1:15 صباحًا / 21 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

المفاوضات لعبة تاريخية ، بقلم : بديعة النعيمي

المفاوضات لعبة تاريخية ، بقلم : بديعة النعيمي

المفاوضات لعبة تاريخية ، بقلم : بديعة النعيمي

“منذ عشرين عاما وإسرائيل تتوسع بقوة السلاح. وكانت بعد كل مرحلة من هذا التوسع تدعو إلى التعقل وتقترح إجراء مفاوضات، ذلك هو الدور التقليدي للدولة المستعمرة، فهي تريد أن تعزز بأقل صعوبةممكنة ما أخذته بالعنف. وأن يصبح كل غزو جديد أساسا للتفاوض المقترح من موقع القوة يتجاهل ظلم العدوان السابق”.


“برتراند راسل”
الفيلسوف البريطاني
٢١/فبراير/١٩٧٠


باتت لعبة دولة الاحتلال مكشوفة في موضوع المفاوضات مع حماس منذ اقتراح “جو بايدن”في شهر يوليو/٢٠٢٤ وإلى يومنا هذا وقد تخطت الحرب العام. فهي تصرّ أكثر فأكثر على الدعوة إلى التفاوض كلما جعلت شروطها أصعب، هدفها من وراء ذلك ليس فقط إظهار الحركة أنها من دعاة الحرب فحسب، بل لتقطع على الدول الضاغطة طريق المطالبة مثلا بحل الدولتين والانسحاب من محوري فيلادلفيا ونتساريم ووقف بناء البؤر الاستيطانية على مستوى شمال القطاع والضفة الغربية في المنطقة “ج”.


وهذه اللعبة ليست بالجديدة من عمر هذه الدولة بحسب ما جاء في تصريح الفيلسوف “راسل” الآنف الذكر.
كما ذكرت الوثائق التي كشفت عنها مخطوطات حكومة الاحتلال عام ١٩٨٣ أنها رفضت اقتراحا من حسني الزعيم الرئيس العسكري السوري عام ١٩٤٩ بإجراء محادثات صلح مباشرة معها. وبرغم موافقة الزعيم وقتها على التخلي عن الأراضي التي احتلها غرب نهر الأردن وبحيرة طبرية.


وكان سبب الرفض هو حجة “دافيد بن غوريون” أنه مستعد لمقابلة الزعيم للنهوض بالسلم بين البلدين، لكن هذا الاجتماع لن يخدم أي غرض طالما لم يعلن ممثلو سوريا في مفاوضات الهدنة بأسلوب قاطع استعدادهم لسحب قواتهم إلى حدود ما قبل الحرب.


وقد صرحت حركة حماس مؤخرا في بيان لها فيما يخص بالبند الذي يتعلق بالمفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة بأنها استجابت لطلب الوسطاء لبحث مقترحات جديدة وأكدت على شروطها التي تتضمن وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب الاحتلال من كل القطاع ورفع الحصار وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهلنا في غزة وإعادة الإعمار وإنجاز صفقة جدية للأسرى.


أما ما نقلته القناة ١٢ العبرية بما بخص القضايا الخلافية فهو: عدد الأسرى اليهود الأحياء الذين سيُطلق سراحهم، منظومة الإشراف على عودة النازحين للشمال، هوية الأسرى الفلسطينيين وآلية إبعاد الأسرى الخطيرين لدول مختلفة.

والتاريخ خير معلم بأن دولة الاحتلال لا تريد مفاوضات جدية، فبالعودة إلى ما صرح به المدير العام لوزارة الدفاع لدولة الاحتلال عام ١٩٥٩ “كلما ازداد سكان إسرائيل ازداد جيشها، إن مليون جندي كفيلون بحماية دولة إسرائيل من أي هجوم عربي”. “ومن هنا فإن إسرائيل لا تفكر بالصلح جديا إلا بعد أن يصبح جيشها المليون، وبعد أن تصبح حدودها غير مفتوحة وسهلة الاقتحام أو على الأصح بعدما يستكمل جيشها غزو ما تبقى من “أرض إسرائيل” أي حدودها المطلوبة”.


وهذا ما أكد عليه “يغآل آلون” نائب رئيس الوزراء في مؤتمر القدس لأصحاب الملايين اليهود يوم ٢٩/يونيه/١٩٦٩ حين قال “الأمن الإسرائيلي لن يتحقق بالمناطق المنزوعة السلاح ولا بالبوليس الدولي ولا بضمانات الدول أو الهئيات الدولية، وإنما بالأرض. وأعني بالأرض القنوات والممرات والأنهار والمرتفعات وإضافة إلى ذلك الاستيطان المسلح أولا”.
وقصد بالقنوات قناة السويس والأنهار نهر الأردن والمرتفعات الجولان.

شاهد أيضاً

الاحتلال يقتحم مدينة طولكرم

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الجمعة، مدينة طولكرم. وأفادت مصادر صحفية بأن …