اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني رمز للصمود والعدالة الإنسانية ، بقلم : محمود جودت محمود قبها
يحتفل العالم في 29 نوفمبر من كل عام بـيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وهو يوم خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1977 للتذكير بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف ولإبراز المعاناة المستمرة بسبب الاحتلال الإسرائيلي ولتأكيد الدعم الدولي لنضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.
أهمية يوم التضامن يُعتبر هذا اليوم فرصة لإعادة تسليط الضوء على القضية الفلسطينية التي تُعد واحدة من أقدم القضايا العالقة في التاريخ الحديث إنه ليس مجرد مناسبة رمزية بل دعوة متجددة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني والعمل الجاد لإنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية دلالات اليوم اختيار هذا اليوم تحديدًا له رمزية تاريخية حيث يُصادف ذكرى اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 عام 1947 المعروف بـ”قرار التقسيم”هذا القرار قضى بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية مع جعل القدس كيانًا مستقلًا تحت إشراف دولي خاص وعلى الرغم من قبول الجانب الفلسطيني والعربي بحلول مستندة إلى الشرعية الدولية إلا أن واقع الحال أظهر استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسعه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.
واقع الشعب الفلسطيني يعاني الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود من الاحتلال حيث يواجه عمليات تهجير قسري وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير القانونية إضافة إلى الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تسبب في أزمات إنسانية واقتصادية عميقة كما يُحرم الفلسطينيون من حقوقهم الأساسية مثل حرية التنقل والحصول على الموارد الطبيعية والعيش في أمن وسلام وتستمر هذه المعاناة في ظل انتهاك القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة دون محاسبة جدية.
أشكال التضامن العالمي يتم التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني بطرق مختلفة منها الفعاليات الثقافية والسياسية تنظيم المؤتمرات والندوات والمعارض التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية وتاريخها حملات المقاطعة دعم حركة مقاطعة الاحتلال (BDS) كوسيلة للضغط على إسرائيل لإنهاء انتهاكاتها الدعم المادي والإنساني تقديم المساعدات الإنسانية والمالية لتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين خاصة في غزة والضفة الغربية الإعلام والتوعية نشر الحقائق والتقارير التي توثق الانتهاكات وتعريف الأجيال الجديدة بالقضية الفلسطينية.
رسالة الأمل والصمود رغم التحديات الهائلة يظل الشعب الفلسطيني نموذجًا للصمود والإصرار على حقوقه إن التضامن الدولي يُمثل مصدر دعم معنوي ومادي يساعد الفلسطينيين على المضي قدمًا في نضالهم المشروع في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يُذكر العالم أن هذه القضية ليست مجرد نزاع محلي بل هي قضية إنسانية تمس قيم العدالة والحرية والكرامة ويبقى الأمل معقودًا على إرادة الشعوب الحرة والقوى المؤمنة بالحق لتحقيق السلام العادل والدائم لنصرة فلسطين لنجعل التضامن فعلًا وليس مجرد شعار.
باحث في درجة الدكتوره في العلوم السياسية
د . محمود جودت قبها