شفا -دير غسانة هي قرية فلسطينية تقع في الضفة الغربية من أراض فلسطين. وتتبع محافظة رام الله والبيرة. وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في عام 1967. تقع على بعد 25 كم إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وتقع على درجة 32.0333 شمالا ودرجة 35.1036 شرقا. وترتفع عن سطح البحر بنحو 400 متر. اللغة العربية هي لغة البلدة وكل سكانها مسلمون.
سميت باسم دير كان للغساسنة. وقيل أيضا أن طائفة من الغساسنة نزلت فيها فخلدت اسمها. مرّ بها الرحالة “مصطفى البكري” عام 1710م، وذكرها في رحلته أكثر من مرة باسم “دير غسان”. تحيط بها أراضي قرى كفر الديك، وبروقين، وبيت ريما، وكفر عين، وعابود، واللبن الغربي، ودير بلوط.
وتسمى حاليا “جبال بني زيد” ضمن سلسلة الجبال الوسطى لفلسطين، في مواجهة السهل الساحلي الفلسطيني بموازات مدينة يافا، وتشرف على وادي بني زيد، الذي يعتبر الحد الفاصل بين جبال القدس وجبال نابلس، وتحيط باراضيها قرى : بيت ريما وكفر الديك وبروقين وعابود وكفر عين واللبن الغربي ودير بلوط. يعود أصل اسمها الحالي إلى العرب الغساسنة الذين اقامو فيها مركز حكمهم في جبال غسان ومركزهم الديني حيث بنو فيها كنيسة عرفت باسم (دير غسان الكبير) وذلك في عهد “الحارث الغساني” وأمه “ماريا”. قال فيها النابغة الذبياني الذي زار حكامها الغساسنة :
حبوت بها غسان إذ كنت لاحقاً بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي
تاريخ
اما تاريخها القديم فيعود للفترة الكنعانية، حيث عرفت باسم “صردة” أو”الصريدة”، ويعود بأصله لها يربعام بن نباط أحد عمال النبي سليمان والذي انشق عليه فيما بعد واسس له مملكة في شمال فلسطين. وخلال الحكم الايوبي وبعد انتصار صلاح الدين أصبحت دير غسانة مركز إقطاع يتكون من 19 قرية، وهي قرى بني زيد وأقيم لهم موسم خاص بالنبي صالح. وكان لأهالي دير غسانة دور في الحروب الصليبية أيام الظاهر بيبرس حيث ملكهم إقطاع يتكون من 48 قرية في بني زيد وبني مرة وبني سالم وبني حارث، وعهد إلى زعمائها بحماية برج مجدل يابا المعروف مجدل يابا (مجدل الصادق). وفي العهد العثماني لعبت دور كرسي الحكم في بني زيد، وقد شاركت في المعارك ضد حملة نابليون وذلك في معركة عزون، كما ثارت ضد الحكم المصري أيام محمد علي باشا وابنه إبراهيم. وفي الحرب العالمية الأولى اضطر أهالي دير غسانة للخروج منها بضغط من العثمانيين وخوفا من القصف المتبادل بين الجيش العثماني المتمركز في فرخة وبروقين والجيش البريطاني بالقرب من عابود فالموقع المتوسط للبلدة استدعى الخروج الذي استمر لما يقرب التسع شهور قضوها في خربثا الحارثية وديرقديس وبيتللو ورنتيس إلى ان عادو إليها ثانية وهي تحت الحكم البريطاني. وخلال الانتداب البريطاني احتضنت دير غسانة المؤتمر العام للثورة، المؤتمر الذي وحد قيادة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1938 م بعد خلاف كان قد نشب بين قادة الثورة حول منصب القائد العام للثورة، ومنها صدر أول بيان باسم القيادة العامة للثورة الفلسطينية باسم عبد الرحيم الحاج محمد، وشهدت بعد المؤتمر معركة حامية مع البريطانيين استعمل فيها البريطانيون 12 طائرة وعدد كبير من الآليات والجنود. وفي عام 1948 م استضافت ديرغسانة في مبانيها وأراضيها ما يفوق عشرة آلاف لاجيء فلسطيني تقاسمت وإياهم مرارة النكبة الفلسطينية الكبرى. لعبت ديرغسانة دور مهم في التطور العلمي على مستوى المنطقة، فقد كانت من أوائل القرى الفلسطينية التي اعتنت بالعلم وبنت له المدارس وتكفلت بتوفيره لأبناء أكثرمن 50 قرية فلسطينية مجاورة، حيث تأسست فيها أول مدرسة عام 1912 واستمرت إلى أن أصبحت من أوائل المدارس الثانوية القلائل في فلسطين، كما ضمت مدرسة للبنات في عشرينات القرن السابق ” برعاية إحدى الجمعيات التبشيرية ” كما افتتحت فيها وكالة الغوث مدرسة للإناث وأخرى للذكور استمرت لما يقرب من عشر سنوات، الامر الذي وفر العلم لابنائها في فترة مبكرة وامتازو به. وقد امتدحها ابن كفر الديك الاستاذ فوزي خالد الديك في أحد قصائدة المطولة الجميلة عرفانا بجميلها عليه، نذكر بعض أبياتها:
مهد الفصاحة لا رععت من بلد حماك ربك من غل ومن حسد
ورد الصفاء تظل الدهر مؤتمما يا كعبة العلم والاخلاق والرشد
يا دير غسانة لا زلت ام على في حبة القلب كم ربيت من ولد
ولقرية ديرغسانة أهمية معمارية حيث أنها تعكس فترة تاريخية وظاهرة مميزة من تاريخ فلسطين الا وهي ظاهرة قرى الكراسي في منطقة الجبال الوسطى، والتي تشكلت خلال القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر وذلك من خلال (قصور شيوخ النواحي) فهي تشكل طرازاً معمارياً فريداً.، كما يوجد في ديرغسانة العديد من المقامات الدينية تفوق العشرين مقاما منها مثل مقام المجدوب والرفاعي والخواص وخالد وعبد الله وعصفور، إضافة إلى مجموعة من الخرب الأثرية المحيطة بالقرية مثل خربة القلع وخربة الدوير وخربة زنعر وخربة البلاطة إضافة إلى التراث الطبيعي المتمثل بالنبات والينابيع ومظاهر السطح.تسكن في دير غسانة حاليا العائلات التالية : آل الرابي وآل الشعيبي وآل مسحل وآل الرمحي وآل البرغوثي وآل غيث وآل ناصر(وآل عادي وأبناء عمهم آل سهيل) وآل حماد وآل الخطيب وآل الصقري وآل العالم وآل النوباني وآل شقير وآل المهتدي (وآل العايدي، اسرة واحدة) هاجرت من عرب الجرامنة، وقد انشئ لبلدتي بيت ريما ودير غسانه في عام 1964 مجلس بلدي واحد بعد توحيد المجلسين القرويين فيهما ،وتعرف البلدتين حاليا باسم مدينة ” بني زيد الغربية ” وتضم البلدتان اربع مدارس أساسية وثانوية للاناث والذكور وعيادة طبية حكومية في بيت ريما وأخرى تابعة للاغاثة الطبية في دير غسانه ونادي رياضي ثقافي وملعب كرة قدم ضمن مواصفات جيدة وملحق به مدرج ومبنى للنادي الرياضي. وفيها منتزهات عامة ومساجد وعدد من المؤسسات مثل الجمعيات الزراعية والنسوية والثقافية ومغفر للشرطة واخر للامن الوطني وتشتهر بزراعة التين والعنب والزيتون الذي استدعى اقامة المعاصر الخاصة به حيث يمتلك اهالي بني زيد اربع معاصر تعمل في موسم قطاف الزيتون