شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
رافعة لإنفاذ الحوكمة وتعزيز مبدأ الفصل بين السلطات، مؤيد عفانة يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا “
يعتبر الاعلام السلطة الرابعة إضافة للسلطات الثلاث التقليدية: التشريعية، القضائية، والتنفيذية، وفي فلسطين، يكتسب الاعلام أهمية مضاعفة كون مبدأ فصل السلطات بها اختلال بسبب شلل وتعطل السلطة التشريعية منذ العام 2006، وأيضا بسبب أثار الانقسام البغيض والتجاذبات الإعلامية غير المهنية التي انبثقت منه، كما يعتبر الاعلام الموضوعي رافعة لإنفاذ الحوكمة، كونه سلطة قادرة على تفعيل المساءلة المجتمعية، وتعزيز مبادئ الحوكمة في الإدارة العامة، وفي القطاعات المختلفة.
وفي ظل عصر “الرقمنة” وسطوة مواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا العامّة والخاصّة على حد سواء، وتفاعل ديناميات الذكاء الاصطناعي، واتاحتها للعموم، أضحى وجود اعلام موضوعي ينحاز للحقيقة، وقائم على مبادئ أخلاقيات الاعلام المهني المستقل والحر، عملة نادرة، خاصة مع تغوّل وسائل اعلام عالمية مدعومة من دول، وبموازنات فلكية، وسيطرتها شبه المطلقة على الحيّز الإعلامي العام، والنزعة في الكثير من وسائل ووكالات الاعلام نحو السباحة في المياه الدافئة، ونقل الاخبار من هنا وهناك، دون تحري الحقيقة، أو دون التكلف عناء العمل الإعلامي والصحفي الجاد تجاه الاستقصاء والبحث عن الحقيقة، واضحت “مهنة المتاعب” مهنة مريحة لم أراد فقط نقل الخبر، وإعادة نشره.
وربما يزداد الأمر تعقيداً في الاعلام الاقتصادي، كون الاقتصاد بمعادلاته، واقتراناته، وأرقامه، ومشتقاته، ورسوماته البيانية، مادة غير مريحة لسبر غمارها، والتجديف في بحرها اللُجّي بسهولة ويسرـ كما الاعلام الاجتماعي، لذا كانت هناك قلّة من وسائل الاعلام التي عملت على مواكبة الشأن الاقتصادي، وتحمّلت عناء البحث والتحرّي والاستقصاء الصحفي، ونشر المقالات الاقتصادية، وتعزيز المعلومة الدقيقة للقارئ.
ومع حلول ذكرى انطلاقتها الـ (13)، لعبت وكالة شبكة فلسطين للأنباء “شبكة شفا” دورًا محوريًا على مستوى الاعلام الفلسطيني الموضوع والمستقل، وكان لها إضافة نوعية في إبراز السردية الفلسطينية للعالم، فكانت شاهدًا مهنياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وانتهاكاته بحق الأرض والانسان والاقتصاد الوطني، وناقلاً للحقيقة للعالم.
ورغم سقوط كبريات وكالات الاعلام في فخ الحداثة والنحوّل الرقمي، إلّا أن “وكالة شفا” استطاعت مواكبة التطور الرقمي، لم تقف على اعتابه، بل توسعت في فضائه، لتعزز وجودها على منصات التواصل الاجتماعي، وتصل إلى جمهور أوسع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، متخطية قيود الاحتلال على الرواية الفلسطينية.
وفي ذكرى انطلاقتها، نتمنى “لوكالة شفا” المزيد من الحضور الإعلامي والألق الرقمي، كمنصة إعلامية فلسطينية مستقلة وموضوعية.
