شفا -قررت شركة “إتش تي سي” التايوانية المتخصصة في صناعة الهواتف الذكية الدخول في مجال تصنيع معالجات خاصة بها ودمجها داخل هواتفها، على غرار النهج الذي يسير عليه منافسون آخرون في قطاع الهواتف الذكية مثل شركات “سامسونغ” الكورية بمعالجها الخاص المعروف باسم “Exynos”، و”آبل” الأمريكية التي تنتج رقائق “A5X”، و”هواوي” الصينية بمعالجها رباعي النواة الذي يحمل الاسم الرمزي “K3V2-SoC”.
وأفصحت الشركة التايوانية عن نيتها إنتاج معالجات خاصة بهواتفها المحمولة بدلا من الاعتماد على رقائق شركات أخرى، ولكن ليس بمفردها، بل بالتعاون مع شركة “ST-Ericsson” السويسرية لصناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية. فقد أبرمت الشركتان اتفاقية تنص على ذلك، وسترى تلك الهواتف النور بحلول العام المقبل.
ويرجع السبب في ذلك، أن الشركة التايوانية خامس أكبر منتج للهواتف الذكية قد شهدت هبوطاً سريعاً من حيث حصتها السوقية بنسبة 60 في المائة خلال الأشهر الخمسة الماضية، الأمر الذي دفع الشركة إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
يُذكر أن شركة “إتش تي سي” استخدمت مختلف المعالجات المصنعة من قبل عدة شركات مثل “إنتل، ومارفيل، وتكساس انسترومنتس، وحتى سامسونغ”، ولكن بالرغم من علاقتها وثيقة الصلة بشركة “كوالكوم” الأمريكية واعتمادها على معالجاتها خلال السنوات الأخيرة الماضية، لكن على مايبدو أنها غير راضية على هذا التعاون، أو بالأحرى ترغب في تطوير نفسها بعيدا عن كوالكوم والحد من الاعتماد عليها بشكل أساسي، ويبدو ذلك جلياً بإطلاقها “إتش تي سي وان إكس” أول هاتف ذكي من إنتاج الشركة منذ عدة سنوات خلت لا يعتمد على رقائق كوالكوم، بل يستخدم معالج “تيجرا 3” رباعي النواة من شركة “نيفيديا”.
ووفقا لمحللين، فإن هذا الاتجاه الذي بدأت تسير عليه بعض الشركات الكبرى بتصنيع معالجات من إنتاج مصانعها الخاصة بها، لديه مميزات عديدة، ليس توفير المال وتحسين هامش الربح فحسب، بل سيتيح أيضا للمطورين فرصة جيدة لتوافق الأجهزة مع البرامج بشكل أفضل.
وتعتبر شركات سامسونغ وسوني وباناسونيك من العملاء الحاليين لشركة “إس تي –إريكسون”، على سبيل المثال هواتف “جالاكسي إس أدفانس”، و”سوني إكسبريا يو”، و”سوني إكسبريا بي”، و”باناسونيك إيلوجا” مدمج بهم رقائق من هذه الشركة بخلاف المعالجات. ومن المتوقع أن تدخل شركة “نوكيا” ضمن الدائرة في المستقبل.