حين يصبح الإعلام درعًا للذاكرة وسلاحًا للحقيقة، م. غسان جابر يكتب في الذكرى الـ13 لانطلاق “وكالة شفا “
في زمن تُصادر فيه الروايات، ويُعاد تشكيل الحقائق وفق أجندات القوى المسيطرة، يظل الإعلام الفلسطيني هو الحصن الأخير الذي يحمي الحقيقة من الاندثار، ويوثّق التاريخ الوطني كما هو، لا كما يراد له أن يكون. شبكة فلسطين للأنباء “شفا” ليست مجرد منصة إخبارية، بل هي مرآة تعكس الواقع الفلسطيني، وتعيد كتابة فصول نضاله، بعيدًا عن التزييف أو التلميع.
“شفا”.. منبر لا يعرف الصمت
على مدار ثلاثة عشر عامًا، أثبتت “شفا” أنها أكثر من مجرد ناقل للأحداث، بل أصبحت جزءًا من الحدث نفسه. لم تكن وسيلة إعلامية محايدة تقف على الهامش، بل كانت منبرًا جريئًا، منحازًا للحقيقة، صامدًا في وجه التحديات السياسية والاقتصادية والتقنية.
في ظل محاولات طمس معالم القضية الفلسطينية، أعادت “شفا” تسليط الضوء على أعلام النضال الفلسطيني الذين حاول الاحتلال محو أثرهم. فتحت صفحاتها لتوثيق سيرة القادة والمناضلين، أمثال الشيخ محمد علي الجعبري، والشهيد فايز جابر، والشهيد فهد القواسمة، ممن صنعوا التاريخ بدمائهم وكلماتهم ومواقفهم.
منصة حرة.. وذاكرة وطنية
ما يميز “شفا” عن غيرها من المنصات أنها لم تخضع لسطوة المال السياسي، ولم تكن بوقًا لأي جهة. فتحت أبوابها أمام كل الأصوات، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، لتكون بذلك نموذجًا للإعلام الحر الذي يتيح للجميع حق التعبير دون تحيز أو مصادرة للرأي.
إعلام يصنع الوعي
لم تكن “شفا” مجرد ناقل للأخبار، بل كانت مصنعًا للوعي الفلسطيني، تقدم تحليلات عميقة، وتغطيات ميدانية تعكس نبض الشارع، وتنقل معاناة الفلسطينيين في الوطن والشتات. كانت عينًا على القدس والضفة وغزة، وصوتًا للأسرى والمبعدين، ومنبرًا لمن لا صوت لهم.
إلى الأمام.. بلا تراجع
مع دخولها عامها الرابع عشر، تقف “شفا” أمام تحديات جديدة، لكنها، كما عهدناها، ستواصل رسالتها الإعلامية بروح المقاتل الذي لا يعرف الاستسلام. فالقضية الفلسطينية لم تعد مجرد خبر عابر، بل معركة وجود تحتاج إلى إعلام صادق، لا يخضع للترهيب، ولا يُشترى بالإغراءات.
“شفا”.. صوت لا يُكسر وراية لا تسقط
في ذكرى انطلاقتها، نقول بكل فخر: “شفا” ليست مجرد شبكة أخبار.. إنها درع للذاكرة، وسلاح للحقيقة، ومنصة لا تعرف الصمت. فلتستمر في أداء رسالتها، ولتظل رايتها خفاقة، لأن فلسطين تحتاج إلى إعلام حر.. لا يخضع ولا يُهزم.
المهندس: غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)