11:11 مساءً / 14 يناير، 2025
آخر الاخبار

سقط القناع…لا اخوةٌ لك يا اخي ، بقلم : سالي أبو عياش

سقط القناع…لا اخوةٌ لك يا اخي ، بقلم : سالي أبو عياش

سقط القناع…لا اخوةٌ لك يا اخي ، بقلم : سالي أبو عياش

تعتبر القضية الفلسطينية قضية من القضايا الطويلة الأمد والمعقدة كما تعد واحدة من أهم الصراعات في الشرق الأوسط ومع ذلك؛ ووسط النضال المستمر من أجل الحقوق الفلسطينية، تنشأ انتقادات وثيقة الصلة بالتزعزع الملحوظ للدول العربية في دعم فلسطين وقضيتها، بحيث يتوالى التزعزع والغياب عاماً بعد عام ومن الممكن أن يكون هذا التزعزع نتيجة لما يعانيه العرب من انقسامات داخلية وصراعات إقليمية تشتت الانتباه فالصراعات والاهتمامات الداخلية أدت إلى تخفيف الدعم العربي للقضية الفلسطينية من ناحية، وتوقيع بعض الدول العربية اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، مثل اتفاقيات أبراهام، أثر بشكل كبير على موقف العرب من القضية الفلسطينية من ناحية أخرى فهنالك تعاون اقتصادي ليس بالبسيط بين الدول العربية و الكيان الصهيوني، وهناك تعاون استخباراتي وعسكري بين بعض العرب والإسرائيليين، خصوصاً بعد أن التقت مصلحة الاثنين في محاربة التيار الإسلامي المتشدد والخطر الإيراني كما هو الحال في تبرير التطبيع بين الامارات وإسرائيل، أما على الصعيد الشعبي، فإن الحس العربي تجاه القضية الفلسطينية بشكل عام اصيب بالشلل؛ بسبب فتور الإحساس والتأثر من جهة، وانشغال العرب بمشكلاتهم الداخلية من جهة أخرى، بالإضافة إلى وجود قضايا ملفتة ومثيرة للاهتمام كالثورات والحروب التي تعصف بالمنطقة العربية خلال السنوات الماضية خاصة في فترة الثورات العربية أو ما يعرف باسم (الربيع العربي) وبعدها.

إن الشراكة العربية الإسرائيلية البديلة للصراع والمواجهة والتي عملت على تحويل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى حالة نزاع، تُرجمت في أواخر حكم إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب باتفاقيات سلام مجانية، لا تعيد الحقوق الفلسطينية، وإنما تمعن في إخضاع المنطقة للمطالب الأمريكية، والطموحات الإسرائيلية في التمدد، وفرض سياسة الأمر الواقع لجعل إسرائيل كدولة من دول الإقليم، ناهيك عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، والسياسات ذات الصلة بحصار غزّة وتجويع الشعب الفلسطيني وتشريده، والعنف والعنصرية المسلّطة ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، هذه الممارسات التي زادت بشكل واضح بعد سقوط قناع الامة العربية الواحدة وقومية القضايا العربية عندما تخاذلت الدول العربية عن فلسطين وقامت بجعل العدو العربي المشترك (إسرائيل) صديقاً لها وعملت على تطبيع العلاقات بينهم والمطلع جيداً على مفهوم التطبيع وشروطه يعيي أن هذه العلاقات ليست بعلاقات تطبيعيه إذ أن أساس العلاقة التطبيعية يقوم على إعادة العلاقات الى طبيعتها بعد فترة من التغير عليها ولم تكن يوماً العلاقة بين العرب والاحتلال الإسرائيلي قائمة على صداقة ومن ثم خلاف وعداوة لتقم بإعادة تطبيعها، إنما جاءت هذه العلاقات بناءاً على مصالح ورؤى مشتركة بين الطرفين، أو بعد ضغوط سياسية مورست بحق هذه الدول لتعمل على التقارب مع إسرائيل.

اليوم وفي ظل الإجرام المستمر وحرب الإبادة في قطاع غزة من ناحية، والتوسع وضم الأراضي الفلسطينية والتضييق على السكان الفلسطينيين وتسلح المستوطنين واعتداءاتهم المستمرة بحق الأرض والشعب الفلسطيني من ناحية أخرى، يبرز التخاذل العربي والإسلامي كأحد العوامل المؤثرة في تفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي يتلقى فيه العدو الصهيوني دعما غير محدود من الغرب، يبقى الدعم العربي والإسلامي للفلسطينيين محدوداً ومتفاوتاً في مقابل الدعم الدولي لـإسرائيل. إن الدعم الكبير الذي تتلقاه إسرائيل من الدول الغربية، سواء أكان ذلك على الصعيد العسكري أو الاقتصادي أو السياسي يعزز من قدرة إسرائيل على مواصلة سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين دون خوف من العواقب الدولية؛ نظراً لوجود ما يضمن لها السلامة من أية عواقب وتبعات؛ فهي تحظى بدعم دول كبرى في العالم، ومن جهة أخرى تستفيد من صمت وتخاذل بل وتماهي الدول العربية والإسلامية تجاه أعمالها بحق الشعب الفلسطيني في غزة والمناطق المحتلة.

في المقابل، نجد أن الموقف العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية يتسم بالتخاذل والتردد على الرغم من التصريحات الرسمية التي تؤكـد دعمَ القضية الفلسطينية، إلا أن الأفعال على الأرض لا تعكس هذا الدعم إطلاقاً فلا حاجة لأن نطيل النظر في مجريات الأحداث في فلسطين عامة، وفي غزة على وجه الخصوص لأن حالة التفاعل العربي مع ما يجري في القطاع من فظائع ومجازر، ولن يخرجنا إلا بنتيجة تؤكد بأن حالة التردي العربي وصلت إلى قاع لا سابقة إليه، وأن التفاعل العربي مع قطاع غزة عرّى ما بقي لدى هذه الأنظمة الرسمية التي تركت مئات آلاف الفلسطينيين يلاقون مصيراً مرعباً، من دون وجود أية مقومات للصمود أو المواجهة. بل هنالك بعض الدول العربية التي قدمت المساعدات إلى إسرائيل عوضاً عن تقديمها لفلسطين.

لم تستطع الأنظمة العربية المقصوصة الأجنحة طيلة العقود الماضية، أن تقدم أية إجابات واضحة عن موقعها ودورها في قضايا الإقليم بصورة حاسمة إنما نرى أن الحسم يأتي من خلال منظمات أو دول أخرى كالولايات المتحدة الامريكية التي تسعى بطبيعة الحال لتحقيق مصالحها وحليفتها إسرائيل في المنطقة لذا عملت على استغلال شتى الفرص لإضعاف دور الدول العربية في التوصل الى حلول للقضايا الإقليمية وبما فيها القضية الفلسطينية.

وهنا تتجسد لنا كيفية سقوط القناع العربي والقومي أمام المصالح الشخصية للدول أو الأنظمة الحاكمة في المنطقة.
إن التخاذل العربي والإسلامي تجاه نصرة الشعب الفلسطيني يمثل تحدياً كَبيراً يجب مواجهته بجدية فيجب أن تكون هناك إرادة حقيقية لتغيير هذا الواقع وتقديم الدعم اللازم للفلسطينيين في نضالهم؛ من أجل الحرية والكرامة، والعودة إلى التاريخ وقراءته مجددا من اجل التذكر أن إسرائيل ليست إلا كياناً فرض على المنطقة برمتها وفلسطين بشكل أخص وأن وجودها في المنطقة كدولة حاسمة لن يؤدي إلا لبروز شرق أوسط جديد لن تكن في قوة عربية وخير دليلٍ على ذلك ما تقوم به إسرائيل اليوم من صدامات أو حروب مع الدول الإقليمية خاصةً الدول المجاورة لفلسطين كسوريا ولبنان وربما في وقت لاحق الأردن والعراق ثم اليمن وهذا لن يحقق إلا ما تسعى له إسرائيل بحلم الدولة اليهودية الكبرى من النيل إلى الفرات أو من النهر إلى البحر.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم نابلس لتأمين الحماية لمستوطن دخل قبر يوسف

الاحتلال يقتحم نابلس لتأمين الحماية لمستوطن دخل قبر يوسف

شفا – اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس، بعد الإبلاغ عن دخول مستوطن لقبر يوسف …