الرئيس الصيني يجدد الموقف الصيني تجاه تنمية العلاقات الصينية الأمريكية ، بقلم : تشو شيوان
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم السبت الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش الاجتماع الـ31 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الأمر الذي يجذب أنظار وسائل الإعلام العالمية مرة أخرى، خصوصاً وأن هناك تكهنات كثيرة حول مستقبل العلاقات الصينية الأمريكية بعد أن يتسلم دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية القادمة.
وخلال الاجتماع، أكد الرئيس شي أن العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة قد شهدت تقلبات وتوترات خلال السنوات الماضية، ولكن بفضل القيادة المشتركة والجهود المشتركة، تم تحقيق التعاون والتواصل والتبادل بين البلدين في المجالات الكثيرة مع استعادة وإنشاء أكثر من 20 آلية اتصال، فقد حققت العلاقات الصينية الأمريكية تطورا مستقرا بشكل عام.
والجدير بالذكر أن الصين طرحت الخطوط الحمراء الأربعة لضمان العلاقات الثنائية بشكل واضح، ألا وهي مسألة تايوان، الديمقراطية وحقوق الإنسان، النظام السياسي، الحق في التنمية، وأعتقد أن التواصل الصريح بين الجانبين له أهمية بالغة، إذ أن العلاقات الصينية الأمريكية من أهم العلاقات الثنائية في العالم الراهن، حيث نعرف أن الولايات المتحدة هي أكبر دولة متقدمة وأكبر اقتصاد في العالم، أما الصين فهي أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن استقرار العلاقات الصينية الأمريكية يتمتع بأهمية بالغة للعالم كله.
وبالنسبة إلى مسألة تايوان، فإنها من الشؤون الداخلية الصينية بشكل كامل، ولا يمكن لأي دولة أخرى أن تتدخل فيها أبدا. في الحقيقة الصين هي الدولة الوحيدة ضمن الأعضاء الدائمة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم تحقق التوحيد الوطني، فطبعا من حق الصين أن تسعى إلى التوحيد بشكل كامل. تعمل الصين دائما على الحل السلمي لمسألة تايوان على أساس مبدأ “صين واحدة ونظامان”، ولكن إذا تسعى القوى الانفصالية والخارجية إلى الانفصال، فالصين ستحافظ على السيادة الوطنية وسلامة الأراضي بشكل تأكيد، ولديها قوة وثقة تامة لذلك، وجيش التحرير الشعبي الصيني دائما جاهز.
وفي عصر يشهد جولة جديدة من ثورة علمية وتكنولوجية مزدهرة وتحولا صناعيا، فإن الحل المفضل ليس فك الارتباط أو تعطيل سلاسل الإمداد؛ بل إن التعاون متبادل المنفعة هو وحده القادر على أن يقود إلى تحقيق التنمية المشتركة، لافتا إلى أن نهج “فناء صغير بأسوار عالية” ليس ما ينبغي أن تسعى إليه دولة كبرى، وأن الانفتاح والمشاركة هما السبيل الوحيد لدفع رفاه البشرية. ويتعين على الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين كبيرتين، وضع مصالح العالم أجمع في اعتبارهما وضخ المزيد من اليقين والطاقة الإيجابية في العالم المضطرب. وينبغي أن يضعا في اعتبارهما رفاه الشعبين والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي، ويتخذا الخيار الحكيم، ويواصلا استكشاف الطريق الصحيح لتحقيق التوافق بين الدولتين الكبيرتين، ويحققا التعايش السلمي وطويل الأمد على هذا الكوكب.
الصين دائما تعتبر الولايات المتحدة شريكا اقتصاديا وتجاريا مهما، وتسعى إلى إقامة علاقات صينية أمريكية مستقرة وصحية ومستدامة. وترغب الصين في تطبيع العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وهي مبادئ في التعامل مع العلاقات الصينية الأمريكية، وذلك انطلاقا من البيانات الثلاثة المشتركة الصينية الأمريكية.
فيمكننا القول إن موقف الصين إزاء حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية بحزم لم يتغير، وأن رغبتها في المضي قدما بالصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والأمريكي لم تتغير. والصين مستعدة للعمل مع الحكومة الأمريكية للحفاظ على الحوار وتوسيع التعاون وإدارة الخلافات، من أجل السعي لتحقيق انتقال مطرد للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة لما فيه صالح الشعبين.