شفا – في إشارة جديدة إلى فشل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 13 شهرا في تحقيق أهدافها، أبرزت صحيفة الغارديان البريطانية أن قطاع غزة لا يزال يشكل تهديدا لإسرائيل وأن جذوة في المقاومة لم تُخمد رغم كل الجرائم الإسرائيلية.
وسلطت الصحيفة على إقرار وزير إسرائيلي كبير بأن حرب الإبادة في غزة لم تنته بعد، وان جيش الاحتلال الإسرائيلي يريد البقاء في القطاع “لسنوات”.
وصرح عضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أفي ديختر: “غزة لن تشكل أبدا تهديدا لإسرائيل، بغض النظر عن المدة التي سيستغرقها الأمر… أعتقد أننا سنبقى في غزة لفترة طويلة… أعتقد أن معظم الناس يفهمون أن ذلك سيستغرق سنوات”.
وقال ديختر للصحافيين “ما زال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به… لديهم [حماس] أشخاص جدد… ما زال لديهم البنية التحتية لأننا لم نصل إلى كل مكان في غزة”.
ووضعت دولة الاحتلال في حرب الإبادة المستمرة على غزة من الانتصار الكامل والقضاء على المقاومة كليا أهم أهدافها وهو لم يتحقق على مدار أكثر من 13 شهرا ويقابل بشكو واسعة داخلية وخارجية.
أوامر إخلاء جديدة
أشارت الغارديان إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمر بإخلاء مناطق جديدة في شمال قطاع غزة، مما أدى إلى موجة جديدة من نزوح المدنيين في الساعات الأخيرة مع استمرار الغارات الجوية المكثفة في معظم أنحاء القطاع.
وقال جيش الاحتلال إن أوامر إخلاء حي الشجاعية تستهدف منطقة المكتظة بالسكان.
وقال شهود عيان ووسائل إعلام فلسطينية إن العائلات التي تعيش في المناطق المستهدفة بدأت في الفرار من منازلها بعد حلول الظلام يوم السبت وحتى ساعات صباح يوم الأحد.
وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي مئات الأشخاص يغادرون الشجاعية على عربات تجرها الحمير بينما كان آخرون، بما في ذلك أطفال يحملون حقائب الظهر، يسيرون على الأقدام.
ووصف مسؤولون إنسانيون الوضع الإنساني في شمال غزة بأنه مأساوي، حيث يعاني عشرات الآلاف من نقص حاد في المياه والصرف الصحي والغذاء والإمدادات الطبية.
وقد حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاث بلدات في شمال قطاع غزة – جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون – منذ إطلاق هجوم كبير في أوائل الشهر الماضي، والذي تقول إنه يهدف إلى منع المقاومة من إعادة تجميع قواتها هناك.
وقد أسفرت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عن قتل أكثر من 44 ألف شخص، أغلبهم من المدنيين. كما نزح ما يقرب من كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل، وتحولت مساحات شاسعة من المنطقة الساحلية الضيقة إلى أنقاض.
ويقول سكان شمال غزة إنهم يخشون أن يكون الهدف هو إخلاء قطاع من الأرض بشكل دائم ليكون بمثابة منطقة عازلة.
وقال ديختر، الذي تم تعيينه مؤخرا في منصب وزير الأمن الغذائي، إنه بمجرد التوصل إلى “اتفاق أو نهاية للحرب” فسوف يتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم.