المبادرة الوطنية الفلسطينية نضال شعبي ودور محوري في المصالحة ، بقلم : م. غسان جابر
تعد حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من أبرز الحركات السياسية التي ظهرت في المشهد الفلسطيني خلال العقود الأخيرة. تأسست في ظل واقع سياسي واجتماعي معقد عقب الانتفاضة الثانية، وسعت لتقديم مشروع وطني شامل يوازن بين المقاومة الشعبية السلمية وتعزيز الديمقراطية والوحدة الوطنية. تسعى الحركة إلى ملء الفراغ السياسي الناتج عن الصراع بين القوى التقليدية وتقديم رؤية جديدة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني.
نشأة الحركة وأهدافها
تأسست حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عام 2002 بقيادة مجموعة من الشخصيات الوطنية البارزة مثل الدكتور مصطفى البرغوثي والدكتور حيدر عبد الشافي و البروفيسور إدوارد سعيد و المهندس إبراهيم الدقاق. جاءت الحركة كاستجابة للحاجة إلى تيار سياسي مستقل يعمل على تحقيق المصالح الوطنية بعيدًا عن الانقسامات السياسية.
أبرز أهداف الحركة:
- مناهضة الاحتلال والاستيطان: عبر تعزيز النضال الشعبي.
- تعزيز الوحدة الوطنية: بالدعوة إلى التعددية والعمل المشترك بين الفصائل.
- حماية حقوق الإنسان: من خلال الدفاع عن الفلسطينيين أمام المؤسسات الدولية.
- محاربة الفساد: والعمل على بناء مؤسسات وطنية تتمتع بالنزاهة والشفافية.
دور الحركة في المشهد السياسي الفلسطيني
النضال الشعبي:
انفردت الحركة بتبني النضال الشعبي كأداة رئيسية لتحقيق أهدافها الوطنية، حيث نظمت مظاهرات وفعاليات جماهيرية لمواجهة الاستيطان والجدار العنصري. أثبت هذا النهج فعاليته في كسب دعم دولي واسع وتعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية.
تعزيز الوحدة الوطنية:
دعت المبادرة الوطنية منذ تأسيسها إلى تجاوز الانقسام الداخلي الفلسطيني بين فتح وحماس، وشاركت في جهود المصالحة من خلال دعم الحوارات الوطنية وطرح مبادرات لتقريب وجهات النظر بين الفصائل.
الدفاع عن حقوق الإنسان:
لعبت الحركة دورًا محوريًا في توثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وفضح ممارساته أمام المحافل الدولية. ساهم هذا الدور في تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين وتعزيز مكانة القضية الفلسطينية على الأجندة الدولية.
إحياء الديمقراطية وتعزيز المشاركة الشعبية:
تؤمن الحركة بأن تجديد الشرعية السياسية ضرورة ملحّة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني. عملت على تعزيز مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تهدف إلى تمكينهم وتحفيزهم على الانخراط في العمل الوطني.
تأثير الحركة على الشباب الفلسطيني:
تميزت حركة المبادرة الوطنية بتركيزها على تمكين الشباب الفلسطيني وإشراكهم في العمل السياسي والاجتماعي. نظمت الحركة برامج تدريبية لتعزيز وعي الشباب بقضاياهم الوطنية، وسعت لخلق فضاءات جديدة تمكنهم من التعبير عن تطلعاتهم. هذا التوجه ساعد على بناء جيل واعٍ وقادر على تحمل المسؤولية في قيادة المستقبل.
دورها في تعزيز الدعم الدولي:
استطاعت الحركة بفضل علاقاتها الدولية وإسهامات قادتها نقل القضية الفلسطينية إلى المحافل العالمية، وتسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين. كما حرصت على بناء شراكات مع الحركات الشعبية العالمية لتعزيز التضامن مع النضال الفلسطيني، مما أكسبها مكانة مرموقة بين المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية.
الشخصيات البارزة ودورها:
الدكتور مصطفى البرغوثي
قاد الدكتور البرغوثي جهود الحركة منذ تأسيسها، وتميز بمواقفه المؤيدة للمقاومة الشعبية ، ونشاطه الدولي في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني.
الدكتور حيدر عبد الشافي
لعب عبد الشافي دورًا محوريًا في تعزيز الوحدة الوطنية، ودعا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة.
المفكر إدوارد سعيد
أثرت رؤى سعيد النقدية والثقافية في توجهات الحركة، حيث لعب دورًا هامًا في تعزيز الهوية الفلسطينية ونشرها عالميًا.
المهندس إبراهيم الدقاق
ساهم الدقاق بخبراته الهندسية في وضع خطط تنموية تدعم صمود الفلسطينيين، وعمل على تعزيز البنية التحتية المجتمعية في مواجهة التحديات.
التحديات التي تواجه الحركة
رغم أدوارها الريادية، تواجه حركة المبادرة الوطنية عدة تحديات:
- التهميش السياسي حيث تبقى الحركة خارج دائرة النفوذ التقليدي للفصائل الكبرى.
- مضايقات الاحتلال من خلال الاعتقالات والملاحقات الأمنية.
- ضعف الموارد المالية الذي يحد من قدرتها على توسيع أنشطتها وبرامجها.
الرؤية المستقبلية للحركة
تطمح حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية إلى:
- إعادة هيكلة النظام السياسي الفلسطيني ليكون أكثر شمولية وديمقراطية.
- تعزيز الوحدة الوطنية عبر مبادرات جديدة لتقريب الفصائل الفلسطينية.
- تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال دعم المشاريع التنموية.
- توسيع الحضور الدولي لتعزيز الدعم السياسي والحقوقي للقضية الفلسطينية.
ونقول و نؤكد ان حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية تعد نموذجًا سياسيًا فريدًا يعكس تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والعدالة. بفضل نهجها الشعبي و الشبابي وجهود قادتها، تمكنت الحركة من تقديم رؤية جديدة للنضال الفلسطيني تجمع بين الوطنية والديمقراطية. ومع استمرارها في مواجهة التحديات، تظل المبادرة الوطنية الفلسطينية ركيزة أساسية في بناء مستقبل مشرق لفلسطين.
- – م. غسان جابر – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – فلسطين