1:02 صباحًا / 22 يناير، 2025
آخر الاخبار

الضفة ليست اللقمة السائغة وعلى القيادة مراجعة مواقفها ، بقلم : فادي البرغوثي

الضفة ليست اللقمة السائغة وعلى القيادة مراجعة مواقفها ، بقلم : فادي البرغوثي

الضفة ليست اللقمة السائغة وعلى القيادة مراجعة مواقفها ، بقلم : فادي البرغوثي


كثير من الناس يظن ان الضفة الغربية سهلة البلع يمكن أن يعمل فيها الاحتلال ما يشاء مع ان من يفكر في هذا الموضوع لا يعرف الضفة ، ولا يعرف الشعب الفلسطيني، الذي من السهولة ان يتحول فيه الناس إلى خزان بارود ينفجر في وجه الاحتلال اذا ما شعرت الناس في الخطورة وفي أي لحظة .


اما الحديث على ان هناك جزء من الشعب الفلسطيني مناضل وجزء غير مناضل فهذا وهم كبير ، فجميع شعبنا بدون استثناء مناضل وهذا ليس دفاعا عن احد إنما من واقع التاريخ المشرف فمثلا الانتفاضة الأولى لم تختصر على منطقة دون الأخرى فجميع الأرضي الفلسطينية كالضفة الغربية وقطاع غزة كانت في خضم عمل انتفاضي عظيم ومتسارع وكذلك الانتفاضة الثانية التي لا شك أن الضفة لعبت فيها دورا اساسيا لا يمكن لأحد تجاهله.


وقد ظلت الضفة بين لحظة واخرى تعمل على هبات ضد الاحتلال بواقع بين كل هبة هبة أخرى كما انها قدمت من البطولة أساطير تستحق الإشادة كانتفاضة السكاكين أو الانتفاضات التي منعت تقسيم المسجد الأقصى مكانيا وزمانيا أو من خلال العمليات المخططة والفردية .


اما السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين لماذا لا لم تثور الضفة الغربية في فترة طوفان الأقصى؟؟؟ .


في الواقع هذا السؤال فيه تجني كبير فلا يوجد مكان في الضفة الغربية متواجد فيه الاحتلال أو حتى ذهب اليه الا تم فيه مواجهة الاحتلال بطريقة ما … ان لم يكن في السلاح ، يكون احيانا في المولوتوف وان لم يكون بالمولوتوف يكون في الحجارة اما لماذا لا يوجد صدى لذلك ؟؟؟ فإنه يعود في اعتقادي إلى عدم وجود قيادة تدفع هذا العمل وتتبناه وحتى تعلن عنه أو تملك من الجراءة لجعله عملا منظما أو مأطراً ومنظماً كما كان في الانتفاضتين السابقتين .


وعطفا على ذي قبل فإن الأمور لا يمكن التعامل معها بنفس الأدوات السابقة التي يمكن لها ان تتجاوز القيادة التقليدية التي لا اقصد فيها العشائر بطبيعة الحال إنما القيادة التقليدية الحالية التي تقود الضفة الغربية ولا ترى ما يجري على أرض الواقع أو ما يقوم فيه الاحتلال وفق مخطط ليس حبيس الإدراج إنما هو مخطط معلن عنه ويقوم الاحتلال في تطبيقه على قدم وساق .


وفقا لذلك فإن ما يجري في جنين أو في أي منطقة اخرى هو ارهاصات ومقدمة لمرحلة جديدة تتجاوز هذه القيادة التي فقدت مشروعها المتمثل في الدولة وحق العودة بينما ظلت متمسكة في حبل السلام الذي قطع عدة مرات أمام إجراءات الاحتلال .


في هذا الإطار فإنه يمكن أن تتشكل قيادة جديدة تتجاوز القيادة القديمة كما تجاوزت قيادة فتح عام ١٩٦٥م الهيئة العربية العليا التي قادت النضال الوطني الفلسطيني مع ان هذه الهيئة ما زالت مكاتبها في الخارج موجودة ولها موظفيها ولكن لا يوجد لهم فعل أو ربما من يقرأ هذه السطور يستغرب انها موجودة أو ان البعض لم يسمع فيها بالأصل لكن هذه الهيئة هي من قادت ثورة ١٩٣٦ م وكما ان جنودها دافعوا عن فلسطين في المعارك منها ما فعله عبد القادر الحسيني في معركة القسطل لكن هذا التاريخ المشرف تم تجاوزه حينما فقدت الهيئة القدرة على العمل الوطني واستمراره بينما ظلت بالواقع جسم مشلول لا يقوى على الحركة بينما جسم المجموعات الفدائية هي التي اخذت الشرعية من واقع العمل .


هنا لا بد من القول ان شرعيتك الحقيقية مأخوذة من نضالك وليس من اعتراف عدوك فيك خاصة ان هذا العدو أصبح ينظر إليك نظرة تابع وخادم وهو لا يريد ان يعطيك شيئا وقد تختار بدلا من السلام الاستيطان والضم .


في هذا الإطار يصبح الحديث عن ابتلاع الضفة والمضي في المخطط دون مواجهة للاحتلال أمرا غير وارد فالناس كما قلت هي بالأصل منتفضه لكن مطلوب قيادة تطور العمل وتتبناه واذا لا يوجد قيادة في النهاية ستخلق الناس قيادة منظمة ربما تكون سرية على نمط الانتفاضة الأولى في الضفة بينما الخارج سيعود ترتيب صفوفه للوضع الجديد وربما وجود خروج المعتقلين أصحاب المؤبدات سيسرع في هذا التصور ، كما ان غزة لن تكون بعيدة وستعبر عن نفسها لكن ضمن ظروفها الناشئة لكن الضفة ستكون مسرح الأحداث القادمة لمواجهة مخطط تهويدها وضمها بالكامل .


واخيرا ، لا بد من الإشارة ان الذي أضعف منظمة التحرير وابنتها السلطة ليس القوى المعارضة كما يظن البعض إنما من أضعف المنظمة الاحتلال الذي تنكر لها ولم ينفذ اتفاقياته معها ومن جهة أخرى وجود قيادة سيطرت على المنظمة لا ترغب في المواجهة وتتهرب من مسؤوليتها الحقيقية تجاه شعبها وتجاه الاحتلال وهي متمسكة في سلام مع قيادة فاشية مجرمة لا مشروع لديها الا الاقتلاع والضم .


اما الشعب لا يمكن أن يبقى متفرجا على اقتلاعه من أرضه وحينها سيقاوم بكل عزيمة وإصرار وهو لن يكون لقمة سائغة سهلة البلع والقيادة الفلسطينية اذا لم تلحق الركب فإن الأمور للأسف ستتجاوزها كما تم تجاوز الهيئة العربية العليا برغم من تاريخها المشرف .

شاهد أيضاً

موسى أبو زيد : نتطلع لتعزيز الشراكة الفلسطينية - الفرنسية في تطوير القيادة والإدارة

موسى أبو زيد : نتطلع لتعزيز الشراكة الفلسطينية – الفرنسية في تطوير القيادة والإدارة

شفا – أكد رئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، الوزير موسى أبو زيد، خلال …