شروع الصين في مسيرة جديدة بقلم : السفير قوه وي
اختتم المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني في بكين في 22 تشرين الأول 2022، وانتخب المؤتمر اللجنةَ المركزية الجديدة للحزب الشيوعي الصيني واللجنة المركزية الجديدة لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني، وأصدر المؤتمر قراراً حول تقرير اللجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني، وقراراً حول تقرير عمل اللجنة المركزية الـ19 لفحص الانضباط للحزب الشيوعي الصيني، وقراراً حول تعديل دستور الحزب الشيوعي الصيني.
كما أشار أمين عام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ إلى أن المؤتمر بمثابة مؤتمر لرفع الراية عالياً وتجميع القوة وتعزيز التضامن والتفاني. وإن تقرير لجنة الحزب المركزية الـ19 الذي أجازه المؤتمر بلورة لحكمة الحزب وأبناء الشعب الصيني، وبيان سياسي وبرنامج عمل للحزب في الاتحاد مع أبناء الشعب الصيني بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم في كسب انتصار جديد للاشتراكية ذات الخصائص الصينية، كما أنه وثيقة منهجية ماركسية.
يقود الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني للنضال المتواصل، ويحقق التغييرات العظيمة خلال عقد من العصر الجديد. خلال عقد منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب، مررنا بثلاثة أحداث مهمة تتحلى بأهمية واقعية عظيمة ومغزى تاريخي بعيد المدى بالنسبة لقضايا الحزب والشعب، وهي: أولا، استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛ ثانيا، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد؛ ثالثا، إتمام المهمة التاريخية الخاصة بتذليل المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
لقد انتصرت الصين في أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية، وحققت هدف القضاء على الفقر المحدد في خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 قبل 10 سنوات من الموعد المحدد، وتتجاوز نسبة المساهمة لها في الحد من الفقر للعالم 70%. وحسب تقرير الدراسة الذي أجراه البنك الدولي، إن مبادرة بناء الحزام والطريق التي طرحتها الصين، قد تساعد 7.6 ملايين شخص على التخلص من الفقر المدقع و32 مليون شخص للتخلص من الفقر المعتدل في الدول ذات الصلة.
من الآن فصاعدا، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب بمختلف قومياتهم في كل البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح الواجب إنجازه عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط. والتحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، فهو يتسم بالصفات المشتركة للتحديث في مختلف البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية. والتحديث الصيني النمط هو تحديث يغطي حجما سكانيا هائلا، وتحديث يتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، وتحديث يحقق التوافق بين الحضارتين المادية والمعنوية، وتحديث يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام، وتحديث يسلك طريق التنمية السلمية. وتبلغ نسبة المساهمة السنوية للصين في النمو الاقتصادي العالمي حوالي 30% مما جعل الصين أكبر محرك للنمو الاقتصادي العالمي. وتعمل الصين على إنشاء منظومة الانفتاح العالي المستوى على الخارج، وصيانة سلامة واستقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، قد أصبحت شريكا تجاريا رئيسيا لأكثر من 130 دولة ومنطقة.
إن نمو الصين الذي يتقدم إلى الأمام مثل القطار السريع سيوفر مزيدا من ديناميكية لنمو العالم، ويزيد من رفاهية شعوب العالم.
يتمسك الحزب الشيوعي الصيني بالوفاء بمسؤولياته الدولية، مما قدم إسهاما لدفع التنمية السلمية للبشرية. وتظل الصين ملتزمة بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتسعى وراء دفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتنتهج بثبات سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتظل تحدد مواقفها وسياساتها حسب جوانب الصواب والخطأ في القضايا ذاتها، وتثابر على تطوير الصداقة والتعاون مع كافة الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتلتزم بسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي، وتنتهج بحزم إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، وتظل تشارك بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، وتدفع تطور الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومعقولية، وتستعد للعمل مع سائر دول العالم لترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ومواجهة كافة التحديات العالمية بشكل مشترك.
وتظل الصين تسعى دائما إلى التمسك بالعدالة والأخلاق الدوليتين تجاه القضية الفلسطينية، وتدعم قضية الشعب الفلسطيني العادلة لاسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، داعمة لحل الدولتين والجهود الرامية لحل سياسي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد بعث فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس برقية للأمين العام شي جينبينغ تهنئةً بنجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، كما بعثت الأحزاب السياسية الفلسطينية العديدة رسائل تهنئة، ويود الجانب الصيني أن يعرب عن خالص الشكر والتقدير للجميع. أولئك الملتزمين برفاهية العالم يمكنهم دائمًا العثور على أصدقاء في جميع أنحاء العالم. في المسيرة الجديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، يظل الحزب الشيوعي الصيني ملتزما بمهمته التأسيسية المتمثلة في تحقيق سعادة الشعب الصيني والنهضة العظيمة للأمة الصينية وتقدم البشرية باقتناع لا يتزعزع، ويقود الشعب الصيني في هذا المسعى العظيم لتدوين صفحات أروع من النهضة.
في غضون ذلك، تتشارك الصين فرص التنمية مع الدول الأخرى بما فيها دولة فلسطين الصديقة، وتواصل العمل معًا لدفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتحقيق مساهمات جديدة أكبر في السلام العالمي والتنمية المشتركة.
- – : السفير قوه وي – (مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين)