![خلقت لنفسها جمهورًا يتابعها ويثق في مسيرتها المهنية، د. عقل صلاح يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“](https://www.shfanews.net/wp-content/uploads/2025/02/1383.jpg)
خلقت لنفسها جمهورًا يتابعها ويثق في مسيرتها المهنية، د. عقل صلاح يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا“
لقد مضى أكثر من عقد على انطلاقة شبكة فلسطين للأنباء “شفا” وهي شبكة أنباء فلسطينية عربية مستقلة، استطاعت شق طريقها في ظروف صعبة بين العديد من الشبكات الفلسطينية والعربية التنافسية التي تهتم بالشأن الفلسطيني والعربي نحو بناء قاعدة إعلامية ذات مصداقية تتناول العديد من المجالات المتنوعة ابتداء من الموضوعات السياسية، وهي تعد من الوكالات والشبكات التي تعمل على تنمية الغذاء الثقافي للشعب الفلسطيني الذي يعاني من نير الاحتلال الإسرائيلي، وبحاجة ماسة لمثل هذه الشبكات المهتمة بالموضوعات المتنوعة الهادفة.
لقد غيرت شبكة شفا في عملية تناول الموضوعات الإعلامية وفي منهجية وسائل الإعلام في فلسطين، وفرضت نفسها إعلاميًا على مدار ثلاثة عشر عامًا من العطاء الصاعد، وخلقت لنفسها جمهورًا يتابعها ويثق في مسيرتها المهنية، وذلك من خلال ما تفرضه سياستها التحريرية وتوجهها الوطني العام ونطاق الحرية الممنوحة للكتاب والمشاركين في نشر آرائهم على موقع الشبكة. ويتضح هذا جليًا في الحرب الظالمة الأخيرة على قطاع غزة، والتي تزامنت مع زيادة الضخ الإعلامي والنشر والكتابات المتنوعة للعديد من الكتاب من مختلف المشارب الفكرية والمواقف المتعارضة والمختلفة حول العديد من القضايا السياسية والوطنية، فالشبكة لم تقف في طريق أي من الكتاب وأصحاب الرأي في رفع مقالاتهم على منصة موقعها الإلكتروني، فلم تقيد أو تمنع النشر كما حدث في العديد من المواقع والوكالات التي تحدد النشر وفقًا لرؤيتها، فهذه الوكالات عملت على اختيار ما يناسب سياستها.
لقد قامت شبكة شفا بنقل تطلعات الجمهور، منحازة بذلك إلى الحرية والمهنية في تغطية أبرز الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية والوطنية في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية المستهدفة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والعديد من القوى الظالمة، مما ساعد في الوعي الثقافي لجمهور هذه الشبكة.
فالتغيرات التي عملت عليها الشبكة في طريقة عملها الإعلامي الجديد لم تقتصر فقط على الموضوعات التي يهتم بها الجمهور، والتي تنشر على منصتها الإلكترونية وإنما ساهمت الشبكة الإعلامية أيضًا في إتاحة فضاء واسع من حرية التعبير والرأي التي طالما ناضل من أجلها دعاة الحرية في العمل الصحافي والإعلامي الجديد الذي يرفض الاحتكار والتقليد والتقيد في عمل وسائل الإعلام، فقد استطاعت شبكة شفا من خلال تنفيذ هذه السياسة القائمة على حرية الإعلام على خلق أجواء تنافسية مشروعة من أجل إنتاج إعلامي قادر على جذب انتباه واهتمام الشعب في متابعة مثل هذه الشبكات والوكالات التي تحظى في ثقة الجمهور، وبنفس الوقت هذه السياسة المهنية الإعلامية يمكن أن تعمل على تطوير المسؤولية الأخلاقية والوطنية للإعلاميين نحو الشعب والدولة.
فقد شقت شبكة شفا طريقها في النشر من خلال الإعلام الإلكتروني الذي لم يعد حكرًا على المؤسسات الإعلامية الرسمية المتخصصة، التي سيطرت لفترات على نشر وتدفق الرأي والمعلومات على الساحة الفلسطينية والعربية وإلى حد ما على المستوى الدولي، فشبكة شفا اختارت الطريق الجديد المتاح الذي تستطيع من خلاله فتح المجال للجميع في إمكانية المشاركة وإنتاج المحتوى الإعلامي للشبكة، والتفاعل مع مصادر المحتوى الإعلامي، وبنفس الوقت التفاعل مع الكتاب الذين أصبحت كتاباتهم تصل للجمهور حول العالم.
ومن خلال الشبكة، تم فتح المجال واسعًا لتحميل المقالات على الشبكة دون معيقات مقيتة قائمة على الرقابة، وأصبحت الشبكة من خلال هذه السياسات الإعلامية والوطنية العامة تمتلك قوة تأثير في الأحداث الإعلامية من خلال النشر والخبر الحر بلا قيود حزبية بقدر ما هو انحياز للخبر ومصداقيته الذي يهدف إلى دعم عدالة القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى منح الكتاب في تناول الموضوعات العامة التي تخدم الثقافة الوطنية الفلسطينية والعربية. ونلاحظ في ضوء ما سبق الفرق الشاسع بين وكالة شفا التي نشرت لي العديد من المقالات السياسية والفكرية دون تحفظ، في المقابل رفضت بعض الوكالات نشر نفس المحتوى من المقالات دون توضيح أسباب الرفض، على الرغم من أن جميع المقالات تنبع من الفهم الثقافي السياسي الوطني والأكاديمي، فهذه الوكالات تقليدية وتقييدية، وتأخذ عادة لونًا سياسيًا واحدًا والتي تمنع نقل الرأي الأخر، هذا ما ميز شبكة شفا عن غيرها من الوكالات الإعلامية وهذا ما دفعني لكتابة هذه السطور بحق هذه الشبكة “شفا” الإعلامية الصاعدة.
كاتب وباحث فلسطيني مختص بالحركات الأيديولوجية.
![](https://www.shfanews.net/wp-content/uploads/2025/02/1350.jpg)