الكتابة على لوحة المفاتيح مؤشرًا على هوية الشخص في حالة تعقب هذه الأنماط.
ثالثا – مجالات علم المقاييس الحيوية (Biometrics)
⦁ بصمات الأصابع: تُستخدم منذ فترة طويلة في مجال التحقيقات الجنائية، ولان لكل فرد بصمة فريدة، هذا يجعلها أداة موثوقة في تحديد الهوية.
⦁ تخطيط اليد
⦁ التعرف على الوجه: تقنيات التعرف على الوجه تستخدم للتعرف على الأفراد من خلال تحليل ميزات الوجه والمقاييس البيومترية.
⦁ قزحية العين: كل قزحية فريدة من نوعها، وتستخدم لتحديد الهوية بدقة.
⦁ شبكية العين
⦁ الحمض النووي DNA: يُعتبر أحد أقوى أدوات الإثبات الحيوي في العلوم الجنائية، حيث يمكن استخراج الحمض النووي من أي مادة بيولوجية مثل الشعر، الدم، أو اللعاب.
⦁ البصمة الحرارية للوجه (ثيوموكرام الوجه)
⦁ الصوت: تحليل الصوت يُستخدم أحيانًا لتحديد الهوية من خلال خصائص صوتية فريدة.
وكل نوع من هذه المقاييس الحيوية له مزاياه وتحدياته، وغالبًا ما يُستخدم بشكل مدمج لتحسين دقة التعرف على الهوية.
رابعا – تطبيقات نظام علم المقاييس الحيوية في العلوم الجنائية:
⦁ تحقيق الجرائم: تُستخدم لتحديد هويات المشتبه بهم أو الضحايا.
⦁ التحليل الجنائي: يمكن أن تساعد في الربط بين الأدلة وتحليل مشاهد الجريمة.
⦁ الحماية والأمان: تُستخدم في أنظمة الأمان وكشف الهوية لتأمين المنشآت والأماكن الحساسة.
خامسا – مزايا نظام علم المقاييس الحيوية
1- ارتفاع مستوى الامن: حيث يصعب تزييف أو تكرار الخصائص الفسيولوجية أو السلوكية الفريدة.
2- الراحة.
3- الكفاءة.
4- عملية التحقق سريعة: حيث يمكن أن تكون أنظمة القياسات الحيوية أسرع من طرق الأمان التقليدية، حيث يمكنها التعرف على الأفراد بسرعة ودقة.
5- الملاءمة: يمكن أن تكون أنظمة القياسات الحيوية أكثر ملاءمة من طرق الأمان التقليدية، مثل كلمات المرور أو بطاقات الأمان، حيث أنها لا تتطلب من المستخدم أن يتذكر أو يحمل أي شيء.
6- قابلية التوسع: يمكن توسيع نطاق الأنظمة البيومترية بسهولة لاستيعاب عدد كبير من المستخدمين.
سادسا – سلبيات نظام علم المقاييس الحيوية (البايومتركس)
1- العامل البشري: إمكانية حدوث أخطاء أثناء تسجيل القياسات الحيوية أو أثناء المضاهاة
2- التغييرات التي تطرأ على الجسم البشري
3- هناك حالات لا تتناسب مع نظام البايومتركس
4- صعوبات في الجوانب العملية المرتبطة بالنظام
5- ليس كل التكنولوجيا متوفرة
6- تباين كفاءة الأنظمة وطرق تطبيقها
7- مخاطر الحفاظ على الملفات
8- الكلفة العالية لهذه الأنظمة (الكتاب الجديد من مرجعين)
9- إزعاج الشخص ومضايقته.
10- الحاجة إلى تعليم المستخدمين وتدريبهم.
سابعا – مستقبل نظام علم المقاييس الحيوية وتوجهاتها
يُتوقع أن تستمر القياسات الحيوية في النمو خلال السنوات القادمة، كما يُتوقع أن تصبح أكثر انتشارا في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بما في ذلك التحقق الشخصي والتأكد من هوية الأفراد وتعزيز أمان البيانات والمراقبة والخدمات المصرفية والرعاية الصحية.
وفيما يلي بعض الاتجاهات الرئيسية التي من المتوقع أن تشكل مستقبل القياسات الحيوية: الاتجاه نحو القياسات الحيوية السلوكية، الاتجاه نحو القياسات الحيوية المتكاملة، الاتجاه نحو القياسات الحيوية المحمولة.
بسبب التقدم التكنولوجي السريع، وخاصة في السنوات القليلة الماضية، توسع استخدام القياسات الحيوية من أنظمة تحديد الهوية الجنائية إلى مجموعة واسعة من الصناعات والمهام اليومية.
وتشير التقديرات في عام 2020 إلى أن 80% من الهواتف النشطة في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية وآسيا والمحيط الهادي مدمجة مع أنظمة المصادقة البيومترية.
وبحسب موقع ستاتيستا المتخصص بالإحصاءات، فإن قيمة سوق حلول الهوية الرقمية بلغت في عام 2022 نحو 28 مليار دولار مع توقعات بأن تتجاوز 83 مليارا بحلول 2028. في حين قدرت قيمة سوق أنظمة القياسات الحيوية العالمية في عام 2022 بنحو 43 مليارا، ومن المتوقع أن ينمو السوق بسرعة في السنوات القادمة ليصل حجمه إلى 83 مليارا بحلول 2027.
وبلغت قيمة سوق أنظمة التعرف على بصمات الأصابع الآلية 5.32 مليارات دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تنمو إلى 15.42 مليارا بحلول 2028. أما سوق التعرف على قزحية العين فقدرت قيمتها بنحو 4 مليارات دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تتجاوز 8 مليارات بحلول 2027.
وقدرت قيمة سوق التعرف على الوجه بنحو 5 مليارات دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو السوق ليصل إلى 19.3 مليارا بحلول 2032. ويتوقع أن ينمو سوق التعرف على الصوت العالمي من 10 مليارات دولار بين عامي 2020 و2021 إلى ما يقرب من 50 مليارا في 2029.
وفي الختام تتابع القياسات الحيوية تطورها، حيث تستخدم بشكل أوسع في العديد من الصناعات والتطبيقات، ويواصل التقدم في مجالات الحوسبة والتحليل البيولوجي تشكيل مستقبل هذه التقنية.
ومن المحتمل تطوير قياسات حيوية جديدة ومتقدمة في المستقبل، مثل القياسات الحيوية بالذكاء الاصطناعي، والتعرف على الرائحة، والتعرف على أنماط نبضات القلب، وتوقيع الحمض النووي.
على الرغم من حداثة هــذه التكنولوجيا، إلا أن تزايد الوعي بأهميتها في تسهيل التعرف على هوية مرتكبي الجرائم وتحقيق سرعة ضبطهم وكذلك التعرف على الضحايا أو المجني عليهم، إضافة إلى إيجاد مرجع ورافد مهم حول المعلومات والبيانات المتعلقة بذوي السوابق الجرمية وكشف مرتكبي الجرائم وسرعة ضبطهم وتقديمهم للعدالة، انعكس إيجابًا على سرعة أعمال جمع الاستدلالات والتحقيق، وعلى المحافظة على النظام والأمن العام وحماية الأرواح والأموال والأعراض ومنع وقوع الجرائم وضبط ما يقع منها، ويواكب التطور العلمي في مجال العلوم الجنائية .
وتُعتبر المقاييس الحيوية أداة قوية في مجال العلوم الجنائية، تساهم في تعزيز فعالية التحقيقات وتحديد الهويات بدقة، مع التقدم التكنولوجي المستمر، ومن المتوقع أن تتطور هذه التكنولوجيا وتصبح أكثر استخدامًا وانتشارًا في المستقبل، لذلك يجب الاهتمام بها من قبل القائمين على المختبرات الجنائية في فلسطين والعمل على امتلاك هذه التقنيات لما لها من أثر في تحقيق الامن والامان والسلامة للمجتمع.
- – الدكتور خالد طه محمد أبو ظاهر – جامعة الاستقلال – فلسطين
