9:33 مساءً / 3 فبراير، 2025
آخر الاخبار

هلوسات ترامب والعبث بالقضية الفلسطينية ، بقلم : يوسف علارى

يوسف علارى

هلوسات ترامب والعبث بالقضية الفلسطينية ، بقلم : يوسف علارى

قال الكاتب والشاعر الأيرلندي أوسكار وايلد: أمريكا هي التجربة الوحيدة في التاريخ التي سارت من البربرية إلى الانحطاط دون أن تمر بالحضارة.

يجسّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقولة أوسكار وايلد بشكل جلي لا لبس فيه. فتصريحاته الداعية إلى تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن تكشف عن انحطاطه الأخلاقي. هذه التصريحات ليست مجرد نزوات شخصية، بل تعكس رؤيته القائمة على القوة والهيمنة، بدلًا من التعاون والاحترام المتبادل بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول العالم وشعوبه، ضاربًا بالمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط.

لا سيما عندما يتعلق الأمر بالكيان الإسرائيلي الغاصب، فإن القانون الدولي، الذي تدّعي الولايات المتحدة الأمريكية حمايته، يتحول إلى مجرد نص نظري لا قيمة له. فالواقع تحكمه شريعة الغاب، ويتبَعُها دونالد ترامب كما اتَّبعها أسلافه في البيت الأبيض حين تدخلوا عسكريا في فيتنام، أفغانستان، الصومال، العراق، وأمثلة كثيرة أخرى على هذه السياسات الهمجية.

لذلك، لا يبالي سيد البيت الأبيض بأن تهجير الفلسطينيين من ديارهم، سواء من خلال الإخلاء القسري أو فرض قيود تجبرهم على المغادرة، يُعدّ انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان ومخالفة صريحة للقانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر النقل القسري للأفراد أو الجماعات من الأراضي المحتلة. ولا يكترث أيضا بأن هذه الممارسات تُصنَّف جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

ترامب وهتلر: إعجاب مريب واستلهام من أسوأ صفحات التاريخ

سياسة ترامب التعسفية تجاه الفلسطينيين ليست مجرد خطأ سياسي، بل هي انعكاس لنزعة استبدادية وعنصرية مستمدة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الأسود منذ نشأتها، حين قتلت وهجرت السكان الأصليين في الأمريكيتين وأبادت شعوبًا كانت تعيش بسلام على أرضها. علاوة على ذلك، يبدو أن ترامب، الذي ينحدر من أصول ألمانية، قد استلهم أيضاً بعضًا من أسوأ صفحات التاريخ الألماني، إذ صرّح بعض مساعديه بأنه معجب بشخصية هتلر. هذا الإعجاب يكشف عن نزعة استعمارية في شخصيته غير المتزنة. فكما استخدم هتلر القوة العسكرية والسياسات العنصرية لتحقيق أهدافه التوسعية، يسعى ترامب إلى اتباع النهج ذاته بطرق مختلفة لفرض إرادته وهيمنته على الشعوب الأخرى.

إرادة الشعب الفلسطيني: مقاومة المستحيل وثبات الهوية

اتسمت سياسة ترامب تجاه فلسطين بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، إضافةً إلى الدعم القوي واللامحدود الذي تقدمه لإسرائيل. هذه السياسات تعكس تجاهلًا تامًا لحقوق الشعب الفلسطيني، الذي أثبت على مدار عقود أنه لا يمكن اقتلاعه من أرضه، تمامًا كما لا يمكن محو هويته الوطنية رغم جميع الإجراءات التعسفية ضده. وإذا كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب يظن أن الفلسطينيين سيتخلون عن أرضهم بسهولة، فهو بلا شك يجهل طبيعة هذا الشعب وإرادته الراسخة.

ختاماً، رسالة واضحة إلى العالم: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإعادة المستوطنين إلى بلادهم أيسر بكثير من تهجير أهل غزة من أرضهم. لقد أثبت الشعب الفلسطيني عبر التاريخ أنه لن يتنازل عن حقوقه أو أرضه، وسيظل صامدًا في وجه كل محاولات الطمس أو التهجير.

شاهد أيضاً

الاحتلال يصيب طفلا من سعير بالرصاص المتفجر

الاحتلال يصيب طفلا من سعير بالرصاص المتفجر

شفا – أُصيب، اليوم الاثنين، طفلٌ (15 عاما) من بلدة سعير شمال الخليل، برصاصتين من …