شفا – حددت مجلة Foreign Affairs الأمريكية، ثلاث خطوات محورية لإنقاذ حل الدولتين وإحلال السلام في الشرق الأوسط، بينها وقف التسليح الأمريكي والغربي لإسرائيل.
ونبهت المجلة إلى أنه مع اقتراب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير المقبل، قد يتلاشى أي أمل في تحقيق حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني معه.
وأبرزت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض مفهوم حل الدولتين بشكل قاطع، بينما الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب دعم خلال فترته الأولى في الرئاسة الأجندة التوسعية لنتنياهو.
وبحسب المجلة رغم إخفاق بايدن في تحقيق أهدافه العليا في الشرق الأوسط، إلا أنه يمتلك فرصة فريدة خلال الأسابيع المتبقية في منصبه لإعادة ضبط المعادلة الإسرائيلية الفلسطينية، والحفاظ على إمكانية حل الدولتين، وإنقاذ جزء كبير من إرثه السياسي.
الفرصة الأخيرة لبايدن
على مدار التاريخ، كانت الولايات المتحدة العامل الحاسم في اللحظات النادرة التي بدت فيها الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية قابلة للحل. ومع خروج بايدن من الساحة السياسية، فإنه يمتلك حرية اتخاذ خطوات جريئة لا يمكن لأي رئيس آخر اتخاذها بسبب القيود السياسية الداخلية.
وبحسب المجلة ينبغي على إدارة بايدن دعم ثلاث خطوات محورية لإنقاذ حل الدولتين وإحلال السلام في المنطقة:
الاعتراف بدولة فلسطين: حاليًا، تعترف 146 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، بما في ذلك عدد من حلفاء الناتو. يمكن لبايدن أن يتخذ هذه الخطوة ببساطة عبر توقيع بيان، مشابهًا لما فعله الرئيس هاري ترومان عندما اعترف بدولة “إسرائيل” في عام 1948.
رعاية قرار أممي بشأن حل الدولتين: يمكن لبايدن تقديم قرار لمجلس الأمن الدولي يعترف بسيادة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل منذ عام 1967، وبالطبع لن تواجه هذه الخطوة أي فيتو محتمل، حيث إن روسيا والصين تعترفان بالفعل بفلسطين، وفرنسا والمملكة المتحدة أبدتا استعدادًا لدعم هذا الاعتراف.
تطبيق القوانين الأمريكية بشأن نقل الأسلحة: يمنع قانون “ليهي” الأمريكي تقديم المساعدات العسكرية لوحدات ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. حتى الآن، لم يتم تطبيق هذا القانون بشكل فعلي على “إسرائيل” رغم وجود تقارير موثوقة عن انتهاكات وجرائم متكررة منذ عقود ضد الفلسطينيين.
كما أن قانون “ممر المساعدات الإنسانية” يمنع نقل الأسلحة إلى دول تعيق إيصال المساعدات الإنسانية. ويمكن لبايدن فرض هذا القانون على “إسرائيل” بسبب قيودها على دخول المساعدات إلى غزة.
الأثر المحتمل لهذه الخطوات
أكدت المجلة أن اتخاذ إدارة بايدن لهذه الخطوات من شأنه الحفاظ على إمكانية تحقيق حل الدولتين، فيما من دون هذه الإجراءات، قد تقوم الحكومة الإسرائيلية بضم الأراضي المحتلة خلال السنوات الأربع المقبلة، مما ينهي فعليًا أي احتمال لحل الدولتين.
كما أن اتخاذ هذه الخطوات من شأنه تغيير الديناميكيات السياسية داخل “إسرائيل” باعتبار أن الاعتراف بفلسطين وضغط المجتمع الدولي قد يؤدي إلى إعادة تقييم الحكومة الإسرائيلية لمسارها الحالي.
يضاف إلى ذلك استعادة دور الولايات المتحدة كوسيط عادل، بحيث من خلال اتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، يمكن للولايات المتحدة أن تستعيد مصداقيتها على الساحة الدولية.
العقبات والتحديات
يمكن للإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة ترامب أن تحاول عكس بعض هذه الإجراءات، لكن إلغاء الاعتراف بدولة فلسطين أو تجاهل قانون “ليهي” سيكون أمرًا غير مسبوق وصعب التنفيذ.
وبينما قد لا تؤدي هذه الخطوات إلى استئناف فوري لعملية السلام، فإنها ستوفر أساسًا لإحياء الأمل في المستقبل.
خلال السنوات الأولى من ولايته، كان يُقارن إرث بايدن السياسي بالرئيس فرانكلين دي روزفلت. ولكن الآن، ومع الانتقادات المتزايدة من الديمقراطيين والتقدميين، يمكن لبايدن اتخاذ خطوة جريئة تعيد صياغة إرثه كرئيس سعى للدفاع عن حقوق الإنسان والحرية، ليس فقط للأوكرانيين، ولكن أيضًا للفلسطينيين.
وختمت المجلة بأن بايدن لديه فرصة فريدة لإحداث تغيير دائم في الشرق الأوسط قبل مغادرته منصبه، وإن اتخاذ خطوات جريئة الآن لن ينقذ حل الدولتين فقط، بل سيمنحه نهاية سياسية بطولية كقائد تجاوز التوقعات وترك إرثًا دائمًا في السعي نحو السلام.