3:35 صباحًا / 27 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

فن البحث عن الإنسان ، أحمد رجب شلتوت ، بقلم : جوان سلو

فن البحث عن الإنسان ، أحمد رجب شلتوت ، بقلم : جوان سلو


فن البحث عن الإنسان ، أحمد رجب شلتوت ، من إصدارات دار ميزوبوتاميا للنشر والتوزيع والترجمة في قامشلي لعام ٢٠٢٣ ، بقلم جوان سلو

حينما سئلت الروائية الفرنسية الشهيرة كوليت أو “سيدوني جابرييل کولیت ۲۸) يناير ۱۸۷۳ ۳۰ أغسطس (١٩٥٤) عن موضوعات رواياتها أجابت بجملة واحدة، قالت: “أضع في رواياتي كل الحب الذي لم أستشعره . والذي أتوق إليه؟ وهكذا أوحت بأنها تعتبر الكتابة عموما وكتابة الرواية خصوصا وسيلة لتعويضنا عما نفتقد.

  • صدر عن دار ميزوبوتاميا للنشر والتوزيع والترجمة في قامشلي لعام ٢٠٢٣ دراسة أدبية للكاتب أحمد رجب شلتوت بعنوان فن البحث عن الإنسان.

يقدم الكاتب شلتوت عدداً من القراءات النقدية الأدبية للروايات التي كان لها بالغ الأثر في تشكيل رؤيته النقدية لهذا الفن الإنساني الحالم بالحرية.

  • في عالم الرواية، يتجسد الكاتب في محاولاته لاستكشاف الأعماق الإنسانية، من خلال تسليط الضوء على أوجاع الذات وهواجسها، والتفاعل مع الواقع والمخيلة. تحمل العناوين المذكورة في طياتها زخماً من التساؤلات والأفكار التي تتراوح بين البحث عن الهوية والهروب من الواقع، وبين التشظي النفسي والوجودي للإنسان. ففي “ولكل داء رواية” مثلاً، نلمس الربط بين الأدب والمعاناة، إذ تتحول الرواية إلى مرآة تعكس أوجاع الشخصيات. بينما في “عندما يبوح الراغب في الاختفاء”، نجد فكرة الهروب من الوجود في إطار شخصي عميق، يتبدى في سعي الشخصيات لاختفاء قد يكون ملاذاً من قسوة العالم.
    تتعدد الرؤى بين “صداقة العزلة بين جويس وبروست”، حيث يُتّخذ الأدب ملاذاً للوحدة الفكرية والروحية، وبين “التيه بين عالم يتهاوى ويوتوبيا مستحيلة” التي تعكس تمزق الذات في مواجهة تدهور العالم وقسوة الواقع. وتواصل الروايات رحلة العزلة والموت الرمزي عبر “يمشى ليموت كما فعل بطل روايته” حيث يتحول الموت إلى فعل إرادي يُحرر الفرد من سجن الحياة، وصولاً إلى “شخصيات بلا هوية تتيه في سرد دائري” التي تجسد ضياع الإنسان في حلقات مفرغة من الزمان والمكان.
    وفي إطار التوترات السياسية والاجتماعية، نجد “الحصن الخشبي وتناقضات الطرح الاستعماري” تفتح نافذة لفهم القمع الاستعماري والتمزق الداخلي في مواجهة الهيمنة الخارجية، بينما “حين اختفى النحل حلّت الكارثة” تتناول الغياب الذي يُعيد تشكيل العالم بما يحمله من دمار وتغيير. تُختتم هذه الرحلة الروائية بتجارب إنسانية وحضارية عميقة، سواء في “تراجيديا الفقد في ممرات الفتنة” أو في البحث المستمر عن الخلاص في “خبيئة العارف” أو حتى في “فساد الأمكنة” التي تقدم ملاذاً في صحراء الواقع الموحش.
    هذه العناوين تمثل خيوطاً مترابطة تشكل لوحة سردية معقدة تعكس هموم الإنسان، آماله، وحتمية مواجهته للألم والضياع.
    “ولعل ميلان كونديرا لم يبتعد كثيرا عما قصدته كوليت حينما ذكر في كتابه “فن الرواية”: “إذا كان صحيحا أن الفلسفة والعلوم قد نسيا كينونة الإنسان، فإنه يظهر بوضوح أن فنا أوربيا كبيرا قد تكون مع ثيربانتس، وما هذا الفن إلا سبر هذا الكائن المنسي”. فقد أكد على التصاق الفن الروائي بالإنسان، سواء بسبر أغواره أو بصنع حياة جديدة بالنسبة له، لهذا شبه أورهان باموك كتابة الرواية بصنع الأحلام، قال عنها “الروايات حياة ثانية مثل الأحلام تكشف لنا الروايات الألوان والتعقيدات في حياتنا، وهي مليئة بالناس الوجوه، والأشياء التي نشعر بأننا نعرفها من قبل، تماماً مثل الأحلام، عندما نقرأ رواية نتصور أنفسنا في وسط الأحداث الخيالية والشخصيات نشعر بأن عالم الرواية هو أكثر واقعية من الواقع نفسه، غالباً ما يعني هذا أننا نستعيض بالرواية عن الواقع، أو على الأقل نخلط بين الروايات والواقع، ولكننا لا نتذمر من هذا الوهم نحن نريد للرواية أن تستمر ونأمل بأن هذه الحياة الثانية تظل تستحضر فينا مشاعر متناغمة مع الواقع، والحقيقة بصرف النظر عن وعينا بالدور الذي يلعبه الخيال إلا أننا ننزعج إذا فشلت الرواية في تعزيز تصورنا بأنها حياة حقيقية بالفعل، فالإبداع الروائي يعتمد على قدرتنا على تصديق حالات متناقضة في وقت واحد”.


الحياة التي يرغب الروائي في عرضها تبرز من خلال الأحداث والشكل العام والشخصيات كلها تتطور عندما تكتب الرواية”.

فالرواية إذن كالعنقاء تولد من رمادها، وكلما تحدث أحدهم عن موت وشيك لها فاجأته بازدهار جديد، وبربيع متجدد وما كتاب ” البحث عن الإنسان قراءات في الرواية” إلا باقة مقطوفة من زهور ذلك الربيع المتجدد أبدا، ومهداة لمن يبحثون عن الإنسان المتواري خلف ركام مصاعب الحياة ومشاقها، وفصوله كلها قراءات لنماذج روائية سبق نشرها في دوريات وصحف عربية، فلعل نشرها مجتمعة يجدد شذاها.

أثبتت دراسات العلاج بالرواية أو العلاج بالسرد أن الإنسان يتحسن حاله بقراءة الروايات، فالقراءة تمكنه من إدراك الأشياء بشكل أفضل والروايات على وجه الخصوص يمكن أن تجعله أكثر ثقة من الناحية الاجتماعية. ففي عام 2013. اكتشف علماء المدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية أن الروايات تعزز من قدرة البشر على تفهم وقراءة مشاعر وعواطف الآخرين. فنحن كقراء نفكر في الروايات كأماكن نفقد فيها أنفسنا. أو تجد فيها أنفسنا، ولكن عندما نخرج منها نأخذ معنا الإلهام من شخصياتنا المفضلة فيها..

  • تعريف بالكاتب


أحمد رجب شلتوت


الميلاد في ١٩٦٢/٤/١٧


بكالوريوس تجارة جامعة القاهرة
كبير باحثين بالشباب والرياضة / مديرية شباب الجيزة بدأ النشر في الصحف والمجلات منذ ١٩٨٥ يعمل محررا ثقافيا بوكالة الصحافة العربية
كان مسؤولا عن القسم الثقافي بموقع الأزمة الاليكتروني من ۲۰۰۹ حتى ۲۰۱۲
فاز بالمركز الأول في مسابقة جريدة الشعب للقصة القصيرة ۱۹۹۰
فاز بالمركز الأول في مسابقة نادى القصة للقصة القصيرة ١٩٩٦
فاز بالمركز الثانى فى مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة للمسرحية الطويلة ١٩٩٦
عن مسرحية “أرض النادي”
فاز بالمركز الأول في مسابقة جمعية الأدباء للقصة القصيرة ۲۰۰۷
فاز في مسابقة ساقية الصاوى فى القصة القصيرة عام ٢٠٠٩
فاز في مسابقة إحسان عبد القدوس في الرواية عام ۲۰۱۰ عن رواية” حالة شجن.

شاهد أيضاً

استشهاد شاب برصاص الاحتلال جنوب غرب جنين

شفا – استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة يعبد جنوب غرب جنين. وبحسب …