6:20 صباحًا / 27 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

فيلم(الهوى سلطان)؛ ممل حد الضجر..رائع حد البكاء! بقلم : نور فهمي

فيلم(الهوى سلطان)؛ ممل حد الضجر..رائع حد البكاء! بقلم : نور فهمي

فيلم(الهوى سلطان)؛ ممل حد الضجر..رائع حد البكاء! بقلم : نور فهمي

إشادات وآراء انطباعية إيجابية..شبه إجماع على أن الفيلم فى بساطته، مذهل . إطراءات شجعتنى على المشاهدة إلى حد ما، رغم إحباطي من الفكرة التى يدور حولها الفيلم..ولأنها فكرة مكررة ومستهلكة.


حجزت التذكرة أولا لثقتى بالمخرجة والمؤلفة (هبة يسري) ورائعتها الدرامية السابقة(سابع جار)
وثانيا لفضولي فى معرفة السبب وراء كل هذه الإطراءات!
فى البداية أحسست أننى اتابع أحداث مسلسل درامي فى ايقاعه ووتيرته البطيئة والمملة بعض الشئ..والتى كان من الممكن اختزالها فى مشهدين أو ثلاثة دون الوقوع فى تكرار ممل يجعلنى بعد مرور نصف ساعة كاملة، أشعر برغبتى فى الخروج من قاعة السينما غير آسفة ..احسست أننى اتابع فى المنتصف الأول من الفيلم، بعض احداث مسلسل سابع جار_ خاصة الخط الدرامي للفنانة (سارة عبد الرحمن)فى المسلسل_والذى أشهد على استثنائية صدقه وطابعه الخاص المطعم بواقعية أحداث يومية يعيشها أبناء هذه الطبقة!!
إقحام مشاهد الغذاء والعشاء المتكررة والمط فى طول
مشاهد الاستماع للأغانى فى السيارة؛ فقد جاذبيته بسبب بطء الإيقاع وتوحيد وتيرته التى تصلح لعمل درامى أكثر منها لعمل سينمائي!
الفيلم مراوغ فنيا!!
فبداية من الجزء الثانى؛ بدأت القصة الحقيقة فى التجلي وسطوع معاني مدهشة فى صدقها وبساطتها فى آن..مشاعر الحيرة والتردد والقلق التى عبر عنها كل من أحمد داوود(علي) ومنة شلبي(سارة) مؤثرة فى عمقها ويتجلى تأثيرها فى استخدام لقطات قريبة جدا فى عدة مشاهد؛ لإظهار كم الاحاسيس الضاغطة التى تعيشها الشخصية بصدق وعمق وجدارة فنية.
فخروج الإنسان من دائرة أمانه؛ مرعبة، مربكة، تجعله يتخبط ويتلون لإرضاء تلك الدائرة الجديدة التى بات غريبا عنها رغم وجوده داخلها، ويبدو لمن حوله بأنه تأقلم وهو فى حقيقته يعاني انفطار قلبه وتشتت عقله وغياب أحلامه فى آن!
كما أن أحداث الفيلم توحي بكيفية الارتباط الناجح من وجهة نظر الأبطال..فهو ليس ذاك الذى يحدث فى القلب جلجلات صاخبة وقلق وسهر لليال طوال..بل هو ذاك الذى تشعر فيه بتآلف بين روحين وحياتين دون نغمة نشاز واحدة تنفر جسد واحد منهم عن الآخر فى النهاية!
فالروح والعقل المنسجمان، والاحاديث التى لا تنتهي علامة على توافق وانجذاب وبشائر بنجاح العلاقة بل واستمراريتها..أما الانجذاب المادي(سواء جسدى بحت أو عقلانى بحت)..دائما ما تودى إلى الهلاك العاطفى وحتى الجسدى فيما بعد!!
فنجد أن شخصية(رامي) والذى قام بدوره الفنان(أحمد خالد صالح) هذا الجاد العملي..أراد فقط الارتباط ب(سارة) لأنها مناسبة للزواج وللحفاظ على بيته حتى لو أوحى لنفسه عبثا بأنه مغرم بها..
جسد (أحمد خالد صالح)هذه الشخصية بمنتهى الحرفية..واستطاع أن ينقل لي سماتها باتقان.
وعلى الصعيد الآخر ..قامت الفنانة (جيهان الشماشرجي) بأداء دور(ليلى)..والذى جسدت من خلاله نمط لحياة أبناء الساحل الشرير وسلوكياتهم، واعتمادهم الأساسى على المظاهر وصورة الحياة المكتملة ظاهريا ..الخاوية على عروشها من الداخل!!
ففى أحد الحوارات بينها وبين (على) يصرح لها الأخير بأنه رغم وجوده يوميا بصحبتها إلا أنه لم يختلى بها أبدا ولم يتسامروا أو يتناقشوا فى أمر..طوال الوقت بصحبة آخرين يرقصون ويحتفلون ويلعبون !! أما عن الأوقات الحميمية بينهم؛ فمعدلها صفر!!
الظاهر علاقة..والباطن وحدة مريرة!!


مشهد القبلة:
مشهد [القبلة] ..فى الفيلم بين (سارة وعلي) كان ضروريا، من الناحية الفنية، فكتمان المشاعر وكبتها لفترة طويلة مع تأججها فى الداخل؛ ينتج عنه دائما فيض مفاجئ وتعبير عنيف عما تم قهره لسنوات!
واستخدام المصعد كمكان للقبلة؛ يرمز لخصوصيته فى المقام الاول لأنه أضحى الحيز الوحيد الذى يمكن لهذه المشاعر المشحونة أن تتجلى فيه بهذه القوة والعنفوان
خاصة بعد كبت دام طويلا!!
ورمزيته فى الصعود والهبوط تتجلى أيضا من خلال مشاعر الحب القوية الدالة على صعود روحي .. أما الخيانة فانحدار أخلاقي خاصة؛ وأن كلاهما مرتبط بآخر!

الفيلم مشحون بالكثير من المشاعر الصادقة؛
وقد أبكاني مرتين:


الأولى فى مشهد اعتراف (على وسارة) أخيرا..بعد طول عناد وتضارب مشاعر ومحاولات يائسة فى عيش حياة مختلفة بعيدا عن مسارهم الرئيسي!
والثاني فى مشهد احتضان سارة لوالدها الذى تخلى عنها سابقا!
والذى تجلت أيضا من خلاله بعض سمات اضطراب الشخصية الحدية؛ ألا وهي؛ (الخوف من الهجر)؛ فالبطلة ماتت أمها فجأة وتخلى عنها أبيها فى زواجه بأخرى..فباتت مرعوبة من فكرة “الهجر “
فتعترف بأنها لم تكن تطيل من مدة خصام أبيها بسبب استيائها من زواجه بأخرى؛ بل لأنها مرعوبة من أن تظل قريبة منه، فتصبح عرضة للصدمات مرة آخرى إذا ما مات كوالدتها التى رحلت فجأة!!
فاتخذت الخصام بينهما ذريعة لحماية نفسها من تبعات التعلق!!
منة شلبى فى الجزء الأول من الفيلم..لم تكن سوى (سارة) الفتاة المملة..بحياتها رتيبة الإيقاع، وجمود مشاعرها أو تيبس أحاسيسها، بسبب الخوف من الاندماج الكامل وبالتالى التعلق المرضي!
اختفت (منة شلبي) تماما عن المشهد وكأنني بالفعل اتابع شخصية اسمها(سارة)وهذا فى حد ذاته اتقان للدور ونضج فنى يستوجب الإطراء!!


فى المنتصف الثانى من الفيلم تناغمت شخصيتها مع الأحداث الجديدة التى طرأت على حياتها بين علاقة مأزومة وعلاقة جديدة لم تكن فى الحسبان
أما عن (أحمد داوود) فمبهر فى أدائه كالعادة..خاصة وأن الدور كان يتطلب التعبير عن أحاسيس داخلية ومشاكل نفسية وهذا دائما التحدى الأكبر لأى فنان؛ فمن السهل جدا أن تغضب وتدمر وتقتل وتضرب فى أى فيلم فتبرع فى مشاهد الاكشن؛ وليس من السهل أبدا أن تتقن تجسيد المشاعر وتوحي بهواجس الشخصية وعقدتها النفسية!
كما لا يمكننى أبدا إغفال ذكر الظهزر المميز


للفنانة(نسرين طلعت)؛ فى مشهد الخطوبة المميز والضحك الهستيري من ظهورها كعروس ترقص على أغنية لم يكن أحد يتوقعها!!
فى النهاية؛
هذا الفيلم مراوغ فنيا بسبب تباين ريتم نصفه الأول عن نصفه الثانى؛


فكان مزيجا من مسلسل وفيلم فى آن ..بدأ رتيبا مملا حد الرغبة فى الخروج قبل اكتمال نصفه الأول ..ثم جعلنى أنتهي منه مشحونة بالمشاعر ..وجهى أحمر كلون الدم!!

شاهد أيضاً

استشهاد شاب برصاص الاحتلال جنوب غرب جنين

شفا – استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة يعبد جنوب غرب جنين. وبحسب …