شفا -ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن تهديدات رئيس الحكومة “الإسرائيلية” بنيامين نيتانياهو بضرب إيران خدمت واشنطن وتل أبيب جيدًا، وأدت هذه التهديدات إلى تهميش القضية الفلسطينية دوليًّا.
وأضافت الصحيفة في تحليل كتبه “باتريك كوكبورن”: إنه طالما كان هناك شيء مفتعل في تصريحات “إسرائيل” المروعة بأنها ستضرب إيران، لكنها كإستراتيجية استطاعت أن تحقق نجاحًا مذهلاً في الداخل والخارج، واصفة أن رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتانياهو خبير في المناورة بتصور “إسرائيل” للتهديدات.
ويقول الكاتب: إن إعلان “إسرائيل” المتكرر عن نيتها بدء حرب مع إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية بدا كخدعة هذا القرن، لكن نتانياهو لاعب بوكر جيد، وقليلون فقط من لديهم القدرة على المراهنة عليه حتى عندما يقترب موعد سقوطه.
وتقول الصحيفة: إنه من بين المكاسب التي حققها نتانياهو بتصعيده قضية إيران نجاحه في تهميش قضية مصير الفلسطينيين والمستوطنات “الإسرائيلية” في الضفة الغربية، فعلى مدى العامين أو الثلاثة الماضية، كان بقية العالم منشغلين بمناشدة “إسرائيل” عدم البدء في الحرب مع إيران أكثر من انزعاجه بما يحدث في رام الله أو غزة.
وتؤكد الصحيفة على أن “إسرائيل” لم تدخل في حرب مطلقًا دون أن تحصل على الضوء الأخضر من أمريكا، ومن غير المرجح أن تفعل ذلك في المستقبل. فلا يوجد ما يهم “إسرائيل” أكثر من تحالفها مع أمريكا، وهو ما يعرفه الناخبون “الإسرائيليون” وينوون أن يكون رد فعلهم قويًّا ضد السياسيين الذين يخاطرون بذلك، وهو ما اكتشفه نتانياهو بنفسه وكلفه منصبه عندما خسر في انتخابات عام 1999.
وختمت الصحيفة تحليلها بالقول: إن التهديد الحقيقي لـ”إسرائيل” ليس إيران أو أي دولة، ولكن هو حالة عدم اليقين التي تجتاح الشرق الأوسط في أعقاب الربيع العربي.