8:10 مساءً / 24 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

ألواح إيبلا..ما مصيرها؟ بقلم : بديعة النعيمي

بديعة النعيمي

ألواح إيبلا..ما مصيرها؟ بقلم : بديعة النعيمي

بالرغم من كثرة الحفريات اليهودية، إلا أن الكتابات والمخطوطات المكتشفة لإثبات تاريخ لهم في فلسطين والمنطقة كانت قليلة جدا.


ففي مايو/١٩٧٢ أعلن الدكتور “هي.جي.فرانكلين” رئيس بعثة هولندية حكومية للآثار، أن اكتشاف نصوص بالآراميةعلى جدار معبد قديم في تل دير علا في وادي الأردن “الغور” ترجع إلى القرن السابع ق.م، يؤكد حدوث تزييف في كتابة “التوراة”.


وقد قال “فرانكلين” بهذا الشأن “في ضوء هذا الاكتشاف الفريد، أستطيع التأكيد أن جميع المعلومات الموجودة في التوراة عن فلسطين والأردن بين القرنين الثالث عشر والعاشر ق.م غير موثوقة لأنها حصيلة محاولة كهنة القدس لتعديل تاريخ الماضي بحيث يتفق مع الآراء الدينية للقرن السابع ق.م”.


وحتى مخطوطات البحر الميت التي تم العثور عليها من قبل الرعاة والبدو في منطقة “كهوف قمران” بالقرب من عين فشخة في الضفة الغربية على الشاطئ الشمالي للبحر الميت ، أقدمت دولة الاحتلال على منع نشر جزء كبير منها، وخاصة المكتشفة في الكهف رقم ٤ منذ عام ١٩٥٢. كما أنها لم تنشر “سفر اللاويين” الذي عثر عليه في الكهف رقم ٢ من دير قمران عام ١٩٦٨. ويرجع سبب ذلك من وجهة نظر العالم اليهودي “نويل فريدمان” إلى “خوف دولة الاحتلال من المضاعفات السياسية، لأنه متى دخلت السياسية علم الآثار أصبحت قضية أمنية كعادة الدولة”.


أما عن ألواح إيبلا فقد اكتشفت في منتصف السبعينات من قبل عالما الآثار الإيطاليين “جيوفاني بيتيناتو” و “باولو ماتييه” في محفوظات القصر الملكي ويصل عددها إلى عشرين ألف لوح.


وأثارت معارك سياسية ودينية وتاريخية اشترك فيها دولة الاحتلال والفاتيكان والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا والعراق.


وإيبلا مدينة قريبة من تل مرديخ شمال سوريا. ولا تقل اهمية هذه الألواح عن أهمية مخطوطات البحر الميت. ويعود تاريخها إلى منتصف الالف الثالث قبل الميلاد.


وقد استخدمت الخط المسماري، وتناولت تاريخ سوريا والعالم القديم والدين والادب والأساطير والملاحم وغيرها.
كما كشفت الألواح عن وجود حضارة مزدهرة.


وقد قام “جيوفاني”السابق الذكر بخلط للمعلومات ما بين الذي وجد في النصوص المسمارية البابلية وبما عثر عليه في آثار مملكة إيبلا. وأقدم على تهريب صور الألواح إلى عالم المسماريات، الصهيوني “ميشيل داهود”، مدعيا أن اسم أحد ملوك اليهود، ظهر في ألواحها مع العلم أن مملكة إيبلا امتدت من وسط بلاد ما بين النهرين إلى غرب الشام “٣٠٠٠٢٣٠٠” ق.م. ويشير هذا التاريخ انها أي مملكة إيبلا، وجدت قبل ولادة النبي إبراهيم عليه السلام بمائة عام تقريبا.
ويُذكر أن دولة الاحتلال قد اشتغلت على مشروع تزوير عالمي ما بين “٢٠٠٢٢٠١١” بشراكة أوروبية وأمريكية، لتزوير التاريخ بهدف تبرير أحقية دولة الاحتلال بدولتهم التي تمتد كما ورد في توراتهم المحرفة “إسرائيل الكبرى”.


وقد سارع علماء “توراتيون” إلى الربط بين بعض الكلمات في ألواح إيبلا وبين الرواية “التوراتية” عن تاريخ اليهود.
غير أن الدراسات التاريخية العلمية المضبوطة والوثائق الأركيولوجية تنفي هذه الرواية الأسطورية، وبشهادة علماء يهود متخصصون كالبروفيسور “زئيف هيرتزوغ”.


ويقول الدكتور عفيف بهنسي في كتابه “وثائق إيبلا” بأن “نية مشبوهة ظهرت وأرادت لأسباب سياسية أن تؤكد علاقة إيبلا بالتوراة كتأكيد على أن التوراة مصدر تاريخ اليهود التوراتي”.


كما يؤكد الدكتور عفيف أن “الهيئة الدولية لوثائق إيبلا استقرت على مناعة علمية أنه ليس هناك علاقة بين وثائق إيبلا والتوراة”.


واليوم يا ترى وبعد سقوط النظام السوري ما مصير ما تبقى من ألواح إيبلا التي كانت الدولة تحتفظ بها في متاحف حلب ودمشق وإدلب بعد العمليات التي نهبت كل ما طالته أيدي تجار الحروب وسط استماتة دولة الاحتلال وأمريكا في الحصول عليها؟

شاهد أيضاً

حركة فتح الخليل

مسيرات حاشدة في الخليل تأييداً للرئيس محمود عباس والأجهزة الأمنية و حركة فتح

شفا – أكد مشاركون في مسيرة جماهيرية حاشدة، نُظمت، ظهر اليوم الثلاثاء، وسط مدينة الخليل، …