شفا – صدر عن دار النشر “جفرا والدندشي ناشرون وموزعون” في شهر يناير من عام 2025، كتابًا جديدًا يحمل عنوانًا يعكس جوهره العميق: “إنما الإنسان أثر”، من إعداد الكاتبة والباحثة الدكتورة تهاني رفعت بشارات.
ويطرح الكتاب فلسفة إنسانية عميقة مفادها أن الإنسان، بأفعاله وكلماته، يترك أثرًا خالدًا يعبر الزمن، ليبقى شاهدًا على وجوده وحضوره في حياة الآخرين.
الأثر الذي يعيش بيننا
استعرضت الكاتبة بأسلوب أدبي عذب مجموعة من المواقف الواقعية التي عايشتها شخصيًا، تنقلت فيها بين دور المؤثر والمتأثر، لتسلط الضوء على أن الأثر الطيب لا يحتاج إلى مظاهر براقة أو إنجازات ضخمة، بل يبدأ من كلمة صادقة، نظرة محبة، أو يد تمتد لمساعدة محتاج. أكدت أن النوايا الحسنة، وإن بدت بسيطة عند البعض، تحمل في جوهرها طاقة عظيمة قادرة على تغيير الحياة.
افتتاحية رمزية تحمل معاني عميقة
افتتحت الكاتبة كتابها بقصة رمزية عن الريشة التي فقدت ظلها تحت وطأة استبداد القوي على الضعيف، لتصبح ضمن أرقام الموتى المنسيين. ومن هذا المشهد المؤلم، انطلقت لتأخذ القارئ في رحلة عبر ثنائيات الحياة: براءة الأطفال مقابل حكمة الكبار، الأمومة والأبوة، العلاقة بين الطالبة والمعلمة، وبين الماضي الذي لا يندثر والحاضر بكل تحدياته. وفي كل قصة، أكدت أن الأثر الطيب ليس مرتبطًا بزمن أو شخص معين، بل هو كظل يعيش بيننا، يبقى ويؤثر.
رسالة إنسانية عميقة
ركزت الكاتبة على الأمانة التي أوكلها الله للإنسان حين جعله خليفة في الأرض، داعية إلى استلهام معاني أسماء الله الحسنى وتجسيدها في أفعالنا. فالرحمة، والعدل، والصدق ليست مجرد كلمات تُردد، بل مبادئ تعمر الأرض وتترك أثرًا خالدًا. أشارت إلى أن الكلمة الطيبة والفعل البسيط قد يكونان مفتاحًا لتغيير مسار حياة شخص، وأن الأثر الطيب هو ميراث الإنسان الحقيقي الذي يخلّفه وراءه.
دعوة للتأمل والعطاء
كتاب “إنما الإنسان أثر” ليس مجرد صفحات تُقرأ، بل هو دعوة صادقة لكل قارئ للتأمل في أفعاله وأثره في حياة من حوله. فالإنسان، كما وصفته الكاتبة، كالنهر الجاري، يروي عطش الأرض، ويزرع الأمل أينما مر، ويترك خلفه نورًا لا ينطفئ.