برنامج وطني وحدوي لمواجهة ضم الضفة الغربية بقلم : فادي البرغوثي
الخبر الذي أذيع بان نتنياهو وسموترتيش في لحظة تسلم ترامب سيقومان بالضم الضفة الغربية يأتي في إطار الاتفاق مع الإدارة الأمريكية الجديدة خاصة ان ترامب نفسه قال بان مساحة إسرائيل صغيرة ويجب أن تتوسع وهو ما يقوله ويقرره نتنياهو مرارا
نتنياهو الذي لا يريد ان يعترف بالهزيمة النكراء كونه لم يحقق الأهداف التي أعلن عنها في غزة ولم يستطيع ان يحقق شيئا في لبنان ما يدفعه من محاولة عمل شيء يقدمه لجمهوره فلم يلاقي الا الضفة الغربية وهي المكان الأضعف الذي يمكن أن يسوق فيه إنجازا حقيقيا كما انه لا يخرج عن قناعته وهو ضم الضفة الغربية التي لطالما أكد تمسكه فيها كلها فهو شخص عارض اتفاقية أوسلو وتسليم جزء بسيط من أرض فلسطين
في هذا المجال بطرح سؤالين في غاية الأهمية
الأول ما هو مصير السكان في الضفة الغربية ؟؟؟
وما هو حدود التعاطي معه عالميا ؟؟؟
لا يحتاج نتنياهو إلى ذريعة فهو اوقح من ذلك بكثير كما انه سوف يضغط على السكان اقتصاديا من أجل اختيار بعض الناس لهجرة ما يكون باتفاق مع بعض الدول الغربية بفتح قناة معينة لتشجيع الناس على الهجرة التي بدأت من هذه الأيام
فعمليا المانيا على سبيل المثال تشجع هجرة الفلسطينيين والذي لاقى سابقا اخذ إقامة حصل عليها بسهولة بل ان العملية التي كانت نأخذ سنة لأخذ قرار الهجرة أصبحت نأخذ اقل من أسبوع مع التنازل على بعض الشروط السابقة ومتوقع ان تلحقها بعض الدول الأوروبية
باختصار يجب ادراك انه في حالة الضم لا بعني ضم السكان الذي يمكن أن تتفاقم مشكلته وهو الذي يطالب بدولة يهودية صرفه ما يعني انه يحاول ان يعود بالقضية الفلسطينية إلى الجذور وتكرار تجربة النكبة في فلسطين وهو الآن يقوم فيها في قطاع غزة ولا يستعد للقيام فيها في الضفة
اما حدود التعاطي دوليا مع هكذا قرار فإنني لا أتوقع اكثر من استنكار وشجب على القرارات والذهاب إلى مجلس الأمن ويكون الفيتو الأمريكي بالانتظار كما حدث في قطاع غزة التي عرفت الجميع بالمدى والحدود الذي يمكن أن بقف فيها العالم معك وعرفت العدو أيضا هذه الحدود ما يعني إطلاق يده دون أي ردود فعل تكون مؤثرة
اما الدول العربية والإسلامية جميعنا نعرف انها تمشي ضمن مسارين في التعامل مع القضية الفلسطينية الأول مسار العجز والثاني مسار التآمر الفض والعلني كما تعمل دولة الامارات
هذا الاستنتاج بقودنا أيضا إلى سؤال ثالث هو ما العمل في ظل هذه الظروف السيئة ؟؟؟
في اعتقادي تقع على عاتق الحركة الوطنية الفلسطينية مهمة تاريخية لا تحتمل التلاعب كما في الفترات السابقة فحجم ما تقوم وتريد ان تقوم فيه ” إسرائيل ” كبير يتمثل في ضياع الوطن للأبد خاصة ان هذه الحكومة منذ اليوم لتوليها أطلقت برنامجها على ما يسمى خطط الحسم وهو السيطرة على الضفة الغربية الأمر الذي يتطلب برنامج وحدوي اولا وقابل للتنفيذ والتحقيق ضمن خطة نضالية شعبية واضحة للجميع للشعب والاحتلال والعالم اما علاج الأمور واتباع سياسية الانتظار السلبي كان اوصلنا إلى هذه النتيجة