شفا – أصدرت جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية بياناً بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
وتنشر “شبكة فلسطين للأنباء شفا” البيان :
في اليوم العالمي للمرأة لينتصر العالم لنساء فلسطين… يأتي الثامن من آذار ليحتفل به العالم يوما عالميا المرأة في ظل ما تتعرض له النساء في فلسطين خاصة في قطاع غزة لأبشع الجرائم من القتل و التشريد و التجويع و الحرمان من أبسط الحقوق بفعل حرب الابادة الجماعية و التطهير العرقي و العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ اكثر من خمسة أشهر.
و قد وصلت نسبة النساء الشهيدات لحوالي 75% من إجمالي عدد الشهداء الذي وصل لأكثر من ثلاثين ألف و خمسمائة شهيد فضلا عن الارتفاع الكبير في عدد الجريحات أيضا و تعاني النساء في غزة فصلا آخرا من فصول المعاناة التي لم يشهدها التاريخ من قبل، بعد أن جرى تدمير بيوتهن بالقصف المدمر و تشريدهن مع أسرهن و نزوحهن قسريا عنها الامر الذي ضاعف من معاناتهن سيما و ان هذا التشريد و النزوح الاجباري تسبب في حرمانهن من أبسط الحقوق الانسانية؛ ففقدن الأمان لأنفسهن و لأطفالهن و تعرضن للبرد القاسي في الخيام و لتلوث المياه و سوء التغذية و الافتقار لادنى مستويات الخصوصية على المستوى الشخصي و الجماعي.
و يأتي يوم المراة العالمي و مئات النساء الفلسطينيات تعرضن للاعتقال و التعذيب و الاعتداءات الجسدية و اللفظية و الاعدام الميداني عند الحواجز العسكرية التي وضعها جيش الاحتلال لفصله شمال غزة عن وسطها و جنوبها.
و كثير منهن لم يستطعن إرضاع أطفالهن و كثير منهن وضعن في ظروف لا تمت للظروف الصحية بأي صلة ، و واجهن المخاطر على صحتهن بعد أن لجأن للوسائل البدائية لإعداد الطعام في ظل انعدام الوقود خاصة غاز الطهي و كذلك السير لمسافات و الوقوف لساعات طويلة في الطوابير المزدحمة كي يحصلن على المياه أو الخبز أو الدقيق و غيرها. و مع استمرار العدوان فقد تثاقلت عليها المسؤوليات و لم تعد قادرة على مواجهة ما لا تحتمله الجبال، كيف لا و كثير منهن فقدن أبنائهن شهداء و جرحى و تدمرت بيوتهن و مدارسهن و جامعاتهن و قد قضى هذا العدوان على أحلامهن و مستقبلهن و تطلعاهن بعد أن كانت ريادية متقدمة متفوقة و مبدعة.
فلم يعد لها منزل يأويها و لا مرفق صحي يرعاها و لم يتبق لها جامعة تكمل دراستها فيها و لا مدرسة أيضا و لا مؤسسة تعمل فيها أو تقدم الخدمات المختلفة لها . فكل هذا الحرمان و المعاناة الصعبة تمر أمام صمت دولي كبير و لم يكن التضامن بالمستوى المؤثر لوقف و انهاء معاناتها على الرغم من المظاهرات الاحتجاجية و التضامنية الضخمة التي شهدتها العديد من العواصم حول العالم.
إن المصداقية في إحياء الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة لن تكون حقيقية إلا بالانتصار و التضامن الفعلي مع نساء فلسطين و عليه يجب؛ بل من الضرورة أن يقف العالم و هيئاته الأممية الحقوقية و القانونية و الانسانية عند مسؤولياتهم ليمارسوا ضغطا أكثر تأثيرا لوقف هذا الإجرام الذي لحق بالشعب الفلسطيني و نسائه و اطفاله و كل مكوناته و إن نساء فلسطين خاصة في قطاع غزة يوجهن نداءهن لأحرار العالم لبرلماناته لأحزابه الديمقراطية و مؤسساته المدنية و لكل ضمير إنساني و حي ليعلو بصوتهم ليقفوا الى جانبهن فكفى قتلا فكفى تدميرا فكفى ضياعا و تشريدا فكفى عنفا و حرمانا .
و على العالم أن يدرك حقيقة أن أزهار آذار لن تتفتح في ربيع فلسطين في ظل استمرار القتل و التشريد و التدمير و بعد أن حولت آلة الحرب التدميرية غزة لمنطقة منكوبة يصعب العيش فيها. و على العالم أيضا أن يعمل جاهدا ليكسر الحصار المطبق على غزة و ليأت اليها كل من يدافع عن المرأة و ليتوافد المتضامنون ليشاهدوا حجم الدمار الهائل و و الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني و نسائه اللاني من حقهن التمتع بحياة كريمة آمنة.