11:15 مساءً / 19 يناير، 2025
آخر الاخبار

“الأسرى المحررون بين فرحة الحرية ووجع التضحية: حكايات من غزة” ، بقلم : م. غسان جابر

غسان جابر

“الأسرى المحررون بين فرحة الحرية ووجع التضحية: حكايات من غزة” ، بقلم : م. غسان جابر

وسط المأساة الفلسطينية، وبين دمار غزة وفرحة التحرير، تعود مشاهد الأسرى المحررين لتروي حكايات الحرية الممزوجة بالدموع والتضحيات. لكن يبقى السؤال: هل يمكن للأسير المحرر أن يحتفل بحريته وسط آلام وطنه؟
الحرية التي تأتي على حساب الدماء.


الحرية حق لكل إنسان، لكن في فلسطين، ثمنها دماء الشهداء وآلام الأطفال. فالصفقة الأخيرة لم تكن مجرد تبادل أسرى، بل قصة نضال كُتبت بدماء الأبرياء وتضحيات آلاف العائلات. مع كل بيت دمر، مع كل طفل فقد أطرافه، ومع كل عائلة مزقتها الحرب، يزداد ثقل المسؤولية على الأسرى المحررين الذين نالوا حريتهم بعد سنوات من الأسر.


مشاعر متناقضة: فرحة الحرية وألم التضحية


بين لحظة العناق الأول مع الوطن ومشهد الدمار الذي يحيط به، يعيش الأسير المحرر حالة من التمزق الداخلي. كيف يفرح بحرية نالها على حساب دماء أحبائه؟ حريته التي جاءت بعد معاناة طويلة في زنازين الاحتلال، يقابلها شعور بالامتنان العميق لمن قدموا أرواحهم ليُعاد إليه النور.


رسالة الأسير المحرر إلى العالم


من قلب الألم، يحمل الأسرى المحررون رسالة إلى العالم، تتلخص في أربع نقاط رئيسية:

  1. حرية الأفراد هي طريق نحو حرية الوطن: كل أسير محرر يدرك أن حريته الشخصية ليست سوى خطوة على طريق تحرير الأرض وإنهاء الاحتلال.
  2. دعوة للمجتمع الدولي: أوقفوا دعم الاحتلال، على العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن يضع حداً لدعم الاحتلال الذي يستمر في ارتكاب جرائمه دون رادع.
  3. غزة ليست وحدها في المأساة: ما حدث في غزة ليس مجرد مأساة محلية، بل جرح إنساني مفتوح يجب أن يتحرك العالم لمعالجته.
  4. الأطفال هم الضحايا الأبرياء للصراع: كل طفل فقد أطرافه أو حياته، وكل بيت فقد عائلته، هو دليل على حجم المأساة وصمت المجتمع الدولي.


كيف يرى المحرر مستقبله؟


رغم حصولهم على الحرية، يواجه الأسرى المحررون واقعاً صعباً مليئاً بالتحديات. وسط الحصار والجراح، يسعون لإعادة بناء حياتهم في مجتمع لا يزال ينزف. ومع ذلك، فإنهم يحملون أملاً لا ينكسر، مؤمنين بأن معاناتهم جزء من نضال طويل سيقود في النهاية إلى تحرير الأرض.


التضامن واجب عالمي


ما يحتاجه الشعب الفلسطيني اليوم هو دعم عالمي حقيقي يتجاوز الشعارات. غزة ليست فقط رمزاً للدمار، بل هي شاهد على صمود شعب يقاوم ضد كل الاحتمالات. رسالة الأسرى المحررين واضحة: “لا تتركوا غزة وحدها، فثمن الحرية لا يجب أن يكون دمار وطن بأكمله”.


نقول أن حرية الأسرى الفلسطينيين هي إنجاز يرمز للصمود، لكنها أيضاً تذكير بحجم الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني. إنها دعوة للعالم بأسره لتحمل مسؤولياته لإنهاء هذه المأساة الممتدة. غزة ليست مجرد مكان، بل شهادة على إرادة شعب لا ينكسر، ونضاله هو رسالة أمل تتجدد مع كل شهيد وأسير ومحرر.


م. غسان جابر – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – فلسطين

شاهد أيضاً

مجموعة الصين للإعلام

مجموعة الصين للإعلام تعقد مؤتمرا صحفيا حول حفل عيد الربيع لعام 2025

شفا – عقدت مجموعة الصين للإعلام مؤتمرا صحفيا حول حفل عيد الربيع لعام 2025م، ركز …