شفا – أكد الدكتور معين أحمد برغوث، طبيب الأسنان والخبير في الصحة العامة والتثقيف المجتمعي، على الحاجة الملحّة لتوفير أطباء متخصصين في جراحة الوجه والفكين في قطاع غزة، مشيرًا إلى النقص الكبير في هذا التخصص قبل الحرب الأخيرة وبعدها. وأوضح أن هذا النقص يؤثر بشكل واضح على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى الذين يعانون من إصابات وتشوهات خطيرة في منطقة الوجه والفكين، مما يفاقم من معاناة السكان في ظل الأوضاع الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي.
وفي ظل الحرب على غزة، أوضح الدكتور برغوث أن عمله لا يقتصر على تقديم الرعاية الصحية، بل يمتد إلى دعم المجتمع من خلال توفير الاستشارات الطبية والتوعية الصحية للأسر المتضررة. وأضاف أن دوره كطبيب أسنان في هذه الظروف لا يقتصر على الجانب العلاجي فقط، بل يشمل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى وأسرهم، بما يعكس التزامه بتخفيف معاناة السكان وسط هذه الظروف الاستثنائية.
وفي إطار جهوده لتعزيز الخدمات الصحية في غزة، أعلن الدكتور برغوث عن إطلاقه لمشروع يهدف إلى تدريب وتأهيل أطباء الأسنان في القطاع للتخصص في جراحة الوجه والفكين. وأشار إلى أن المشروع يتضمن برامج تدريبية شاملة تشمل التدريب العملي والنظري بالتعاون مع مؤسسات طبية دولية، مما يسهم في إعداد كوادر طبية مؤهلة تلبي الاحتياجات المتزايدة لهذا المجال.
كما دعا الدكتور برغوث المؤسسات الدولية، مثل الهيئة الطبية الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود، إلى دعم هذا المشروع والمساهمة في توفير الموارد والمعدات اللازمة لضمان نجاحه. وشدد على أهمية تبني مثل هذه المبادرات لضمان استدامة النظام الصحي في غزة وتخفيف الاعتماد على التحويلات الطبية إلى الخارج.
واختتم الدكتور برغوث تصريحه بالتأكيد على أن الاستثمار في تدريب الكوادر الطبية المحلية يُعد حجر الزاوية لتحقيق الاستدامة في القطاع الصحي بغزة. كما شدد على أهمية نشر ثقافة الوقاية والتشخيص المبكر بين السكان، مشيرًا إلى أن تعزيز الوعي الصحي يعد جزءًا لا يتجزأ من تحسين جودة الخدمات الصحية وتقليل الضغط على النظام الطبي في القطاع.