شفا – حذر وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع من استشهاد أسرى مضربين عن الطعام، ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستجابة لمطالبهم بوقف الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي والسماح لعائلاتهم بزيارتهم. وعبر عن قلقه الشديد على حياة الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة اللذين دخلا في شبه غيبوبة.
وحذر قراقع في حديثه للجزيرة نت من أن شبح الموت يهدد الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة خاصة، اللذين قال إنهما دخلا فيما يشبه الغيبوبة بعد مرور 64 يوما على إضرابهما للمطالبة بالإفراج عنهما بعد اعتقالهما وفقا لملف سري دون تهم معلنة. وتوقع قدوم أيام صعبة وقاسية، ملمحا إلى أن إسرائيل تريد ارتكاب جريمة بحق الأسرى المضربين من خلال “عدم مبالاتها وعدم اكتراثها بصحتهم وحياتهم وهذا يهدد حياتهم بشكل كبير”.
وحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التداعيات المترتبة على رفضها الاستجابة لمطالب نحو ألفي أسير فلسطيني يخوضون إضرابا متصاعدا عن الطعام منذ أسبوعين “للحصول على حقوق إنسانية وإلغاء قوانين غير عادلة ومخالفة للقوانين الدولية، مثل العزل الانفرادي، ومنع زيارة الأهل، والاعتقال بدون تهمة”.
تحذيرات الوزير تزامنت مع إعلان عائلة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات -المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2006- عن نقله إلى مستشفى سجن الرملة الخميس الماضي بعد تدهور وضعه الصحي نتيجة إضرابه المتواصل منذ 14 يوما.
وقال قراقع إن “سعدات يتعرض لضغوط شديدة من خلال تشديد عزله ومصادرة كل أغراضه حيث لم يبق لديه سوى الملابس التي يرتديها وفرشة النوم فقط”.
وبحسب الوزير فقد نقلت إدارة سجون الاحتلال أعدادا من الأسرى إلى مستشفى سجن الرملة والعيادات الطبية بسبب تدهور وضعهم الصحي جراء استمرار إضرابهم عن الطعام، كما حدث مع الأسير أحمد حلس الذي خضع لعملية جراحية السبت.
وحذر الوزير من مغبة التعنت الإسرائيلي في وجه مطالب الأسرى خلال الأيام القادمة، منذرا بإمكانية “وقوع انفجار حقيقي داخل السجون، سيمتد إلى الشارع الفلسطيني في الخارج”.
ويطالب الأسرى الفلسطينيون في إضرابهم المفتوح تحت عنوان “النصر أو الموت” بإنهاء العزل الانفرادي لـ19 أسيرا بعضهم مضى على عزله 10 سنوات مثل الأسير محمود عيسى، وبإعادة زيارات أسرى قطع غزة الممنوعة منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في حزيران 2006.
وعلى صعيد دعم مطالبهم، دعا قراقع الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اجتماع طارئ لمناقشة أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كما طالب منظمة الصليب الأحمر الدولي بالقيام بواجبها “وعدم الاكتفاء بالمراقبة والوقوف على مسافة متساوية من الضحية والجلاد”.
سعدات
وفي سياق متصل، عبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار عن قلق بالغ على حياة أحمد سعدات، مشيرة إلى أن مصلحة سجون الاحتلال تفرض عليه عقابا مستمرا بالعزل منذ منتصف آذار 2009 دون السماح لعائلته بزيارته.
ودعت جرار -في مؤتمر صحفي عقد برام الله الأحد- السلطة الفلسطينية إلى التحرك من أجل الضغط على الاحتلال وإلزامه بالاستجابة لمطالب الأسرى، من خلال وقف كافة أشكال التنسيق الأمني والتعاون والتفاوض مع الجانب الإسرائيلي. كما طالبت الدول العربية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وطرد سفرائها احتجاجا على انتهاك حقوق آلاف الأسرى الفلسطينيين، وناشدت المجتمع الدولي التحرك السريع لإنقاذ الأسرى.
ووجهت جرار “رسالة تحذير للاحتلال الإسرائيلي” من المساس بأي من الأسرى المضربين ومن ضمنهم أحمد سعدات. وقالت “إذا تم المساس بهم فالاحتلال يعرف تماما أن شعبنا قادر على توفير الحماية والرد على ذلك”.
بدوره تمكن محامي نادي الأسير الفلسطيني جواد بولص -الأحد- من زيارة الأسيرين المضربين عن الطعام منذ 64 يوما بلال ذياب وثائر حلاحلة، وقال إن “سجن الرملة مليء بالمشاهد المروعة للأسرى المضربين”.
وقال بولص إن الوضع الصحي للأسيرين خطير جدا وإن ذياب فقد وعيه أثناء الزيارة، بعد أن طلب نقل رسالة إلى الشعب الفلسطيني بأنه مستمر في إضرابه، وطالب حلاحلة الأمين العام للأمم المتحدة بالتحرك للإفراج عنهما قبل فوات الأوان.
من جهته، قال والد الأسير ثائر حلاحلة ل شفا ، إنهم لم يتمكنوا من سماع أي خبر بشأن صحة ابنهم منذ عدة أيام، وهم ممنوعون من زيارته. وقد قال الأطباء إن جهاز المناعة لديه يعاني من خطر شديد جراء استمرار الإضراب.