شفا – شاركت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين أغابيكيان شاهين، في جلسة حوارية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصاد العالمي في دافوس، ناقشت خلالها التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه فلسطين بعد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي خلال العام ونصف العام الماضيين، واستمرار الاحتلال لأرض دولة فلسطين الذي طال أمده.
وأكدت شاهين، أهمية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، معبرة عن الحاجة الملحة إلى ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بلا عوائق وبشكل مستمر وتحت إشراف الحكومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن الحكومة قد أنشأت لجنة تعمل على مدار الساعة لإعداد خطة إعادة الإعمار.
وأكدت أن التحديات ضخمة ولا يمكن أن يتحملها أحد، ويتوجب على المجتمع الدولي التدخل لرفع هذه المأساة عن الشعب الفلسطيني، مبينة أن 90% من سكان غزة يعانون من المجاعة، وأن الوضع الصحي والاقتصادي والبنية التحتية في حالة انهيار تام.
وعرضت الوزيرة رؤية الحكومة الفلسطينية لتوحيد الضفة الغربية مع غزة، وتعزيز الشفافية وسيادة القانون.
وتطرقت إلى الوضع في الضفة الغربية، مؤكدة أن سياسة القوة القائمة بالاحتلال مختلفة عن غزة لكنها تسعى إلى الهدف ذاته وهو الاستيلاء على الأراضي والتهجير القسري والتدريجي، مشيرة إلى تهديدات الضم المستمرة والأنشطة الاستعمارية والحواجز العسكرية عند مداخل المدن والقرى.
وأوضحت أن استعادة الاقتصاد الفلسطيني تتطلب استقرارا سياسيا، داعية المجتمع الدولي إلى دعم حل الدولتين، مؤكدة أن السلام ممكن، وأن حل الدولتين هو الخيار الأكثر قابلية للتنفيذ لتحقيق العدالة والسلام في المنطقة.
وعلى هامش المنتدى، التقت الوزيرة شاهين المدير العام للمنظمة الدولية لشؤون اللاجئين آيمي بوب، بحضور مراقب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية السفير إبراهيم خريشي، لبحث سبل توفير المساعدات الإنسانية وإدخالها وتوزيعها في قطاع غزة بالتعاون مع وكالة الأونروا.
وأكد الأطراف دور الأونروا الأساسي في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، وشددوا على ضرورة إدخال أكبر كمية ممكنة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
بدورها، استنكرت شاهين التشريع الإسرائيلي الأخير حول إيقاف عمل الوكالة، معربة عن استعداد الحكومة الفلسطينية للتعاون مع الجهود الدولية كافة لرفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني.
واتفق الطرفان على تعزيز التعاون لضمان استمرارية الدعم الإنساني في القطاع.
كما التقت شاهين والسفير إبراهيم خريشي، رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم على هامش أعمال المنتدى.
وأعرب رئيس الوزراء الماليزي عن ترحيب بلاده وحكومته بوقف إطلاق النار، مؤكدا ضرورة البدء الفوري بإعادة بناء قطاع غزة، مشيرا إلى استعداد بلاده لتوفير الخدمات والإمكانيات اللازمة كافة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
من جانبها، أعربت شاهين عن شكرها العميق لدولة ماليزيا وللشعب الماليزي على دعمهما الثابت للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن هذا الدعم يعزز صمود الشعب الفلسطيني ويعكس التزام ماليزيا بالقوانين الدولية وتحقيق العدالة.
وفي السياق ذاته، التقت الوزيرة شاهين، المبعوث السويسري الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السفير وولفغانغ آماديوس برويلهارت، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمتها تداعيات الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وضرورة استمرار وقف إطلاق النار، وتكثيف تدفق كل الاحتياجات الإغاثية والمواد المعيشية اللازمة للسكان، الأمر الذي سيساعد على تفعيل مبادرات وجهود تحقيق السلام العادل والقائم على حل الدولتين.
وشكرت الوزيرة شاهين، سويسرا على عقد مؤتمر الأطراف السامية في جنيف الشهر المقبل.