شفا – قال الرئيس محمود عباس إنه مستعد للتفاهم مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن اتفاق للسلام في الشرق الأوسط إذا اقترح “أي شيء واعد أو إيجابي”.
وقال الرئيس عباس في مقابلة مع “رويترز” بعد أن أعلن نتنياهو ائتلافا كبيرا يدعم قوة القيادة الاسرائيلية إن على نتنياهو أن يدرك أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة تدمر آمالها في السلام ولا بد أن تتوقف.
وذكر “أبو مازن” أنه ما زال من السابق لأوانه التعقيب مباشرة على الائتلاف الاسرائيلي الجديد الذي جعل حزب المعارضة كديما المنتمي للوسط ينضم إلى حكومة نتنياهو.
وقال الرئيس عباس إنه ليست لديه نية السماح لأبناء شعبه بحمل السلاح ضد الاسرائيليين، لكنه سيكون مستعدا لتجديد سعيه من جانب واحد للحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة في حالة عدم إحراز تقدم.
ومضى يقول “إذا كان هناك أي شيء واعد او إيجابي.. فسوف نتفاهم بالطبع”.
وتوقع أن تحاول الولايات المتحدة أيضا طرح أفكار جديدة. وانهارت محادثات كانت ترعاها الولايات المتحدة في 2010 في نزاع حول استمرار البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.
وقال في إشارة إلى اقتراع محتمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة “إذا حدث أي شيء في ذلك الوقت فسوف نلجأ للأمم المتحدة للحصول على وضع دولة غير عضو”.
وفشلت محاولات فلسطينية للحصول على اعتراف كامل عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 2011 في مواجهة المعارضة الأمريكية. ولا يمكن للجمعية العامة أن تمنح عضوية كاملة بالأمم المتحدة لكن المبادرة الفلسطينية هناك لا يمكن أن تستخدم واشنطن ضدها حق النقض (الفيتو) وسيكون انتصار الفلسطينيين فيها انتصارا رمزيا.
وقال نتنياهو في القدس أمس إنه يريد استغلال هذا الائتلاف الكبير في “المضي في عملية سلام مسؤولة”.
لكن ليس هناك مؤشر على أنه مستعد لقبول مطالب فلسطينية بوقف كل البناء الاستيطاني قبل استئناف المفاوضات. ويقول نتنياهو إن وقف البناء الاستيطاني سيكون شرطا مسبقا ولابد ألا تكون هناك شروط مسبقة بالمحادثات.
وأكد عباس مجددا على هذا الطلب أمس الثلاثاء قائلا “لن أعود للمفاوضات دون تجميد النشاط الاستيطاني” مؤكدا على كل كلمة يصرح بها.
ومضى عباس يقول “المستوطنات تدمر الامل.” وكان عباس مشاركا في السياسة الفلسطينية منذ الخمسينات وحل محل الرئيس الراحل ياسر عرفات في منصب الرئيس عام 2005.
وهو وقت عصيب بالنسبة لصناع السلام الفلسطينيين. ففي مقابلة منفصلة أجريت في وقت سابق امس قال سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني إن اسرائيل نجحت في إقناع المجتمع الدولي بتجاهل المحنة الفلسطينية.
وقال فياض “أعتقد أننا بدأنا نفقد حجتنا.. إن لم نكن فقدناها بالفعل لكن هذا لا يجعل موقفنا خاطئا.”
ويرى عباس أن نجاحه الاساسي كزعيم هو الحد من العنف.
وقال “إنجازي؟ لدي شيء واحد وهو الأمن” مضيفا أنه بعد إخفاق انتفاضتين سابقتين أصبح ما من أحد يرغب في رؤية المزيد من المواجهات الدامية مع اسرائيل”.
ومضى يقول “اسألوا أي شخص عما إذا كنا سنبدأ الانتفاضة الثالثة. سيقولون لا.. إنهم يريدون السلام. هذا لم يحدث قط قبل ذلك. أدرك الناس أن أهدافنا ستتحقق من خلال الطرق السلمية”.
ورفض مطالبات من فلسطينيين بضرورة حل السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية لإلزام الاسرائيليين بالسيطرة على كل الأراضي وسيكون هذا امرا مكلفا وسيتطلب قوة بشرية كبيرة.
لكنه أشار إلى أنه لديه خيارات أخرى في جعبته دون الخوض في تفاصيل. واقترحت بعض الشخصيات البارزة ان ينهي كل أشكال التعاون الأمني مع اسرائيل في الضفة الغربية وقال الرئيس عباس “إن أي زعيم في المستقبل ربما سيكون صعب الانقياد”.
وقال وهو يجلس تحت صورة كبيرة بالألوان لمسجد قبة الصخرة “ماذا لو تركت المنصب وجاء شخص آخر وقال.. لا هذه السياسة محض هراء”.
وأقر الرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 77 عاما بأن عملية السلام “مشوشة” وبأن الوضع محبط. وأضاف أنه على الرغم من أن الاسرائيليين بدوا غير متعجلين في التوصل إلى اتفاق سلام فلا يمكنهم التعطيل.
وأردف قائلا “هم الآن يضيعون الوقت. الآن هو وضع جيد بالنسبة لهم لكن ما من أحد يعلم ما الذي سيحدث في المستقبل. السلام ضروري لمستقبل اسرائيل”.