“تحديات توفير الأدوية والرعاية الصحية في فلسطين : صرخة إنسانية من أجل إنقاذ الأرواح” ، بقلم : جاد كنعان الطويل
توفير الأدوية والوصول إليها والحصول عليها من قبل المواطن الفلسطيني ليس قضية هامشية أو ترفًا شخصيًا أو استغلالًا للنظام الصحي. إن الرعاية الصحية تتضمن توفير حاجات أساسية أقرّتها المواثيق الإنسانية والقوانين الدولية والمحلية للإنسان بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين، ويجب أن تكون متاحة للمريض بأدوية ورعاية صحية مناسبة.
أتحدث هنا في السياق الجغرافي الفلسطيني، في الضفة
الغربية كما هو الحال في غزة، وكأي إنسان على هذه الأرض… إن سماع مآسي المرضى ومعاناتهم عبر الراديو أو مشاهدتها عبر التلفزيون أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي ليس كمن يلتقي مع المرضى وأهاليهم وجهًا لوجه، سواء في الشارع أو في المستشفيات أو في العيادات الصحية، حيث يتابع معاناتهم ويدركها أولاً بأول.
يعاني المرضى الفلسطينيون من صعوبة في التنقل والوصول
إلى الخدمات الصحية بسبب الظروف القائمة، ومنها صعوبة التنقل عبر المعابر، والإغلاقات، والحواجز. إلا أن معاناة هؤلاء المرضى تزداد سوء أساسًا من عدم توفر أدوية العلاج في العيادات والمستشفيات، أو من شح الأدوية، أو من كون الجرعات المتوفرة لهم غير مناسبة.
أتحدث اليوم عن تجربة شخصية وشهادة أمام الله والتاريخ، وأشهد أن ما رأيته ومررت به اليوم في مديرية صحة ومستشفى مركزي في الضفة الغربية يندى له الجبين. بينما أدعو الله أن يعين المرضى وعائلاتهم على ما يمرون به، إلا أنني في الوقت نفسه لا ألوم أو أحمل المسؤولية للإداريين أو موظفي الاستقبال أو الأطباء أو الممرضين أو الصيادلة، فهم يبذلون جهدهم في خدمة المرضى. لكن الاكتظاظ، وعدم توفر الأدوية يعرض حياة المرضى للخطر.
إن فئات مرضى الأمراض المزمنة والمهمشة، مثل مرضى نزف الدم (الهيموفيليا)، لا يتم رعايتهم وتقديم الخدمات لهم كما هو الحال في البروتوكولات العلاجية. فما بالك بحال زارعي الأعضاء، مثل الكلى والكبد والرئتين، الذين يعانون من نقص الأدوية اللازمة للمناعة أو تثبيت الأعضاء بالجرعات المناسبة؟
هذه صرخة للاهتمام بالقطاع الصحي الفلسطيني وإنقاذ حياة المرضى وعدم العبث في اجسادهم وحياتهم في ظل هذا التراكم من الاحتياجات والأولويات على الساحة الفلسطينية وفي هذه الظروف الصعبة .