مشروع ضم الضفة وتهحير اهلها لن يمر ، بقلم : فادي البرغوثي
في كتابه مكان تحت الشمس لنتنياهو الذي صدر في عام 1995 ، لم يخفي نتنياهو حقيقة السيطرة على كل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر بما فيها الضفة الغربية، ولم يخفي ان مشروعه هو هجرة جميع اليهود في العالم إلى فلسطين، بما فيها يهود الولايات المتحدة الأمريكية الاغنياء.
طبعا هذه الهجرة التي يطمح لها نتنياهو، ستكون على حساب السكان الأصليين الفلسطينيين، الذي يريد أن يحشرهم في كنتونات ضيقة متباعدة لا يوجد تواصل جغرافي فيما بينهم، أو هجرة الفلسطينيين إلى الاردن معتقدا ان الاردن جميعها هي جزء من أرض اسرائيل، وقد تم التنازل عنها للفلسطينين وان وعد بلفور نفسه يشمل الضفة الغربية والضفة الشرقية.
في إطار هذا الواقع، ظل نتنياهو يعمل إلى غاية هذه اللحظة على تطبيق مخططه، محاولا ان يكسب غطاء دولي لاعماله ويعتقد كما تعتقد حكومته الفاشية انه بمجيء ترامب إلى السلطة، فإن الوقت قد حان لتنفيذ مخططه الذي ظل يحلم فيه على مدار حياته.
لكن في اعتقادي، ان هذا بعيد عن حلمه، لأن الشعب الفلسطيني الذي عانى تجربة اللجوء، أصبح يفضل الموت على الرحيل وهو لن يخدع مرة أخرى ليرحل مرة أخرى، أو يرضخ لسياسة الأمر الواقع كما يظن هو ومن يشد على يديه في الإدارة الأمريكية الحالية والقادمة.
كما ان نتنياهو، اذا بقي على هذه السياسية سيضيف إلى المقاومة غير ساحة غزة ولبنان المسنودة في اليمن و العراق ساحة الضفة الغربية التي لن تكون مكتوفة الأيدي في حالة تم المس فيها بشكل مباشر، كما ان عنجهبته هذه سوف توحد الفلسطينيين على قلب رجل واحد لمواجهة هذا المخطط فلا يعقل ان يقوم في محاولة تهحير الضفة الغربية دون أن يلقى مقاومة فعلية، بل على العكس فإن المقاومة في حد ذاتها ستؤثر عليه، بل انني اتوقع ان يكون هجرة معاكسة في داخل اسرائيل اكثر مما هو عليه، فقد كشف المورخ والباحث الأكاديمي “الاسرائيلي” إيلان بابيه عن هجرة 700 الاف “اسرائيلي” من داخل “اسرائيل” إلى أوروبا وكندا وفي كل يوم تتصاعد المواجهة مع “اسرائيل” سيزداد العدد اكثر واكثر، ما يجعل للحرب مفعول معاكس ويجعل السحر ينقلب على الساحر.
من هذا المنطلق، فان مخطط نتنياهو سموتريتش المتناغم مع سياسية ترامب، أو بصريح العبارة، سياسية ترامب المتناغمة مع السياسة الإسرائيلية، وسياسية اليمين الفاشي على وجه الخصوص، لن يمر على الشعب الفلسطيني حتى لو قام الاحتلال وهو متوقع في ارتكاب مجازر كما يحدث في غزة، ومثلما صمدت غزة ولم تهاجر ستصمد الضفة ولن تغادر، وان زمن النكبة ولى والتاريخ لن ولن يعود ويرجع إلى الخلف.