12:49 صباحًا / 22 فبراير، 2025
آخر الاخبار

٢٠ فبراير(اليوم التالي) في المغرب ، ٧ أكتوبر(اليوم التالي) في فلسطين ، بقلم : غسان ابو نجم

٢٠ فبراير(اليوم التالي) في المغرب ، ٧ أكتوبر(اليوم التالي) في فلسطين ، بقلم : غسان ابو نجم

شهدت المنطقة العربية بعد عام ٢٠١١ حراكات شعبية شملت العديد من البلدان أقل ما يمكن تسميتها رياح التغيير والصحوة الشعبية بغض النظر عن ما خطط لهذه الحراكات والجهات التي وقفت خلفها.

لقد خلصت العديد من الدراسات العربية والعالمية أن الثورات العربية المزعومة؛ إبان عصر الربيع العربي هي ثورات تلفزيونية فضائية بامتياز؛ لعبت فيها قنوات عربية وعالمية دور البطل الثوري والقائد الموجه للحراكات، وهذا الاستنتاج لا ينفي بأي حال من الأحوال دور الجماهير على الأرض، وإنما يشير بوضوح للدور الموجه والمحرض الذي لعبته هذه القنوات في توجيه هذه الجماهير الغاضبة، ولعبت بذلك دور الحزب القائد لهذه الجماهير، وهذه النتيجة بتقديري ملفتة للانتباه وتستدعي من الباحثين والمختصين درسها والوقوف على أهميتها،وان هذا الدور الإعلامي جاء ضمن رؤية وتصور واضح لمهندسي الربيع العربي، وهو أن تكون هذه الحراكات والثورات المزعومة بدون قيادة حزبيه موجهه لها وبلا أيدلوجية واضحة ليبقى القرار والتوجيه بيد هؤلاء المهندسين في غرف عملياتهم في قطر ، وأضحت قناة الجزيرة هي الموجه الحقيقي لهذه الحراكات، وهذا ما أكده برنار ليفي الصهيوني ومن بعده عزمي بشارة.

إن هذه المقدمة كانت ضرورية للتدليل على حجم الدمار الذي ألحقته هذه الماكنية الإعلامية في تمرير المخطط الامبريالي الصهيوني في تقسيم الوطن العربي وإعادة تقسيمه وتحويل بلدان عربية إلى جثث هامدة؛ تتناهشها عصابات مسلحة جهوية مناطقية، ليبيا مثلا وبلدان أخرى ترزح تحت خط الفقر الاقتصادي وتقف على حافة الافلاس مثل مصر، وأخرى تديرها أجهزة وأحزاب يرأسها البنتاغون وجهاز المخابرات الأمريكية كتونس، وأدخلت اليمن في دوامة من الصراع الطائفي المناطقي، وجلبت إلى سوريا كل مرتزقة العالم وأجهزة مخابراتها؛ عاثت دمارًا وخرابًا في الوطن السوري وأعادت زيادة إلحاق دول الخليج إلى الامبريالية العالمية وضمنت بعدم قدرة العراق على تجاوز أزمته الاقتصادية والطائفية. هذا هو المشهد العام للوطن العربي، وهذا ما ألحقه الربيع العربي المزعوم في بلدانه، وهذا ما خطط له مهندسي هذا الربيع وما روج له إعلام الربيع العربي وقناة الجزيرة. في ظل هذا الوضع المزري والمهين لهذه البلدان العربية؛ أصبح من الطبيعي جدًا الانتقال إلى المرحلة الثانية من مخطط الشرق الأوسط الجديد بعد ضمان نجاح المرحلة الأولى، وهذا المخطط هو دخول الكيان الصهيوني العلني إلى جسم الأمة العربية وتطبيع علاقته مع بلدان عربية جديدة، بعد أن كان طبّع مع مصر بعد كامب ديفيد، ومع الأردن في اتفاقات وادي عربة، ومع السلطة الفلسطينية في أوسلو، ودخلت قطر مركز مهندسو التطبيع بعلاقات اقتصادية واسعة، وتلاها الإمارات العربية المتحدة عبر التنسيق العسكري والأمني وإجراء مناورات عسكرية مشتركه مع سلاح الجو الصهيوني وأرسلت السعودية وفودًا اقتصادية، وغير اقتصادية للكيان الصهيوني؛ عدا عن الدور الأمني الخطير الذي تلعبه مخابرات العدو الصهيوني في السودان وليبيا.

لم يكن التطبيع الرسمي هو ما يخطط له مهندسو الربيع العربي فقط، فهذا الأمر أصبح تحصيل حاصل بعد ما ألت إليه أحوال هذه البلدان، كما أشرنا سالفًا، إنما الأمر الهام والضروري هو التطبيع الشعبي مع الكيان المغتصب، وهذه مهمة خطيرة جدًا تحتاج إلى التخطيط الدقيق لها.

وقد ارتكزت على عاملين مهمين:

الأول: نشر وتعميم ثقافة التطبيع في أوساط الجماهير العربية وجعلها ثقافة مقبولة شعبيًا.

الثاني: ولتنفيذ العامل الأول؛ نشر وتأسيس مراكز ومؤسسات محلية ومدنية مهمتها التواصل مع المجتمعات المحلية مع التركيز على الجيل الشاب.

.ان اهم نتائج هذا الحراك المبرمج والتي لم يرد مخططوه حدوثه هو التقاط هذه التجربة الحراكية الشعبيه من قبل الجماهير الشعبية في بلدان المنطقة العربية والتي لم يخطط لها أن تكون في دائرة التغيير كما حدث في المغرب التي انتفضت فيها الجماهير الشعبية في العشرين من فبراير لتعم الانتفاضة البلاد ويسقط الشهداء وتعرض فيها مناضلون الحرية للملاحقة والاعتقال وترغم قيادة البلاد إلى إصدار عدة قرارات تمس الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية تم لاحقا التراجع عنها من قبل حكومة العدالة والتنمية


ان ما ميز الحراك الشعبي المغربي عن باقي الحراكات العربية أمرين هامين
الأول لم يكن حراك عشرين فبراير موجها من مهندسي الربيع العربي ومشغليهم


الثاني أن من وقف في وجه هذا الحراك قوى الدين السياسي التي تسلمت مقاليد الحكم في البلدان التي سادها الربيع العربي مما يدلل على أن هذا الحراك كان بحق حراكا شعبيا قادته قوى وأحزاب وطنية تقدمية تحمل لواء التغيير وتناضل من أجل مطالب محقه وكانت معبرا صادقا وحقيقي عن مطالب هذه الجماهير لهذا تم سحقها وبقوة من قبل حكومة المخزن التي وقفت في وجه هذا التغيير.لقد شكلت هذه الحركات الشعبية الارهاصات الاولى للتغيير على صعيد الوطن العربي ودفعت الجماهير العربية وبمناسيب مختلفة إلى الإستمرار في النضال لتحقيق مطالبها اليومية الملحة والاستراتيجية المهمة والتي تمثلت في النضال ضد العدو المشترك الكيان الصهيوني عبر افشال محاولات التطبيع معه ووقف تغلغله السرطاني في جسد الامة العربية والاستيلاء على مقدراتها وتحويل المنطقه العربية برمتها إلى ملحق وتابع للكيان الصهيوني وحلفائه ونهب ثرواتها وهذا ما التقطته المقاومة الفلسطينية التي أدركت حجم وخطورة المخطط الامبريالي الصهيوني في خلق واقع جديد وبقوة الاحتلال لفرض صيغة جديدة للشرق الأوسط قائم على أساس ابادة وتهجير الشعب الفلسطيني وضرب أي حراك في الوطن العربي يقف ضد مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يشترط وجوده إنهاء كافة أشكال المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا وفي أي بقعة تتواجد فيه.


لقد بادرت المقاومة الفلسطينية ونتيجة لمعلومات استخباراتيه كما أعلنت لبدء معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لافشال ما كان سيقوم الاحتلال الصهيوني به بعد انتهاء الأعياد اليهودية أي قبل أيام من بدء معركة الطوفان والتي كان يهدف إلى احتلال قطاع غزة والسيطرة على كامل مفاصله وتصفية المقاومة الفلسطينية والشروع بتهجير الشعب الفلسطيني وتحويل غزة إلى بقعة استثمارية ونهب مخزون الغاز من بحر غزة وإنشاء قناة بن غوريون التي تربط البحر الاحمر مع البحر المتوسط وتشكل بديلا لقناة السويس وتقطع طريق الحرير وتضيق الخناق على الصين إضافة إلى ضرب خط الغاز الروسي واستبداله بخط الغاز القطري الذي سيدخل عائدات مهوله لرأس الشر العالمي وحليفها الصهيوني.والان وبعد مرور عام ونصف من حرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الصهيونى لم تستطيع أمريكا والعدو الفرانكفوني والعدو الصهيوني تحقيق أي هدف من أهداف الحرب المعلنة وغير المعلنة واستطاعت قوى محور المقاومة لجم المشروع الصهيوني الأمريكي بل خلقت حالة جماهيرية عربية وعالمية مناهضة للاستعمار باشكاله الجديدة ووسعت قاعدة العداء للامبريالية العالميه ووسعت قاعدة الوعي لدى الجماهير العربية التي بدأت مفاعيلها منذ الارهاصات الاولى في الأعوام التي تلت عام ٢٠١١.ولم تهدأ حركة الاحتياجات الشعبية المساندة لمعركة طوفان الأقصى في العديد من البلدان العربية وبدرجات متفاوته كان للمغرب الدور الابرز فيهآ حيث لعبت قوى اليسار المغربي وشخصيات حقوقيه ومثقفين دورا بارزا في التصدي لمحاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وشكلت أطر جماهيرية مساندة لنضالات الشعب الفلسطيني امتدت في كل أنحاء الوطن المغربي متقدمة بذلك على العديد من البلدان العربية الملاصقة لفلسطين ولا زالت هذه القوى والاطر الثقافية والحقوقية والسياسية تقود نضالا ديموقراطيا شكل رافعة حقيقية لنضالات الشعب المغربي واسنادا جماهيريا لفلسطين.

شاهد أيضاً

تحقيقات إسرائيلية : الضيف تفوق استخباريا وأخّر "هجوم 7 أكتوبر" نصف ساعة

تحقيقات إسرائيلية : الضيف تفوق استخباريا وأخّر “هجوم 7 أكتوبر” نصف ساعة

شفا – كشفت تحقيقات أمنية إسرائيلية ملامح التفوق الاستخباراتي لدى محمد الضيف قائد كتائب القسام …